مقدمة البحث
تعتبر الأبحاث التي تمت في مجال الأثر النفسي للإعاقة قليلة إلى حد كبير ومما لا شك فيه أن التأثير النفسي للإعاقة البدنية أمر في غاية الخطورة ، وقد أجمع كثير من المتخصصين في مجال رعاية المعوقين أن نفسية المعاق تؤثر تأثيرا كبيرا على تقدمه ولذلك – رأت الباحثة – أن الإهتمام برعاية المعوق من الناحية النفسية أمر على قدر كبير من الأهمية ، وإذا كان هذا المؤتمر يهدف بصفة أساسية إلى إلقاء الضوء على أسباب الإعاقة وكيفية الحد والوقاية منها أو تقليل حجمها .
 فلا شك أننا لا يمكن أن نغفل هذه الناحية وهي رعاية المعوقين من الناحية النفسية وتهيئة الجو المناسب لهم للحياة الطبيعية التي هي حق لهم كما قررتم في مؤتمركم الثالث الذي عقد في فبراير عام 85 وإذا كان ميثاق رعاية المعوقين " ميثاق الثمانينات " قد قرر في المادة رقم 62 أنه يجب أن تخصص كل دولة مصادر مالية كافية لتطوير الإجراءات التأهيلية الخاصة المطلوبة ، داخل الأنظمة التعليمية والصحية والإجتماعية والمهنية ، وذلك بتمكين الأفراد المعوقين من تنمية قدراتهم إلى أقصى درجة ممكنة ولتحسين نوعية حياتهم ولزيادة إمكانية مشاركتهم وغسهامهم في المجتمع .
وبالنظر في هذا البند وبمحاولة تطبيق ما جاء بخصوص الإهتمام بالمعوق داخل الأنظمة التعليمة والصحية والإجتماعية والمهنية داخل مصر نجد أن نسبة قليلة من تلك الأنظمة هي التي تمت  وهى الأنظمة الخاصة برعاية هؤلاء المعوقين كجمعية الوفاء والأمل وغيرهخا من المؤسسات التي ترعى هذه الفئات ، ولكننا للأسف أغفلنا الجزء الأكبر من هؤلاء المعوقين الذين يحاولون أن يندمجوا في الحياة العامة ولكنهم يصدمون بالكثير من العقبات التي تحبط لديهم هذا الأمل في الإندماج والحياة الطبيعية .
إن جمهوريتنا وهي في طريق نهضتها الإقتصادية ، والثقافية ، والإجتماعية لينبغي أن تشكل نسبة الإعاقة بها مشكلة قد يكون لها ولو قدر ضئيل من التأثير على تلك النواحي ، إذ من المعروف أنه كلما زادت نسبة الإعاقة في دولة ما دل ذلك على تخلف تلك الدولة .
ولا يخفى علينا أن هناك مجتمعات متقدمة الآن قلت بها نسبة الإعاقة إلى حد كبير ، لذلك ينبغي أن تتكلف المؤسسات الصحية ووسائل الإعلام من أجل الوصول إلى دولة من تلك الدول التي نسمع أن بها نسبة إعاقة كبيرة ولن يأتي ذلك إلا بوقوف على النظم والإجراءات المتبعة لمنع الإعاقات أو التقليل منها في جمهورية مصر العربية ، ومن خلال تبادل القدرات والمعلومات حول هذا الموضوع ، وكذلك من خلال توصيات بعض الدراسات التي أجريت في هذا المجال .

 هذا وقد قامت الباحثة – لتحديد مشكلة هذا البحث في التساؤل التالي
1-    ما الأثر النفسي للإعاقة البدنية وكيف يمكن الحد من هذا الأثر ؟
2-    ما الأسباب المسببة للإعاقات وكيفية الوقاية أو الحد منها وتقليل حجمها ؟

  تتطورات البحث
قامت الباحثة بإجراء بحث ميداني لبعض حالات مراكز التأهيل المهني للمعوقين للتعرف على الأثر النفسي الذي سببته لهم الإعاقة ، وقد خرجت الباحثة بمجموعة من الأثار النفسية التي سببتها لهم الإعاقة وهي :
1-    الإحباط الشديد .
2-    كراهية النفس .
3-    الشعور بكراهية المماثلين لهم في السن خاصة لدى فئة الأطفال .
4-    الإحساس بالنقص .
5-    الإحساس بالخجل من مواجهة الناس .
6-    الإكتئاب الذي يؤدي إلى التفكير في الإنتحار .
7-    كراهية الأهل .
8-    الحقد على الأخوات خاصة الأكبر منهم .
9-    العصابية الشديدة في مواجهة المواقف .
10-    الإحساسا بالظلم .
وهذا وتختلف هذه الأثار بالنسبة لبعض المعوقين وتزيد خاصة لمن يحاول منهم أن يندمج مع المجتمع وتواجهه الكثير من المشاكل التي تؤدي إلى تفاقم مثل هذا الشعور لديهم .
 لذلك حاولت الباحث أن تجد السبيل للوصول إلى الحد من هذا الأثر أو تلك ألثار فوجدت أننا يمكن أن نتحاشى الوصول إليها أي نحد منها إذ وجدت الباحثة أن نسبة الإعاقات المختلفة تبلغ حسب الإحصاءات العالمية حوالي 1% من عدد أفراد المجتمع . وتزداد هذه النسبة في مجتمعات العالم الثالث حيث تختلف ظروف المعيشة ، وتبدأ معظم الإعاقات من الطفولة وقبل سن المدرسة ، لهذا ينبغي أن يكون هناك إكتشاف مبكر للحد من نسبة الإعاقة .
هذا – وبناء على النقاط التي وضعتها الجنة التحضيرية – للمؤتمر سوف تلتزم الباحثة بالمستوى الثالث لأعمال المؤتمر وهو : إذا حدثت الإعاقة فعلا : فما السبيل إلى مواجهنها والحد منها .

