عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من يأخذ عنى هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ، فقال أبو هريرة : أنا يا رسول الله ، فأخذ بيده فعد خمسا فقال : اتق المحارم تكن اعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن الى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، و لا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب . المحارم في الاسلام هىأتق المحارم تكن أعبد الناس


كلفنا الله بعبادته وطاعته لأنه أوجدنا لذلك ، " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ولا تفيد العبادة صاحبها إلا إذا كان لها عظيم الأثر فى النفس ، تقوده إلى الطاعة ، وتجنبه المعصية ، وهذه هى العبادة الحقة التى تنهى الإنسان عن الفحشاء والمنكر .
فإذا أراد الإنسان أن يكون عابداً لله حقاً وصدقا فليتق المحرمات التى نهانا الله عنها ، وأولها : الكبائر وهى موزعة على أعضاء الجسد ، فمن أراد أن يتقيها فليجعل جوارحه كلها موظفة فى طاعة الله ، ولا يعصيه بإحداها ، وقال ابن مسعود إن أربعة منها فى القلب وهى : الشرك بالله والإصرار على المعصية ، القنوط من رحمة الله ، والأمن من مكره .
وأربعة فى اللسان : شهادة الزور ، قذف المحصن ، السحر ، اليمين الباطل .
وثلاثة فى البطن : الخمر وكل مسكر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، واثنتان فى اليد القتل والسرقة .
واثنتان فى الفرج : الزنا واللواط ، وواحدة فى الرجلين : الفرار يوم الزحف .
وواحدة فى جميع الجسد : عقوق الوالدين ، وهناك ثلاثة فى النفس : الكبر ، الحرص ، والحسد ، ومن المحرمات ما جاء فى قول الرسول (r) اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله ، والسحر وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات .
ومن المحرمات : ما جاء فى قوله (r) " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله وعقوق الوالدين ألا وشهادة الزور " .
إذا أردتم أن تتقوا ما حرم الله وتكون عبادتكم خالصه لله : فلتكونوا على حذر من البعد عما فيه شبهة الحرام ، وهى أمور مشتبهة بين الحلال والحرام ، وإلا يطاول عليكم السفهاء واتهموكم بأكل الحرام وفعله ، وقد يكون أحدكم بريئا من ذلك أو لا يكون ، يقول (r) " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام .
كالراعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه " ومما يحفظ الإنسان من الوقوع فى المحرمات : كيد الشيطان ، وعلى الإنسان أن يحذر من إغوائه وإضلاله ، حيث يزين لك الشر خيراً والباطل حقاً ، وعداوته للإنسان قديمة ،
" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " .
واعلم أن طرد وساوس الشيطان عن نفسك إنما يكون بكثرة ذكر الله تعالى والاستعاذة من الشيطان ، فانه لا يجتمع الإيمان والشيطان فى قلب رجل واحد ، أما الغفلة عن ذكر الله فهى طريق الشيطان ليصل إلى نفسك ويتمكن من إضلالك " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً ، فهو له قرين " .
إذا كنت قد عرفت محارم الله ، وكيد الشيطان ليوقعك فيها : فاجعل قلبك مع الله بذكره وشكره على نعمه ، والتحلى بمكارم الأخلاق والتى هى من آثار العبادات ، وفى نفس الوقت تسخر كل جوارحك فى طاعة الله ، ثم تتقى الله فى النساء ، فلا تخلونّ بامرأة إلا مع ذى محرم ، كما علمك رسول الله ، فما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، والمرأة هى حبال الشيطان التى يحيطك بها لتقع فى حبائله ، واعلم أن الزنا يمكن أن يكون بإحدى جوارح الجسد ، يقول الرسول (ص) " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الإستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " .
فاتقوا الله ، وإياكم أن تحتقروا ذنباً مهما كان صغيراً ، فمعظم النار من مستصغر الشرر وفى الحديث الشريف " إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله


  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 325 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2010 بواسطة Happylove

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

بنت شقيه

Happylove
فى كلية تجارة »

عدد زيارات الموقع

144,258