هـذا الزمـان
دعـنى أســرك فالكـلام إذا أســر فــلا عَـتـب
يـا صـاحـبى إنـى أرى فـى عصرنا هـذا العـجب
مـا سـاد فى هذا الزمَـان سـوى الجهـاله والشغـَب
عهـد الـتأدب قـد مضـى وأظـلّـنا عهـد الـطـَّرب
قـد سـَاد نجمٌ للـفـسـاد وقـد خـبـَا نـجـمُ الأدب
أمسـى التـمسك بالفـضـــــا ئل يورث الجـسم التعـب
والصدق قـد أضحى غريما ً كـالكَــذوب إذا كـــذب
أمـا الأمـانة قـد مضـَت فـى ذلـك ذيــاك الجلـب
والحـب قـد أضحى دخيلا ً لا يُـــراع إذا ذهــَـب
والعـلـم أضحـى للجهول مثـل الغـرائب فـى الكتب
مـَن ذا يحـثُّ على الفضيــــلةِ أو ُيذيــل من الحُـجـُب
والـناس يجـذبها بـريـقٌ مـن قـنـاطـيـر الذهـب
غــرّ العـقـول بـريقـه وعـلـيه قـد جـدَّ الطـلب
لم يحـفـظ الـناس الوداد ومـا رعــوا حق الـنسب
أن الحقيـقـة كالصـبـاح فـكـيـف مـنا تحـتجـب
ساحة النقاش