اليابانيون سيبنون مصعداً يأخذ السياح للفضاء...
.تبدو كمشهد من رواية خيال علمي (وهي كذلك بالفعل!) لكن اليابانيين يرونها أكثر من ذلك ويريدون تحويلها لواقع سنة 2050، حيث ذكرت شركة أوباياشي اليابانية أنها تعمل على الرسومات الهندسية لمصعد يأخذ السيّاح للفضاء !!
تأمل الشركة اليابانية "أوباياشي التي تقول أنها تضع مخططاً لتنفيذه سنة 2050، وتبحث الشركة الآن عن ممولين لهذا المشروع الذي لم يحدد مكانه بعد"، أن يستخدم المصعد (بجانب السياحة) في نقل البضائع ونقل مولدات الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية وإيصالها للأرض، وربما أيضا استخدامها لإلقاء النفايات النووية إلى الفضاء!!!
وهل الأمر بهذه البساطة؟
لا بالطبع.. صحيح أننا لا نتحدث عن العبث بقوانين الفيزياء مثل آلة الزمن أو الانتقال الآني ولكننا نتحدث في المقابل عن تحدي هندسي غير مسبوق، بحيث يتطلب الأمر تحقيق طفرات في مجالات الكيمياء والفيزياء وعلم المواد بما يشكل تحدياً كبيراً أمام أكبر الشركات والجامعات اليابانية.
وسيكون أحد أكثر هذه التحديات صعوبة هو الكابلات التي ستحرك هذا المصعد للأعلى وللأسفل، فكما يقول البروفيسور يوشيو أوكي مدير مؤسسة المصعد الفضائي اليابانية وأستاذ هندسة الآلات الدقيقة في جامعة نيهون أن هذه الكابلات يجب أن تكون أقوى بـ180 مرة من الفولاذ، وفي نفس الوقت تكون أخف من أي شيء نعرفه على الأرض لأننا نتحدث عن كابلات بطول 36,000 كم حيث ستكون مثبتة في الأرض وتختفي في السماء لتصل إلى محطة فضائية ثابتة في مدارها حوال الأرض.
إذاً فنحن نريد شيء أقوى من الفولاذ بـ180 مرة وأخف من أي شيء على الأرض !!
**
نعم… ولكن لا تتعجبوا، فنحن نتحدث هنا عن التكنولوجيا فائقة الصغر Nanotechnology، حيث يعتقد العلماء أنه يمكنهم تحقيق ذلك من خلال أنابيب الكربون فائقة الصغر Carbon Nanotubes، وهي جزئيات كربون تتشكل على شكل أنبوب قطره 0.5 نانومتر، وهو ما يساوي 5 من مليون من متر.
تخيلوا أنبوبة بهذا القطر؟!!!! وتصل قوتها لـ100 مرة قوة الفولاذ، وخفيفة الوزن.
التحدي كبير للغاية لكن لطالما أثبت العلماء اليابانيون أنهم على قدر أي تحد علمي مهما كان.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الفكرة بدأت في العام 1979 من خلال أحد عمالقة الخيال العلمي وهو الكاتب والمخترع البريطاني آرثر كلارك في روايته The Fountains of Paradise، وألهمت الفكرة خيال العلماء حول العالم، بالإضافة لوكالة ناسا فبدؤوا سباقا عالميا لتحويل هذه الفكرة إلى واقع.
ساحة النقاش