<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:5.0pt; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:5.0pt; mso-para-margin-left:1.0cm; text-align:justify; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
واحة سيوة
تتبع واحة سيوة محافظة مرسي مطروح إدارياً, وتقع بالقرب من الحدود المصرية الليبية، تقابلها على الجانب الآخر من الحدود واحة الجبوب, وتبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وينخفض متوسط مستوى الواحة 18 مترًا تحت سطح البحر, ومركزها الحضري هو بلدة سيوه التي يقطنها ما يقارب 25000 نسمة، وتضم الواحة 6 بحيرات، بالإضافة إلى 200 عين وأكثر من 1200 بئر جوفى ونحو 20 ألف فدان أراض زراعية.
تمثل للمسافر بالصحراء إستراحة تأخده من حر الصحراء وجفافها إلي عالم من الطبيعة النقية من مياه وأشجار في واحة من الجمال، إنها واحة سيوة بالصحراء الغربية المصرية, والتي كانت ولازالت منذ القدم محط المسافرين من كل مكان، تشكل مع الواحات الأخرى محطات أساسية في رحلات القوافل عبرالصحراء
منذ 27 عاما كان الذهاب الي واحة سيوة يلزمه تصريح من حرس الحدود المصري وكان هذا يرسخ من العزلة الذي سعت كل الظروف المحيطة بالواحة لحدوثها من رمال امتدت لتبعد الواحة عن اقرب المدن اليها مرسي مطروح بمسافة 306 كيلو و عن القاهرة العاصمة بمسافة 920 كيلو اغلبها من الصحاري الجدباء، الي خصوصية اهل الواحة في عادتهم وتقاليدهم بل ولغتهم الامازيغية عن باقي مصر وهذا راجع ان اغلب اهل الواحة يرجع الي البربر إلي جانب بعض العرب والافريقين،
الأحداث التاريخية التي مرت علي الواحة منذ نشأتها في العصر الفرعوني إلي جانب العزلة التي تعيشها الواحة نسجت حول الواحة من الأساطير أكثر من الحقائق لتجعل منها الواحة السحرية التي تخفي الأسرار لدي الكثير من المغامرين في العالم، إلا أنها في حقيقة الأمر ساحرة الجمال.
بعد قطع مسافة طويلة في دروب الصحراء الغربية القاحلة، لن تصدق ما تراه عيناك عند وصولك إلى واحة سيوة للمرة الأولى. فسوف تشهد جزيرة مليئة بالينابيع المعدنية والبحيرات المالحة وبساتين من أشجار الزيتون والنخيل وكأنها جزء من الجنة. وللقيام بجولة ثقافية في شالي، المدينة الرئيسية في الواحة، يمكنك مشاهدة أطلال قصر شالي الذي يقع وسط المدينة والسير عبر الممرات الرملية لمشاهدة معبد الوحي الذي زاره الإسكندر، كما يفضل المسافرون المغامرون القيام برحلة سفاري في بحر الرمال العظيم في أراضي الصحراء الغربية.ويفضل زيارة سيوة وغيرها من الأماكن الموجودة ي الصحراء الغربية في الشهور الباردة من السنة، أي من شهر أكتوبر إلى أبريل فقد تصل درجة الحرارة صيفًا إلى 35-45 درجة مئوية.
قلعة شالى: وهى قلعة أقامها سكان الواحة القدامى، بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتنقلة فى الصحراء، يعود تاريخ إنشائها للقرنين 12 - 13، على أساس أن سيوة فى العصر الروماني كانت عبارة عن معبد الوحى ومن حوله كانت عدة قرى متناثرة، ولم تكن هناك ضرورة ملحة لبناء القلعة أنذاك، لكن بعد عصر الامبراطورية الرومانية سادت الفوضى فى الصحراء الغربية وأخذت القبائل تغير على بعضها بهدف الحصول على الغذاء والحصاد الذى ينتج فى مناطق الآبار المأهولة بالسكان، مما دفع أهالي سيوة لبناء قلعة عالية لمنع وصول الغزاه إليها، وكان معظمهم من العرب القريبين من الواحة...وتعد قلعة شالى أحد المزارات السياحية الهامة فى الواحة."
