برز الإهتمام بذوى الإحتياجات الخاصة على الصعيد الدولى فى الفترة الأخيرة وقد تضافرت جهود بعض الدوائر المختصة برعايتهم والتعرف على مشكلاتهم ومحاولة علاجها .

ومن المعروف أن النطق هبة من الله سبحانه وتعالى إذ قال فى كتابه العزيز: "الرحمن علم القرآن(2) خلق الإنسان(3) علمه البيان(4) "سـورة الرحمــن آية 1-4".

وتشير المحكات التشخيصية لإضطراب النطق النمائى  Articulation Disordeers كما أوردها الإصدار الرابع للدليل التشخيصى الإحصائى للأمراض والإضطرابات العقلية DSM-IV (1994) إلى أنه أكثر شيوعاً لدى الأطفال نظراً لكونه عيب فى النطق ناتج عن فشل الطفل المستمر فى توظيف الأصوات المنطوقة بشكل صحيح، ويعبر عن هذا الإضطراب: بالإبدال والتحريف والإضافة والحذف، وتندرج تلك المحكات فى عدم نجاح الفرد فى إستخدام الأصوات الكلامية بصورة سليمة تبعاً لعمره ولغة بيئته والمرحلة النمائية لديه كالأخطاء فى نطق الصوت أو تنظيمه كما فى تحريق أصوات الكلمة الواحدة أو حذف حرفاً أو أكثر منها أو إبدال حرف بآخر، والتداخل الحادث فى القدرة على نطق الصوت الكلامى مع التحصيل الدراسى أو المهنى أو التواصل فى المجتمع .

إضطرابات النطق

وتعتبر الأكثر إنتشاراً حيث تصل نسبة الإصابة بها عند الأطفال إلى حوالى 10%، وتظهر هذه الإضطرابات بوجود إبدال أو تحريف (تشويه) أو حذف لبعض الأصوات الكلامية أو إضافة أو ضغط بدرجة تشكل عائقاً لدى الفرد .

وتنقسم إضطرابات النطق هى إلى ستة أقسام بدء من التحريف (التشويه) والحذف فالإبدال فالإضافة ثم الضغط فالتقديم، ويستعرض الباحث ذلك من خلال التناول التالى :

(1) الحذف Omission

ويتضمن الحذف نطق الكلمة ناقصة حرفاً أو أكثر الأمر الذى يؤدى إلى صعوبة فهم كلام الطفل، وفى هذا النوع يقوم الطفل بحذف صوت الحرف أثناء نطقه للكلمة، ولذا ينطق جزء من الكلمة، وقد يحتوى الحذف على أصوات متعددة مثل: خروف وتنطق خوف وجوافه تنطق وافة وعصفور تنطق عور .

 

(2) الإبدال Substitution

ويتضمن الإبدال نطق صوت بدلاً من آخر عند الكلام وقد يكون الصوت غير الصحيح مشابهاً بدرجة كبيرة للصوت الصحيح من حيث مخارج الحروف وطريق النطق وخصائص الصوت مثل: "أحط بيها" بدلاً من "أحط فيها"، أو "تلت سمك" بدلاً من "كلت سمك"، ويكثر الإبدال بين أزواج الأصوات، من قبيل : س، ث، ل، ر، ق، ظ، ت، د .... وقد يحدث الإبدال نتيجة تحرك نقطة المخرج، مثل نطق "د" بدلاً من "ج" حيث يتحرك المخرج إلى طرف اللسان بدلاً من وسطه، أو نطق حرف "أ" بدلاً من "ق"، حيث يتحرك المخرج إلى أقصى الحلق بدلاً من أقصى اللسان، وقد يتحرك المخرج إلى الأمام (وسط اللسان) فينطق الطفل حرف "ك" بدلاً من "ق" .

ويرى "بون وبلانت" Boone & Plante (157، 1993) أن الإبدال يأخذ طريقه فى الإنتشار بين الأطفال خلال السنوات الأولى من حياتهم، إذ أنهم ينطقون الصوت الذى يستطيعون إخراجه بدلاً من الصوت الصحيح الذى لا يستطيعون نطقه مثل: حرف "ر" والذى يتم إبداله بحرف "ل"، وقد يحدث الإبدال بصورة متعمدة لإستدرار العطف أو جذب الطفل لإنتباه الكبار، أو الحصول على المداعبة، ويمثل الإبدال أكثر إضطرابات النطق شيوعاً بين الأطفال الذين يعانون من إضطرابات نمائية .

