<!--

<!--<!--

شبه جزيرة سيناء تمثل 6% من مساحة مصر، وورد ذكرها مرتين فى القرآن الكريم المرة الأولى فى سورة المؤمنون «20» فيقول تعالى «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ» صدق الله العظيم. وأَقسَمَ به عز وجل فى سورة التين (1-4) حيث يقول «والتِّينِ والزَّيْتُونِ ﴿1﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿2﴾ وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿3﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ». صدق الله العظيم.

أما جبل الطور الذى يقع فى جنوب شبه جزيرة سيناء فقد ذكره المولى عز وجل اثنتي عشرة مرة فى القرآن الكريم منها عشر مرات باسمه ومرتان باسم الجبل، وهو ما لم يحدث مع أى مكان آخر على وجه الأرض، كما أن هناك سورة كاملة باسمه فى القرآن الكريم هى سورة الطور «وَالطُّورِ ﴿1﴾ وَكِتَـٰبٍ مَّسْطُورٍ ﴿2﴾ فِى رَقٍّ مَّنشُورٍ» وهو شرف لا يدانيه شرف، ولم لا وهو الجبل الذى سمع صوت المولى عز وجل عندما كلّم موسى تكليما عند الشجرة المباركة كما جاء فى سورة القصص (29) «فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى ءَانَسْتُ نَارا لَّعَلِّى ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴿29﴾ فَلَمَّا أَتَيٰهَا نُودِىَ مِن شَـٰطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَـٰرَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَـٰمُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـٰلَمِينَ» صدق الله العظيم.

كما أن جبل الطور هو الجبل الذى تجلى له المولى عز وجل، أى أنه شاهد نور الله تعالى فلم يتحمل هذا الجماد هذا التجلى فأصبح دكًّا. يقول تعالى فى سورة الأعراف (143) «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَـٰتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَيٰنِى وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَيٰنِى فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿143﴾».

وجبل الطور هو أيضا الجبل الذى خرجت منه صاعقة فأماتت بنى إسرائيل من قوم موسى ثم أحياهم الله بعد ذلك عندما قالوا «يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة» يقول المولى فى سورة البقرة (55-56) «وَإِذْ قُلْتُمْ يَـٰمُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَة فَأَخَذَتْكُمُ الصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿55﴾ ثُمَّ بَعَثْنَـٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴿56﴾».

وأعلى قمم جبل الطور 2200 متر، وجبل الطور لا يزال قائما فى مكانه، ونجد أن الجبل اختفى من الخرائط السياحية والمساحية فى مصر بطريقة غريبة ليس لها تفسير واضح فبعض الخرائط يذكر جبل سانت كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة دون ذكر أن هذه الجبال هى قمم لسلسلة جبل الطور العظيم بسيناء. والأهم من ذلك نجد بعض الأقلام والمواقع الإلكترونية المشبوهة على الإنترنت تقول إن جبل الطور فى تبوك بالمملكة العربية السعودية ويسمى جبل اللوز.

أما الوادى المقدس طوى فهو الذى ذكره المولى عز وجل فى كتابه الكريم وقال لموسى «اخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى» وهذا الوادى بالقطع فى سيناء بجوار جبل الطور وبجوار الشجرة المباركة التى هى موجودة حتى الآن فى سيناء داخل سور سانت كاترين وهى شجرة العليقة، فكان كلام المولى لموسى لأول مرة فى سيناء بالوادى المقدس طوى وقد حدده القرآن الكريم بقوله تعالى «فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى ءَانَسْتُ نَارا لَّعَلِّى ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴿29﴾ فَلَمَّا أَتَيٰهَا نُودِىَ مِن شَـٰطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَـٰرَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَـٰمُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـٰلَمِينَ» صدق الله العظيم.

إن جبل الطور لا يزال فى مكانه بجنوب سيناء والوادى المقدس هو وادى الراحة بجنوب سيناء أيضا بجوار الجبل، والشجرة المباركة هى شجرة العليقة المقدسة الموجودة حاليا بجوار جبل الطور وهى الوحيدة التى لم يستطع أحد من هؤلاء المغرضين سرقتها من سيناء ونقلها لأنها لا تُزرع فى أى أرض ولا حتى فى سيناء نفسها. وقد تمت عده محاولات وتجارب لزراعتها فى أوروبا وأمريكا بعد أن أخذوا فسيلة منها ولم تنجح هذه المحاولات.

لذلك فالواجب علينا أن نهتم بسيناء قبل أن تضيع منا بأكاذيبهم ودراساتهم المشبوهة ونرد على كل هذه الافتراءات. وقبل أن نهتم وننفذ المشروع القومى لتنمية سيناء يجب أن نهتم أولاً بالمشروع القومى لمعرفة سيناء ونزورها ونضعها على خريطة السياحة المصرية فهى أهم مزار دينى فى العالم لوجود جبل طور سيناء بها والوادى المقدس طوى وشجرة العليقة المباركة، كما يجب أن تركز كل أجهزة وزارة الثقافة والهيئة العامة للاستعلامات وكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على هذه الحقائق ليعلمها الصغير قبل الكبير.

