يتمثل أحد أهم آثار تناول المخدرات غير المشروعة على المجتمع في العواقب الصحية السلبية التي يعاني منها افراده ويفرض تناول المخدرات عبئاً مالياً ضخماً على المجتمع، فبالأرقام النقدية يلزم ما بين 255 و 205 بليون دولار 0.3-0.3في المائة من الناتج العالمي لتغطية جميع التكاليف المرتبطة ب علاج المخدرات على مستوى دول العالم أشارت دراسات أجريت في الولايات المتحدة إلى أن الفاقد يعادل ما بين 0,3و0.4 في المائة من الناتج الإجمالي كذلك التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة بالمخدرات كبيرة أيضا إذ تشير دراسة أجريت في المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية إلى أن التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة بالمخدرات والاحتيال والسطو والسلب والسرقة في انجلترا وويلز تعادل 1.6 من الناتج المحلي الإجمالي.
عوامل تحديد شكل وتطور المشكلة:
من الواضح إن تطور المشكلة العالمية المعقدة للمخدرات غير المشروعة مدفوع بعدد من العوامل. فالاتجاهات الاجتماعية الديموغرافية مثل التوازن الجنسي والعمري للسكان ومعدل التوسع الحضري، وهي عوامل مؤثرة فإذا تغيرت السمات الديمغرافية لمجتمع ما فقد يتغير أيض اً السلوك المتعلق بتناول المخدرات تبعاً لذلك وللعوامل الاجتماعية والاقتصادية، ومنها معدلات الدخل المتاح للإنفاق وعدم المساواة والبطالة دور مؤثر في هذا الشأن. ذلك إن زيادة معدلات الدخل المتاح للإنفاق قد تسمح لعدد أكبر من الناس شراء المخدرات في حين إن ارتفاع معدلات عدم المساواة والبطالة قد تزيد من الميل إلى تناول المخدرات غير المشروعة في صفوف المعرضين لها.
وهناك أيضاً فئة عريضة من المحفزات الاجتماعية الثقافية التي تؤثر بدورها في تطور المشكلة وان يكن بأشكال يصعب قياسها في كثير من الأحيان، وتشمل هذه المحفزات التغيرات في النظم التقليدية للقيم ونشوء ” ثقافة شبابية” موحدة نسبياً في بلدان عديدة
تطور المشكلة في المستقبل:
أحد التطورات الهامة والجديرة بالرصد هي التحول الجاري في البلدان المتقدمة والنامية وهو ما يمثل عبئاً على بلدان غير مستعدة نسبياً للتصدي وتوحي الاتجاهات الديمغرافية أن العدد الإجمالي لمتناولي المخدرات في البلدان النامية سوف يزداد كثيرا ليس فقط بسبب النمو السكاني فقط وانما بسبب مجموعتها السكانية الأكثر شباباً وتوسعها الحضري بمعدلات سريعة وعلاوة على ذلك قد تبدأ الفجوة بين الجنسين في التقلص إذ أن من المرجح أن تشهد البلدان النامية زيادة في معدلات تناول الإناث للمخدرات في اعقاب زوال الحواجز الاجتماعية الثقافية وزيادة المساواة بين الجنسين.
تناول المخدرات وآثاره على الصحة:
تشير التقديرات على الصعيد العالمي أنه في عام 2010 كان ما بين 153 و 300مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15إلى 65سنة أي 3.4إلى 6.6 % من سكان العالم من هذه الفئة العمرية قد تناولوا مادة غير شرعية مرة واحدة على الأقل خلال السنة السابقة وبالتالي ظل تناول المخدرات غير المشروعة مستقرا ولكن متناولي المخدرات الإشكاليين المقدر عددهم ما بين 15.5مليون و38,6 مليون شخص )أي ما يقارب 12 %( من متناولي المخدرات غير المشروعة، بمن فيهم المعانون من الاضطرابات المرتبطة بتناول المخدرات تشكل حالات الوفاة المتصلة بالمخدرات ما بين 0.5% و 1.3% من جميع الوفيات على الصعيد العالمي للفئات العمرية ما بين 10 و 64 سنة ولكنها تختلف اختلافاً كبيرا جوهرياً من منطقة إلى أخرى وأعلى نسبة وفيات متصلة بالمخدرات هي في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
تشكل هذه الوفيات نحو حالة من بين كل25 حالة وفاة لدى الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 64 10 سنة وتشكل في آسيا نحو حالة واحدة من بين 155 حالة وفاة وفي أوروبا حالة واحدة من بين115 حالة وفاة وفي أفريقيا حالة واحدة من بين كل 105 حالة وفاة، وفي أمريكا الجنوبية حالة واحدة من بين كل 255 حالة ويعزى سبب ارتفاع معدل الوفيات المتصلة بالمخدرات في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا إنما يعود إلى أن لدى المنطقتين عدداً أكبر من متناولي المخدرات الإشكاليين ونظاماً أفضل لرصد حالات الوفاة المتصلة بالمخدرات والإبلاغ عنها وبالمقارنة فالقدرة في آسيا وأفريقيا محدودة ورصد الوفيات المتصلة بالمخدرات ممارسة نادرة فيها.