<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:5.0pt; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:5.0pt; mso-para-margin-left:1.0cm; text-align:justify; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
ما بين موقعة العباسية وموقعة رفح الحدودية
قامت الدنيا ولم تقعد أمام وزارة الدفاع المصرية في العباسية حين قام ثوار مصر بالاعتراض على قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية خاصة عند استبعاد أكثر المرشحين شعبية في مصر وهم: الأستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل والمهندس خيرت الشاطر والأستاذ أيمن نور وغيرهم، خاصة أن أسباب الاستبعاد كانت غير منطقية، ولم يفعل الثوار شيئا سوى الاعتصام في ميدان العباسية الذي يبعد عن وزارة الدفاع بحوالي 2 كيلو متر، ولم يكن يحملون أسلحة بيضاء أو سوداء لأنهم ذهبوا فقط معترضين سلميين أمام رئيس المجلس العسكري باعتباره السلطة السياسية في البلاد.
بمجرد أن وصل خبر الاعتصام إلى ميدان العباسية بدأ الاستعداد للمعركة الكبرى بين عدد قليل من الشعب المصري المعتصم في الميدان وبين قوات الشرطة العسكرية المسلحة بالمدرعات والخرطوش والآلي وخراطيم المياه الكبريتية، مع كثير من البلطجية الذين تم تأجيرهم لإرهاب الثوار.
أسبوع كامل من الكر والفر بين الثوار والبلطجية بالإضافة إلى جيش من الإعلاميين الكاذبين الأفاكين الذين صوروا الثوار على أنهم جاءوا لإسقاط الدولة المصرية باعتصامهم السلمي بالقرب من وزارة الدفاع وعلى بعد 2 كيلو فقط من مبنى الوزارة والتي تمثل عرين الأسد، أقصد عرين المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
لم يكتف هؤلاء الأبطال المغاوير بالبلطجية من أرباب السجون والإعلاميين الذين على شاكلتهم بل خرج القادة الأشاوس على وسائل الإعلام يهددون الثوار بمذبحة إن لم ينسحبوا ويخلوا الميدان في 24 ساعة.
وبعد هذا التهديد بدأت المعركة الكبرى في 4-5-2012، بدأت بأن تجمع أكبر عدد من الثوار مساندين لإخوانهم في ميدان العباسية ليخرج عليهم سيارات المياه الكبريتية بخراطيم مياه لتقوم في أقل من خمس دقائق بفض المتظاهرين السلميين، هل اكتفى القادة الأشاوس بهذا؟ لقد قاموا بتتبع آثار من هرب منهم بالمدرعات والأسلحة الآلية لتكون المعركة حاسمة، واحتمى كثير من الثوار في مسجد النور بالعباسية ظانين أن قوات الشرطة العسكرية مصرية وليست يهودية وبالتالي لن تدنس المسجد ببياداتهم وستتركهم آمنين في بيت الله، إلا أنهم فوجئوا بقوات الشرطة العسكرية تقتحم المسجد بالبيادات وأخذت من احتمى به أسرى المعركة، وكان من بين الأسرى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس في حرب رمضان المجيدة أكتوبر 73، لم يتم أسر الشيخ على أيدي اليهود في 73 ولكن تم أسره على أيدي الجيش المصري في موقعة العباسية، ولولا حب الشعب المصري للشيخ حافظ وخوف قوات الشرطة العسكرية من ثورة شعبية عارمة لتحرير الشيخ لما تركوا الشيخ ليسافر إلى السويس، وبقي الأسرى الآخرون معتقلون حتى الآن في السجون الحربية الإسرائيلية (أقصد المصرية)
وانتهت المعركة بنصر مؤزر لقوات الشرطة العسكرية المصرية على أعدائهم من أبناء وبنات الشعب المصري الذي لحقت به خسائر في الأرواح والممتلكات وخسائر في الكرامة والشهامة والنخوة التي كان يتمتع بها الجيش المصري على مر العصور.
ثم دارت الدائرة لتكون هناك معركة جديدة في رفح على الحدود المصرية الإسرائيلية بين أفراد الجيش المصري وجماعة من اليهود المتنكرين في الزي المدني والمسموح لهم باختراق الحدود المصرية ببطاقة الهوية، وكنا نتمنى أن تكون المعركة لصالح جنودنا إلا أننا فوجئنا أن الاستعدادات التي تمت في موقعة العباسية كانت أكثر كثيرا من الاستعدادات التي تمت في موقعة رفح الحدودية.
لم تكن هناك أجهزة استطلاع أو وسائل اتصال حديثة أو مركبات حديثة لاستخدامها في مثل تلك المعارك خاصة أن حدودنا مخترقة منذ توقيع معاهدة السلام، ودائما تخترق من الجانب الصهيوني، ولا حياة لمن تنادي فقد كانت القيادة السياسية المصرية مشغولة بتأمين الكيان الصهيوني على حساب حياة المصريين، والذي يجرؤ أن يرفع سلاحه في وجه يهودي واحد كان جزاؤه السجن أو القتل كما فعلوا مع سليمان خاطر والجندي أيمن الذي قام بعملية فدائية قتل فيها عشرين من اليهود وأصاب آخرون فتم اعتقاله 12 عاما.
خسر الجيش المصري معركة رفح كما خسرت المخابرات المصرية التي كنا نتغنى ببطولاتها المعركة لأنها كانت تعلم بتحركات العدو ولم تحرك ساكنا لتأمين الجنود المصريين، كما خسرت مصر أبناءها من شباب القوات المسلحة التي هي درع الوطن.
والآن متى ننتصر؟ لقد حارب النبي محمد صلى الله عليه والسلم الروم لأنهم قتلوا رسول رسول الله، قتلوا مسلم واحد فقط على بعد أميال من المدينة التي يسكنها المسلمون، ومع ذلك خرج لهم رسول الله في جيش قوامه ثلاثون ألفا، وكان جيش الروم يتعدى المائة ألف، خرج رسول الله بعتاد جمعه من الصحابة الكرام في مقابل عتاد لا يقدر عند أعدائهم من الروم، فقط من أجل فرد مسلم قتل غيلة، فماذا نحن فاعلون وقد قتل من أبنائنا في القوات المسلحة 16 جندي وأصيب ستة آخرون على بعد أمتار داخل حدودنا في سيناء، فهل نترك سيناء للصهاينة حتى نتجنب مزيدا من القتل لأبنائنا وإخواننا على الحدود، والله لو فعلنا ذلك ستكون الخطوة القادمة لهم هي القاهرة
تكفينا هزائم أجبن خلق الله في 48، 56، 67، يكفينا تلقي الضربة الأولى في 67 على يد عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والتي انتهت ليس فقط باحتلال سيناء بل امتد الاختلال إلى الضفة الغربية والجولان وفلسطين، وما كان النصر حليفنا في 73 إلا بفضل الله أولا وأخيرا حين عدنا إليه وكنا على يقين بنصره، وأعددنا العدة للنصر على قدر استطاعتنا فقد كان عتادنا وعدتنا أقل من إمكانات العدو لكن الله أمدنا بجنود من عنده حين عدنا إليه وتمسكنا بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكنا بحقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا وعرضنا وأنفسنا.
فهل تكون المعركة القادمة بين الجيش المصري والشعب المصري على الدستور واللجنة التأسيسية ووضع الجيش في الدستور الجديد، أم تكون معركتنا القادمة بين الجيش المصري يدعمه الشعب المصري ضد أعدائنا من الصهاينة والأمريكان في الخارج ومن يدعمهم من الطابور الخامس في الداخل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
مهندسة/ سحر زكي