<!--
<!--<!--
شعار يذكر من يسمعه أو يقرأه بتكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان، ولفد كرمنا بني آدم، لذلك يجب على كل إنسان كرمه الله أن يعيش كريما، فلا يليق لأب أن يصفع ابنه على وجهه فقط لأنه مسئول عن طعامه و شرابه، ولا يجب أن يسكت الابن على هذه الإهانة فقط لأنها صادرة من أبيه، فالأولى بالأب أن يعلم ابنه معنى الكرامة وأولى بالابن أن يرفض الإهانة ولو كانت صادرة من أبيه، وإلا أصبح الابن كالسجين في قصر أو كالطائر الحبيس في قفص من ذهب.
ومن الكرامة أن يشعر الإنسان بحريته، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام المثل في الحرص على حريتهم ولو كانت في مقابل الحياة
جاءوا للحبيب صلى الله عليه وسلم بكل المغريات ليثنوه عن الدعوة لدين الله فإذا به يقول لهم: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه، وألقوا ببلال ابن رباح في حر الصحراء والحجر على صدره حتى يعود إلى عبادة الأوثان فماذا فعل العبد الحبشي؟ حرص على حريته التي يبحث عنها فإذا به يتحمل هذا العذاب من أجل كرامته وحريته، هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
كانت الكرامة والحرية عندهم أثمن من الحياة وقد رأيناهم وهم يفضلون الحصار الاقتصادي في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات على الحياة الرغدة من أجل حريتهم في ممارسة شعائر دينهم، كان أكل ورق الشجر إن وجدوه أفضل عندهم من أشهى الطعام لأنه مغموس بالحرية، أما اللحم المغموس في الرق والعبودية فلا حاجة لهم إليه.
أقول هذا الكلام لمن يرى في القرض من صندوق النقد الدولي الحل الأمثل لحل مشكلاتنا الاقتصادية، أقول لهم لسنا أفضل من رسول الله وأصحابه رغم أننا لن نأكل ورق الشجر، فقط سنرشد استهلاكنا، ونقلل كميات الطعام التي تلقى في القمامة، ونقلل الانفاق على الملاهي والبييسي والمأكولات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، في مقابل الحرية، في مقابل أن تكون حرا في قرارك السياسي والإقتصادي، وألا تتدخل أمريكا أو صندوق النقد الدولي في تحديد أولوياتك.
أقول هذا الكلام لمن يرى في الشرطة العسكرية أو الشرطة المدنية حامي الحمى، فإذا رفع السلاح في وجهي من يحميني فممن يحميني إذن، يجب أن يعلم حماة الأمة أنهم مسئولون عن حمايتنا من أعدائنا وممن يتربصون بنا ويعتدون علينا، أما إن كانوا هم من يرفع علينا السلاح مثلما حدث في عهد النظام البائد فلا حاجة لنا لحمايتهم ونحن قادرون بعون الله على حماية أنفسنا وإن اضطررنا إلى أكل ورق الشجر.
أقول هذا الكلام لكل رئيس ولكل مرءوس، لكل رئيس أنت لنا الراعي فإن وضعتنا في قفص من ذهب ولم تمارس معنا الشورى فلسنا في حاجة إلى قفصك الذهبي، إنما نحن في حاجة إلى حفظ كرامتنا وحريتنا وتشغيل عقولنا لنقوم بحل مشكلاتنا بأنفسنا لا أن نستورد الحلول التي تجعلنا نلغي عقولنا وننتظر عقول أعدائنا لنبني بها القفص الذهبي.
أقول هذا الكلام لرئيس الدولة، إن كنت اتخذت قرارا بالقرض فاعرضه على الشعب الذي تقترض من أجله فإن قبل الشعب فاقترض، وإن لم يقبل فشارك الشعب الرأي وستجد حلولا أسرع مما تتوقع ومالا أكثر مما سوف تقترضه فقط لأنك أشعرت الشعب بكرامته وحريته في اتخاذ القرار.
وأخيرا كانت مبادئ الثورة المصرية عيش بحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية ، وإن اضطررنا لأكل ورق الشجر.
والحمد لله رب العالمين
مهندسة/ سحر زكي