معبد آمون: واحد من أهم المزارات السياحية، التى يعود تاريخه إلى العصر اليونانى.. ويوثق لوجود هذا المعبد ضمن سيرة الإسكندر الأكبر، فقد كان ملكا مقدونيا- يونانيا، وقد ورث الحكم من أبيه، وذهب لتوحيد بلاد اليونان ثم إتجة الى الامبراطورية الفارسية وبلاد الشام ومصر، التى كانت تحت الاحتلال الفارسى وقتها.. وقد وصل الى "منف" العاصمة القديمة في الدولة المصرية، ثم تحرك نحو الاسكندرية فأسسها، ثم إلى سيوة ليتعبد لدى الإله "أمون"، الذى كان يمثل قيمة روحية كبرى بالنسبة لليونانيين، وأثناء وجودة فى سيوة أوصى الأسكندر الأكبر بدفنه بجوار أبيه "أمون".. ولذا فقد ظلت سيوة دوما محل جدل وبحث حول مقبرة الإسكندر الأكبر حتى اليوم، وكان قمة الجدل فى هذا الشأن عام 1996 عندما أعلنت بعثة يونانية - كانت تنقب فى المدينة عن وجود مقبرة الإسكندر الأكبر- لكن سرعان ما خرج رئيس هيئة الآثار المصرية أنذاك "عبد الحليم نور الدين" ونفى ذلك، إلا أن أهل المدينة لا زالت تكتنفهم العديد من الشكوك حول وجود المقبرة على أرض سيوة بالفعل، وأن الحكومة المصرية ذهبت لنفى ذلك الخبر وأنهت عمل البعثة سريعا، لعدم إستعداد سيوة لإسقبال مثل هذا الحدث الضخم، الذى ستكون له ردود فعل عالمية.
جبل الموتى: أحد أهم الزارات السياحية على حدود الواحة، ويعود تاريخه للعصر اليونانى، وقد إختاره اليونانيين ليكون مكانا لدفن موتاهم.. وقد تم تقسيم هذا الجبل على شكل أدوار أو طوابق، يتضمن كل واحد منها عدد الطرق والمسارات المنحوته داخل الجبل، والتى تتقاطع مع بعضها البعض فى الداخل بما يشبه التخطيط شبكة الطرق العادية لمدينة ما، كما يحتوى الجبل على عدد من الجبانات المزخرفة من الداخل بالألوان، للآله وعدد من كبار الكهنة.
عين كيلوباترا: وهى عدد من العيون المتفجرة من باطن الأرض، وتم إحاطتها بسور خرسانى دائرى لجمع ما تدفعه من مياه عذبة، يشاع عنها أنها تشفى مع العديد من الأمراض الجلدية على وجه التحديد، ولذلك يقبل عليها العديد من السائحين ومن اهالي الواحة وعين كيلوباترا تحديدا يقال عنها ان درجة حرارة المياه فيها تختلف طوال ساعات النهار الي جانب وجود عدد من عيون المياه الكبريتية والمياه الساخنة.
مخاطر تهدد الواحة
كل هذا التاريخ وهذه الثقافة والطبيعة الباهرة, مهددين بالزوال، حيث المخاطر التي باتت تتعرض لها الواحة, فتعاني الواحة من ظاهرة التصحر, إلا أن هذ الخطر أُضيف له خطر أخر يهدد الواحة بأن تصبح سراباً، لو تمّ إستخراج المياه من الأرض وتعبئتها في قوارير أو استعمال هذه المياه في مشاريع استصلاح مع الزمن ستتحوّل الواحة الى صحراء تصبح جزء من الصحراء التي حولها، كما يخشى بعض أهالي سيوة من تسرب المياه التي يروون بها أراضيهم الى بحيرات مالحة تحيط بالواحة حيث يرتفع منسوب المياه في تلك البحيرات باطراد الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأشجار المحيطة بها.
إن العلاج العاجل يتمثل فى وقف حفر آبار جديدة بالواحة وغلق الآبار العشوائية فورا وعمل قنوات للاستفادة من مياه العيون الطبيعية فى عمليات الرى ومشاركة المزارعين وشيوخ القبائل فى الاستفادة من مياه العيون الطبيعية المتفجرة من باطن الأرض وهى التى تلعب دورا أساسيا فى ارتفاع منسوب المياه فى الأرض، بالإضافة إلى إعادة تشغيل والتحكم فى الآبار الحكومية العميقة بما يسمح بتدفق المياه اللازمة للزراعة فقط .
مهندسة/ سحر زكي