 

ويقوم زوار سيناء بزيارة منطقة كاترين لصعود جبل موسى لرؤية الشروق أو الغروب من أعلى الجبل، وقد قمت بصعود جبل موسى مرتين مرة في فصل الشتاء في شهر يناير حيث بدأنا في الصعود بعد الساعة الواحدة ظهرا لنصل إلى قمة الجبل قرب الغروب وكان منظرا رائعا رأينا الشمس وهي تختفي بسرعة عجيبة ثم بدأنا في النزول بعد غروب الشمس على ضوء النجوم والتي تظهر بكثرة في السماء نتيجة عدم وجود إضاءة في منطقة الجبل، أما المرة الثانية فكانت في فصل الصيف في شهر سبتمبر من هذا العام حيث وصلنا إلى كاترين في الثالثة فجرا وبدأنا مباشرة في صعود الجبل وحاولنا الصعود إلى القمة قبل شروق الشمس، البعض منا وصل إليها قبل الشروق والبعض الآخر لم يستطع أن يرى الشروق إلا من منتصف المسافة أعلى الجبل وكان أيضا منظرا رائعا وأنت ترى الشمس آتية إليك من خلف الجبل لتنير لك طريق الصعود إلى قمة الجبل دون الحاجة إلى استخدام الكشاف الكهربائي الذي استخدمته في بداية الصعود إلى الجبل.

والحقيقة أننا وجدنا سائحين أجانب كثيرين أعمارهم مختلفة وكثير منهم تعدى مرحلة الشباب ، مما شجعنا على أن نتحدى أنفسنا ونستكمل الصعود حتى نصل إلى القمة، وبالفعل وصلت المجموعة كلها إلا القليل إلى قمة الجبل حيث يسكن هناك مسجد صغير بجواره كنيسة صغيرة ، وقد قام بعض الشباب بأداء صلاة الفجر في هذا المسجد الصامد أعلى الجبل.

هناك ترى من حولك يمينا ويسارا قمم جبال شاهقة كأنها تمد إليك يدها لتصافحك وتهنئك بسلامة الوصول، وترى الجميع في رحلة الهبوط على وجوههم ابتسامة النصر خاصة أنهم أدوا المهمة بنجاح، وفي العودة بدأت حرارة الشمس في الارتفاع وبدأت معاناة الوصول إلى أول استراحة نختبئ فيها من حر الشمس قليلا لنتمكن من استكمال رحلة الوصول إلى الأرض المباركة بطور سيناء.

وأجمل ما رأيت في الرحلة رجل وإمرأة من الأجانب ومعهما طفلهما الذي لم يتعد الثانية أو الثالثة من عمره وقد قررا الصعود إلى الجبل فوق ظهر جمل يخفف عنهما معاناة الصعود في هذه الحرارة الشديدة، وتمنيت أن نعلم شبابنا وأبناءنا معنى الجلد للوصول إلى الهدف المنشود.

كانت الرحلة حقا ممتعة ومثيرة خاصة ما تخللها من صعاب، حيث انفجر كاوتش السيارة التي نركبها وأخذنا نبحث عن مكان يسعفنا في استبداله، أما من يعيش في هذه المنطقة فإن عمله يقوم على الصعود والهبوط من فوق جبل موسى ليكون دليلا للسائح حتى لا يضل الطريق، فسبحان الله جعل من زيارتنا وصعودنا للجبل متعة وإثارة وجعلها لغيرنا مصدر رزقه ربما الوحيد في تلك المنطقة التي لم تؤهل للسكن حتى الآن نتيجة الإهمال الذي أصاب سيناء مثلما أصاب مناطق أخرى في مصر على يد نظام قرر الشعب تغييره ليشعر كل مصري أن أرضه عادت إليه ويجب ألا يفرط فيها وألا يبخل في تعميرها.

مهندسة/ سحر زكي

 

 

 

المصدر: فؤاد حسين - http://tahrirnews.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 673 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2012 بواسطة IslamyyaMisr

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,266

اسلمى يا مصر

IslamyyaMisr
مصر وطن حضارته تسبق التاريخ ولم يذل ولم يهزم إلا على أيدي الطغاة الذين باعوا الوطن بقصر في شرم الشيخ وآخر في باريس. وقد قام الشعب المصري بثورته المباركة في 25 يناير 2011 ليثور على هؤلاء الطغاة، وقد سقط الطاغية الأكبر إلا أن أذنابه لم تسقط بعد، ونقول اسلمي يا »