   يأتي ذلك بطريقتين أحدهما
1-    علاج المعوق لتقليل نسبة العجز الناتج عن العاهة التي حدثت فعلا .
2-    علاج إجتماعي عن طريق المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والنفسية للمعوق لتأهيله وتشغيله لأنه سبت أن العمل إذا كان لازما وملحا للنسبة للأصحاء والأسوياء من الناس فإنه يصبح أكثر لزوما وأشد إلحاحا بالنسبة لهذه الفئة التي حرمة نعمة من نعم الله كالبصر أو المشي أو العقل .
وقد نصت الفقرة 9 من التوصية رقم 99 بشأن التأهيل المهني للمعوقين . " في مفهومه هو توفير خدمات مهنية مثل التوجيه المهني والتدريب المهني والإستخدام الإختياري ، بقصد تمكين الشخص المعوق من ضمان عمل مناسب والإحتفاظ به " .
لذلك يمكن القول أننا بالإمكان الحد من الأثر النفسي للإعاقة بتأهيل هؤلاء المعوقين فإذا كان الهدف من التأهيل هو إعادة الإستخدام بصورة مرضية في عمل مناسب ، فنا ينبغي الإهتمام ببعض النواحي الهامة والتي تلزم من يقومون بالتأهيل أخذها في الإعتبار وهي :
1-    الحصول على صورة واضحة لما تبقى لدى المعوق من قدرات وإمكانيات بدنية وعقلية ومهارية .
2-    توجيه المعوق تبعا للمتاح من التدريب المهني ومن إمكانيات الإستخدام .
3-    ثم القيام بما يلزم للمعوق من إعادة اللياقة للعمل ، وتقويته وتدريبه تدريبا مهنيا نظاميا .
4-    مساعدته على الحصول على عمل مناسب .
5-    واخيرا متابعة حالته .
أما فيما قد يتعلق بالمشاكل التني قد تواجه المعوق نتيجة لعدم تكيفه مع الحياة العملية أو المضايقات التي قد تؤثر على نفسيته وتؤدي إلى أثار سلبية ، فينبغي أن يراعى أن يكون هناك أخصائيات إجتماعية على قدر كبير من التفهم تكون على إتصال بالمكان الذي يعمل به المعوق بحيث يمكن ان تذلل ما يتعرضه من عقبات .
وإذا كان البحث قد ألقى التبعة كلها على الهيئات التي ترعى الفئات الخاصة والمعوقين بإنه بالطبع لا يغفل دور الآباء في توفير الجو النفسي السليم لأبنائهم المعوقين .
وقد قامت الباحثة بالتعرف على الإحتياجات النفسية للطفل الكفيف كمثال لمعوق ، بالطبع تختلف تلك الإحتياجات إذا كان الطفل مصابا بشلل الأطفال ، أو بتخلف عقلي ، فلكل إعاقة إحتياجات نفسية تختلف عن الأخرى .
هذا وقد إقتصرت – الباحث – على الإحتياجات النفسية للطفل الكفيف .
فوجدت أن الحاجة إلى الحب لديه لا يكفي أن يعبر عنها الوالدان لفظيا – إذ أنه يحتاج إلى وسيلة محسوسة لتواجد هذا الحب ، ولذلك من المهم إشـباع حاجاته الأساسية كالطعام والشراب والنظافة وغيرها .
عن طريق الوالدين كلما أمكن ذلك ، ومن إحتياجات الطفل الكفيف أيضا التعلم من خلال الخبرة ، وقد وجدت " روجو "  ( 1975 م ) في دراسة عن التنظيم الإدراكي عند المكفوفين أن البحوث بينت أن فقد البصر لا يمنع أو حتى لا يؤخر نمو عملية إكتساب المعلومات .
 كذلك وجدت الباحثة من خلال عمل دراسة حالة Case Study  أن الطفل الكفيف بحاجة بالشعور بالإستقلال والإعتماد على النفس لأنهما يؤديان إلى تقدير الذات .
لذلك ياحبذا لو قام الوالدان وغيرهم من المربين والمختصصين تدريب الطفل على الإعتماد على النفس ولو في الأمور اليومية مثل النظافة الشخصية وتغير الملابس ، لهذا فكلما سارعنا في تدريبه و إستقثلاله ساعد ذلك على بناء شخصيته .
أما بالنسبة لردود أفعال ألآباء نحو الطفل الكفيف وأثارها وجدت الباحثة أن الآباء تتباين إستجاباتهم لصدمة كون الإبن كفيفا ، ومن هذه الإستجابات : النبذ ، والإنقباض ، والقلق ، وهناك فئة من الأباء قد تستجيب للطفل الكفيف بالحماية الذائدة ، والواقع أنه من الحاجات الهامة عند الطفل الحاجة إلى الإعتماد على النفس ، والإستقلال ، وتعلم عمل الأشياء المناسبة له بنفسه ، والحماية الزائدة ليس عطف عليه ، لكنها خدمة سيئة وغير مطلوبة .
إذ مثل هذه الإستجابات غير السوية من الآباء تتطلب وقتا لفهم الموقف على حقيقته ، وللتصرف بطريقة سوية والتخلص من المشاعر غير المناسبة ، والإرشاد النفسي في ذلك الوقت يكون اكثر فائدة .

المصدر: دراسة مقدمة من فوزية زكريا الغنيمي جويش دراسات عليا – كلية التربية بدمياط
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,502,905

مشاهير رغم الإعاقة