فى المقال السابق كنت قد بينت أن الذى دفع عمر إلى هذا هو الإعتزاز والذى دفع محمد وعيسى عليهما السلام إلى قولهم هو الإعتزاز أيضا ،ولكن ما الذى يدفعنا نحن اليوم إلى الإعتزاز هذا؟!!!! سؤال قد يقوله الكثير ،لما أعتز مع ما نحن فيه من ذل وهوان وظلم وتخلف ؟!!! والإجابة هى :الإعتزاز هو أول سبيل التقدم والرقى لما فى عقيدتنا من دوافع تجعل كل منا رافع الرأس أول الصفوف المتقدمة فى كل شئ ،وأول هذه الدوافع أننا من خير أمة أخرجت للناس ،قال الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )ولكن هذه الخيرية لا تتحقق إلا بلازمها وهوالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو جامع لكل خلق كريم يمكن أن يتخلق الإنسان به ،والإيمان الخالص المتنزة عن دنس الشرك ،فإذا تحقق هذا اللازم انطبق علينا قول نينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح(إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عزوجل) رواة أحمد فى المسند وعبد بن حميد فى المنتخب ،أليس فى هذا دافع للعزة والفخر بالإنتساب إلى هذه العقيدة ،أما الدافع الثانى وهو أن الله أرسل إلينا خير رسله صلى الله عليه وسلم ليكون قائدنا للخروج من الظلمات إلى النور ،قال ابن مسعود رضى الله عنه(إن الله نظر فى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فابتعثه برسالته ...) رواه أحمد فى المسند بسند حسن زكاه ربه فى كل شئ فقال (وإنك لعلى خل عظيم )فجعل الخلق كأنه مطية يعلوها صلى الله عليه وسلم ،وزكاه فى بصره فقال(مازاغ البصر وما طغى )،وزكاه فى فؤاده فقال(ماكذب الفؤاد ما رأى) ، وزكاه فى قوله فقال (وما ينطق عن الهوى إن هو لا وحى يوحى) كما جاء فى سفر التثنية(أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به) ، وأما الدافع الثالث أننا أنزل إلينا خير كتاب وهذا الكتاب لنا معه مقال وحده إن قدر الله لنا البقاء واللقاء .
محبكم فى الله :محمد جابر دلول
ساحة النقاش