سرطان الثدى و الموت المنظم للخلايا .....عملية دفاع الجسم ضدد السرطان
مقالة مقدمة من باحث نورا ناصف عبد الجواد
طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فان سرطان الثدى يعد من السرطانات الشائعة فى حدوثها حيث ياتى ترتيبه الخامس بين بقية انواع السرطانات المسببة للوفاة فى العالم ,وذلك بعد سرطان الرئة والمعدة والكبد والقولون هذا ناهيك عن الحالة النفسية التى يسببها هذا المرض للنساء المصابات به. وطبقا لتقرير المعهد القومى المصرى للسرطان فان 13.15% من النساء يصبن بهذا المرض ولما لتاثير السرطانات عامة وسرطان الثدى خاصة من اثار سلبية على المجتمع وكلفة علاجه الباهظة فان كثير من الابحاث عن اسباب المرض وعلاجته تجرى فى هذا المجال .
اذا ما هو السرطان؟
هو مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائيةوهو النمو والانقسام الخلوي غير المحدود، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية نطلق عليها اسم النقلية وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الانتقال أو النقلية. كما يمكن أن يتطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان. فالسرطان هو نمو الخلايا وانتشارها بشكل لا يمكن التحكّم فيه. و قد يتمكن هذا المرض من إصابة كل أعضاء الجسم تقريباً. وغالباً ما تغزو الخلايا المتنامية النُسج التي تحيط بها ويمكنها أن تتسبّب في نقائل تظهر في مواضع أخرى بعيدة عن الموضع المصاب. ان مثل هذة الخلايا المجنونة تنشاء فى الجسم على مدى يومه كثيرا ولكن الله قد وهب للجسم خطوط دفاعية تمكنه من السيطرة على تلك الخلايا الغير مرغوب فيها والمصابة بجنون العدائية والنمو ويمكنه ان يتخلص منها.
اذا لماذا يظهر السرطان؟
ان فى الجسم عملية طبيعية تسمى عملية المةت المنظم للخلايا وهى المسؤلة عن تخليص الجسم من لخلايا الغير مرغوب فيها والتى تسبب المشاكل مثل الخلايا القديمة او الير سليمة فى النمو او الوظيفة فهذة العملية تقوم بعمل عاملات النظافة فى الجسم .وان من احد اسباب ظهور السرطان هو فقد الجسم لاحد مقومات هذة العملية الحيوية الهامة لانه يفقد القدرة على التخلص من الخلايا الضارة الغير مرغوب فيهاوكثيرا من الادوية المصنوعة لعالج السرطان تقوم بالاساس على فكرة استحساس هذة العملية ليخلص الجسم من الخلايا .وينظم العمل فى هذة العملية عدد كبير من البروتينات والجينات والتى تعمل بينها بطريقة الدومينو وعامة فان جميع العمليات الحيوية فى الجسم تتخذ استراتيجية الدومينو طريقا لعملها فهى منظومة اكثر تنظيما فكل مرحلة او بروتين يعتمد فى عمله على البروتين الذى يليه فى سلسة دائمة الحركة وغير منتهية ولكن اذا توقف اى عضو او ركن او ركيزة فيها فانه يتسبب فى توقف او وقوع باقى حبات الدومينو ولكن اذا عرفت القطعة الغير سليمة فيمن تخطيها او استبدالها فترجع العملية للدوران. ومن البروتينات المتحكمة فى عملية الموت المنظم للخلايا فى الجسم عائلة بى سي ال2 فهى تعتبر مركز عملية الموت المنظم للخلايا فى جسم الانسان حيث تنقسم الى كتيبتين يتبادلان العمل فيما بينهم بنظام دقيق فالكتيبة الاولى تعمل كالفرامل توقف عمل هذة العملية لان بزيادتها عن الحد المطلوب يعنى ان يقوم الجسم بمهاجمة خلاياها بدون تفريق والكتيبة الثانية تعمل كدواسة البنزين فى السيارة فهى تستحس عمل هذة العملية. ويعتبرا جينى الباك والباكس من الجينات الناتجة لبروتينى يسمى باسمهما ويقومان باطلاق هذة العملية.
ولقد قمنا بدراسة جينى الباك والباكس كاحد الاسباب المؤثرة على حدوث المرض بل وعلاجه فقد تمت الدراسة على عدد 23 حالة اناث متوسط اعمارهم 52 وقد اخذت عينات خلايا مصابة بسرطان الثدى وخلايا سليمة من نفس الحالات.
ولقد توصلنا فى هذة الدراسة الى ان اى تغير فى التعبير الجينى للباك والباكس كان مصاحبا للخلايا السرطانية عنه فى الخلايا السليمة بل ان فى سرطان الثدى المنتشر كان التعبير الجينى للباك متواجد بشكل ملحوظ. هذا بالاضافة الى اننا وجدنا اكثر من بدائل تعبيرية لجين الباكس والتى ينتج عنها بالتبعية اشكال مختلفة لبروتين الباكس ففى الطبيعى ينتج الجسم برتين باكس الفا الكامل النمو والفعال ولكنه ايضا ينتج عدد من المثائل الغير سليمة التركيب والتى لا تقوم بوظيفة البروتين اى انها ير ناضجة وتتسبب فى اما عدم كفاءة عملية المنظم فى الخلايا او توقفها تمما وكانت من هذة النظائر التى تم اكتشافها فى الخلايا هى نظير دى ودلتا وزيتا وجميعهم نظائر غير فعالة فى عملها وقد كانت نسبة تواجدهم فى الخلايا السرطانية اكبر من نسبة تواجد نظير الفا الفعال وهذا مما قد يوضح اسباب حدوث المرض فى تلك الحالات.
والجدير بالذكر فان البحث فى عملية الموت المنظم للخلايا ليس مهم فقط لتحديد سبب ظهور المرض عند عدد من النساء عن غيرهم وامكانية تلاشى حدوثه من الاساس او التشخيص المبكر لسرطان الثدى ممى يساعد على السيطرة السريعة على المرض قبل انتشاره ولكن ايضا يساعد على الاخطيار الافضل للعلاجات المناسبة او اكتشاف علاجات افضل للمرض . وهذا بناءا على ان ادوية السرطان تقوم ععلى فكرة استحساس عملية الموت المنظم للخلايا بالاساس فاذا كانت هذة العملية غير فعالة فى الجسم فماذا سيفعل الدواء اذا؟
ولهذا فاننا نوصى بتفعيل فكرة تحليل الجينات المؤثرة على عملية الموت المنظم للخلايا كاجراء روتينى قبل بداء قرص العلاج لضمان فاعلية اكثر للعلاجات وعدم تراكم لكيماويات قد تضر اكثر مما تنفع. ثانيا فاننا نوصى بان جميع جينات عملية الموت المنظم للخلايا تعتبر من دلائل الاورام التى يجب البحث عنها للكشف عن المرض.
