عجبا..!

كالرمال نحن في تقلب الأحوال بنا..
وكالموج في ارتفاعنا وانخفاضنا..
كالسماء نحن حين تكون ملبدة بالغيوم.. فتشتكي الزحام والضيق بالدموع..
نحن قلوب لاهية أحيانا.. وعاقلة أحيانا أخرى..
لكننا في النهاية قلوب تتأثر بأحوال الدنيا الغريبة..
كأجواء الطبيعة نحن..
تارة نبدو بنضارة الزهور..وتارة أخرى بشحوب الصحراء..
تارة بثبوت الجبال..وأخرى بانكسار الأضواء..
نحن نتأثر بالأحداث دوما.. لكننا قد لا نتخيل أنها ستحدث لنا ربما..
تلك نفوسنا تتغير بتغير الأحداث.. تماما كما تتأثر الأشرعة بالرياح..
تماما كما المد والجزر.. تماما كما الدنيا..
تبتسم تارة.. وتبتئس تارة..
تصخب تارة.. وتهدأ تارة..
تظلم تارة.. وتعدل تارة..
تعشق تارة ..  وتكره تارة..
آه أيتها النفوس كم أنت مثيرة للعجب..
عجبا للناس كم هم مختلفون..
وعجبا للدنيا كم هي غريبة.. تكرم من يهينها وتهين من يكرمها..  
عجبا لها كيف تصارع البشر فتصرعهم..
وعجبا للأقدار كم لها من وقفات..
وعجبا للنفوس كم لها من ألوان..
سبحان رب العزة..كم هو عادل..
عجبا لمن بارزه وهو يعلم أنه سيسحق..
لكنه يقدم على تحديه..
ساع فيه غير ملتفت للوراء..
عندها..
يكون قد افتتح درب نهايته..
عجبا للحياة كم هي قصيرة مهما طالت..
وعجبا للموت كم هو قريب..
وعجبا للقبور كم هي موحشة..
وعجبا للزوال كم هو شاسع..
وعجبا للناس كم هم ضعفاء أمام الزوال..
وعجبا لهم عندما يقفون ضده وهم يعلمون أنه آت لا محالة..
عجبا لهم..!!