<!--<!--<!--

كلما أبدينا الرضا والرغبة في السلام كلما زادت سطوة العدو وزدنا هوانا عليه، كانت حرب الخليج هي البروفة الأولى التي تعلن خطر الحرب بين دول العالم، أمريكا تدعي أنها تحمي القانون الدولي، ولم يعد من الممكن إقناع أحد غير السذج الذين خدعتهم وسائل الإعلام بأن تلك الحرب لم تكن للبترول الذي يمثل كل تنمية في الغرب، وتم الإعتراف بالهدف الحقيقي وهو تدمير قوة العراق، الدولة الوحيدة في دول العالم الثالث التي قد تملك الوسيلة لمنع الغرب وإسرائيل من تحقيق الهيمنة على المنطقة العربية، لقد كانت حرب استعمارية حقيقية ([1]).

كتب الزعيم البرازيلي لولا قائلا: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل، إنها حرب صامتة ولكنها ليست أقل رعبا، فبدلا من موت الجنود يموت الأطفال جوعا، وبدلا من ملايين المصابين هناك ملايين العاطلين، وبدلا من تدمير الجسور تغلق المدارس والمستشفيات والمصانع، إنها الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد دول القارة الجنوبية ودول العالم الثالث.

تكشف إحصاءات الشرطة الأمريكية في نيويورك أن كل ثلاث ساعات هناك سيدة تغتصب، وكل ساعتين رجل يقتل، وكل ثلاثين ثانية هجوم ينفذ، ونسبة انتحار وإدمان المراهقين في أمريكا أكبر نسبة في العالم ([2]).

هذه الثقافة اللا إنسانية تصدر إلى العالم كله من خلال الأفلام الأمريكية، والقوانين الأمريكية التي تصنع في منظمة الأمم المتحدة، ليتم تصديرها إلى العالم الإسلامي بصفة خاصة، بحجة الحرية والديمقراطية، والسياسة الإستعمارية هي أن تفعل ما يفعله الآخرون.

وجاء حادث 11 سبتمبر عام 2001م ليمثل صفعة على وجه أمريكا التي ظلت تنقل معاركها خارج الأرض الأمريكية، ولكن هذا الحدث الذي لا يعرف مرتكبيه حتى الآن، أتى بأمريكا إلى الأرض بعد أن ظنت أنها تعيش في السماء وأصبح داخل أمريكا أرضا للمعركة، وقبل التحقيق في سبب الحادث ومعرفة مرتكبيه، نسبت السياسة الأمريكية المتغطرسة مرتكبي الحادث إلى كل المسلمين، بل نسب إلى الإسلام نفسه هو منه براء.

وبعد الحادث بأيام قليلة، قامت أمريكا في السابع من أكتوبر عام2001 باحتلال أفغانستان بلا أي مبرر للعدوان إلا للدفاع عن الأمن الداخلي لأمريكا بإعتبار أنها سيدة العالم، وعن طريق إعلامهم الخبيث أقنعت العالم أن الأمن الداخلي لأمريكا تجري صيانته في أفغانستان عبر المحيطات والصحاري والجبال، وصارت الكرة الأرضية كلها ضامنة للأمن الداخلي الأمريكي([3]).

والأهداف التي تطمع لها الولايات المتحدة وضعت قبل أحداث 11 سبتمبر، أن تنشئ لها قواعد في وسط آسيا في أفغانستان جنوب روسيا وغرب الصين وفي وسط المنطقة الملاصقة للهند وباكستان وإيران وجمهوريات آسيا الإسلامية، كما أنشأت لها من قبل موطئ قدم في البلقان في أحداث الصرب، وكما رسخت وجودها في الخليج العربي بعد حرب العراق عام 1991م.

إننا أصبحنا نسير وفق الشرعية الأمريكية، وسقف مطالبنا يهبط ويهبط حتى أصبح الخطر الأكبر على وعينا وإدراكنا، لا يمكن أن نطالب بحقوقنا في إطار الشرعية التي يروجها المعتدون-كما فعل مبارك ونظامه أثناء الثورة المصرية حين ادعوا أن الدستور لا يمكن تعديله إلا بوجود الرئيس نفسه على رأس الدولة، ونسي أن هذا الدستور يعطي الشرعية للشعب الذي يستمد الرئيس ونظامه شرعيته منه – وأهم الواجبات في المرحلة القادمة هي تحرير وعينا وإدراكنا مما يسمى بالشرعية الأمريكية.

إننا نعاني من الضغوط الإقتصادية والسياسية والتغلغل البشري الأجنبي من رجال الأعمال ومنظمات حقوق الإنسان بحجة حماية الأقليات المسيحية التي لم تنعم بالحرية إلا في ظل الإسلام، وإذا أعطوا لأنفسهم الحق بالتدخل في شئوننا الداخلية فلنا نفس الحق بفرض إرادتنا عليهم لحماية الأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وغيرها، وإلا فالأقليات المسيحية في بلادنا شأن داخلي لا يجب أن يخضع لأي إبتزاز.

أصبحنا تبعا للتاريخ الأمريكي، أما الآن وبعد الثورة المصرية في 25 يناير 2011 يجب أن نتمسك باستقلال إدراكنا التاريخي وحقنا في أن يكون لنا تاريخنا وأحداثنا، لابد لمصر أن تصنع تاريخا جديدا يعيد التوازنات بين العالم العربي والغرب، لن نسمح فيه بسياسة التبعية والخنوع ولن نسمح فيه بتهديد الأمن القومي لمنطقتنا العربية والإسلامية 


[1] - كيف صنعنا القرن العشرين: روجيه جارودي – ترجمة ليلى حافظ-ص28- 1420هـ - 2000م

[2] - المصدر السابق

[3] - العرب في مواجهة العدوان: المستشار طارق البشري – ص 57 – 1423هـ - 2002م

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2012 بواسطة IslamyyaMisr

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,330

اسلمى يا مصر

IslamyyaMisr
مصر وطن حضارته تسبق التاريخ ولم يذل ولم يهزم إلا على أيدي الطغاة الذين باعوا الوطن بقصر في شرم الشيخ وآخر في باريس. وقد قام الشعب المصري بثورته المباركة في 25 يناير 2011 ليثور على هؤلاء الطغاة، وقد سقط الطاغية الأكبر إلا أن أذنابه لم تسقط بعد، ونقول اسلمي يا »