ويؤكد عبد الفتاح صابر (1996، 53) على أنه فى بعض الأحوال نجد الطفل يقوم بتبديل أكثر من حرف فى كلامه، ومثل هذه الحالات تحدث بسبب تبديل الأسنان أو عدم إنتظامها من حيث: الكبر أو الصغر، أو التطابق، أو القرب والبعد، وبخاصة الأضراس الطاحنة، والأسنان القاطعة ... وقد تحدث هذه الحالات أيضاً بسبب الخوف الشديد، أو الإنفعال لدى الطفل، أو عامل التقليد .

    ويشير الباحث إلى إصدار الفرد لصوت غير مناسب بدلاً من الصوت الصحيح مثل: إستبدال الطفل حرف (س) بحرف (ش) أو إستبدال حرف (ر) بحرف (و)، يعد الإبدال أكثر شيوعاً فى كلام الأطفال صغار السن عنه لدى الأطفال الأكبر سناً مثل: فيها تنطق بيها وسمك تنطق سمت وخروف تنطق حروف .

(3) التحريف Distortion

    ويتضمن نطق الصوت فى هذا الإضطراب بعض الأخطاء، وينتشر التحريف بين الصغار والكبار، وغالباً ما يظهر فى الأصوات حروف معينة مثل "س، ش"، حيث ينطق صوت حرف "س" مصحوباً بصفير طويل، أو ينطق صوت حرف "ش" من جانب الفم أو اللسان، وقد يستخدم البعض مصطلح ثأثأة (لثغة)، للإشارة إلى هذا النوع من إضطرابات النطق (عبد العزيز الشخص: 1997، 210-211) .

    ويفهم بأنه وجود أخطاء بالتحريف فى نطق الحرف داخل الكلمة سواء فى أولها أو وسطها أو آخرها ولذا يتم إصدار الصوت بطريقة خاطئة مع العلم بأن الصوت المشابه يكون قريباً من الصوت الصحيح .

(4) الإضافة Addition

    يتضمن هذا الإضطراب إضافة صوت زائد إلى الكلمة أو مقطع ما إلى النطق الصحيح كإضافة حرف أو مقطع إلى الكلمة ونطقه مثل :صباح الخير وتنطق سصباح الخير، وسلاموا عليكم وتنطق سسلاموا عليكم، وقطة وتنطق قطات، بحيث يتم سماع الصـوت الواحـد وكأنه يتكرر .

(5) الضغط Pressure

    وفيه لا يستطيع الطفل نطق الحروف الساكنة بشكل صحيح نظراً لإفتقاده القدرة على الضغط على سقف الحلق مثل: حرف الراء (ر) وحرف اللام (ل) ويظهر ذلك كما فى بحر وتنطق بحر (عبد العزيز الشخص : 1997/ 209-212) .

(6) التقديــم :

    ويقصد به تقديم حرف على الآخر عند قيام الفرد بنطق الكلمة مثـل: نبوى -بنوى، مسطرة –مطسرة، بامية –بايمة (زينب شقير : 2005، 117).

عينة الدراسة :

    تم تطبيق إجراءات الدراسة الحالية على عينة من الأطفال ضعاف السمع بجمعية التأهيل الإجتماعى للمعوقين بمحافظة الشرقية بمدينة الزقازيق وبعض المدارس الإبتدائية (إدارة التل الكبير التعليمية وإدارة مدينة الإسماعيلية التعليمية (بمحافظة الإسماعيلية، إذ تم إنتقاء عينة الدراسة كما يلى : تم إختيار العينة والتى تكونت من (85) طفلاً من ضعاف السمع (ذوى الصمم الجزئى) منهم (52) ذكور و(33) إناث) من يصل الفقد السمعى لديهم ما بين (35- 69) ديسيبل، و(245) طفلاً من عادى السمع منهم (195 ذكور، و55 إناث) وكلاهما ممن تتـرواح أعمارهـم مـا بين (6-9) أعوام . 

 وتمثلت أبعاد المقياس فى: الحروف الأبجدية والمقاطع والكلمـات والصور والكلمات والجمـل والفقـرات

المصدر: د محمد النوبي
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,414,080

مشاهير رغم الإعاقة