تذهب الدراسات النفسية المعاصرة إلى أن المعوق يعانى من موقفين:
الأول : نظرة نفسـه إلى نفسـه ، إنـه يتحسس الحاسة التى إفتقدها والألم الذى حل بجسـده .
الثانى : نظرته إلى نفسه فى مرآة الآخرين، فالمجتمع الذى يزدرى الأصحاء فيه أهل البلاء سيكون مصدر شقاء وألم لهـؤلاء قـد يفـوق ألـم المصيبـة .
ويتجه الإسلام فى المجتمع إلى المحيط الذى يعيش فيه أهل البلاء، إنه يعلن بصريح العباره أن ما حل بأخيهم من بلاء لا ينقص قدره ولا ينال من قيمته فى المجتمع فهو وأنتم سواء لا تفاضل بينكم إلا بالتقوى.
قال تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" سورة الحجرات آية 13.
وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وسط أيام التشريق فقال "يا أيها الناس إن ربكم واحد، وأباكم واحد، لا فضل لعربى على عجمى، ولا عجمى على عربى، ولا لأسود على أحمر، وأحمر على أسود، إلا بالتقوى، أبلغت؟
قالوا : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم (مسند الإمام أحمد)، هذا هو الأساس الذى إنطلق منه الإسلام فى دعوته، والخروج على هذا النظام هو خروج عن تعاليم الإسلام.
ولا يكتفى الإسلام بهذا، بل إنه يرشد أهل النعمة فى المجتمع إلى المكانة التى يمكن لأهل البلاء أن يحتلوها فى ذلك المجتمع مساهمة منهم فى خيرة وإسعادة فقد رأى سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه أن له فضلاً على من دونه، فقال صلى الله عليه وسلم : "هل تنصرون، وترزقون إلا بضعفائكم" صحيح البخارى ومسلم.
ويشدد الإسلام بعد هذا التوجيه النفسى إلى الدستور الأمثل فى التعامل مع هؤلاء الأحبة من أهل البلاء، قال تعالى "يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان" سورة الحجرات آية
إن هذا المجتمع الذى أنشأه الإسلام هو الذى يجد فيه أهل البلاء كل تكريم وكل معاملة حسنة.
ساحة النقاش