العـــــريفى .. هل إرتكب جرماً ؟
أولا وقبـــل كل شيئ .. ربنــــا يبـــارك فيك يا شيـــخ العريفى فبسبب خطبك .. قد دبـــت الروح مرة أخرى فى قلوب المصريين .. وفى هذا الوقت بالتحديد ..
أخجلتنا من أنفسنا يا شيخنا حين ذكرت فضائل مصـــر على الملأ أمام العالمِ أجمع .. فى وقت هانت فيه مصـــر على بعض أبنائها ..
وكثيرا ما أدهشنى ردود الفعل العنيفة والتعليقات الغير مسئولة على خطبة العريفى بحجة أن النية والقصد من زيارته إستغلال خيرات مصر وفتح الباب لمستثمرى بلاده لفتح أسواق جديدة لهم فى مصر ..!!
لماذا كل هذا الشطط فى التفكير حتى يصل بك تصورك إلى أن شيخا مثل العريفى ممكن أن يغامر بدينه لمصالح دنيويه ..؟!
سؤال لك يا من هاجمت وبل إنهالت تجريحا وتشويها وإساءة على شيخ جليل له إحترامه ووقاره .. ما تفسير هجومك .. هل من دافع حبك لبلدك ؟!.. جميل .. فماذا قدمت لها ؟!.. ولماذا من الاساس تخون وتفتش فى النوايا؟! .. ما لنا الكلمة الطيبه والدعوة الصادقة .. والباقى ربك كفيل به .. وكفانا تشويه في كل من يتحدث بالخير عن مصر و إعتبار كلامه جزء من مؤامرة لمساندة رئيس أو حكومة أو جماعة ..
فبدلا من الإنصات بضمير يقظ إلى كلماته وإلى دعوته جلست حضرتك لتترصد أى خطأ هنا او هناك فى خطبته بل أسرعت إلى البحث فى أرشيفه حتى وجدت فتوى هنا وأخرى هناك فى موضوعات تخص مجتمعه والتى قام هو بالفعل بتكذيب ان تكون قد قيلت على لسانه .
هل الى هذا الحد اصبحنا نكره الخير لبلادنا .. لدرجة اننا نضيع الوقت فى التخوين والتشكيك فى النوايا بدلا من السعى والتفكير فيما يأخذ بيد البلاد إلى بر الأمان .. حتى أنه إستكثر الفرحة على أهلها بكلمات تحمل كل الفضل والعرفان بالجميل ..
وهل إرتكب جرماً .. .حين دعا الفرقاء الى نبذ الفرقة و الخلافات والالتفات حول هدف واحد ..ألا وهو حب الوطن و التخلى عن حب الذات بدلا من الإنقسام حول ملل وأحزاب ..
وهل إرتكب جرماً .. حين ذكرنا بأمجاد العرب .. ذكرنا بوقفتهم وقفة رجلٍ واحد ووحدتهم فى حرب 73 .. وحاول أن يصلح ما أفسده حكام تابعين لم تنظر إلا إلى مصالحها الشخصية .. حاول تأليف شعوب يجمعها دين واحد ولسان واحد .. مجرد محاوله منه لكسر حاجز وجدار تم إنشاؤه بيد لا تحمل إلا الشر والنوايا الخبيثة ..
وهل إرتكب جرماً .. حين هاجم أثرياء العرب و طالب باستثمار فوائض المال الخليجى فى مصر كى تتعافى من عثرتها بلا من إيداعها فى بلاد تحارب الإسلام ..
وهل إرتكب جرماً .. لتأكيده فى الخطبة على وصية الرسول الكريم بأهل مصر فى قوله "استوصوا بأهلها خيرا".
وهل إرتكب جرماً .. حينما أشار إلى أن أول جامعة فتحت فى المملكة رئيسها مصرى و أن أول طريق ممهد بين جدة و مكة مهدته مصر وأنك لن تجد في بلاد الخليج رجلا أو عالما أو أميرا اللي وعلمه المصريون
و بالرغم من إنه لم يأت بجديـــد فى حديثه عن مصر .. لكنه ذكر كثير من المصريين بإعتزازهم بمصريتهم التى إفتقدوها رغماً عنهم .. ذكرهم أن ربهم حباهم بوطن ليس كسائر الاوطان .. حباهم ببلد لها من الفضل على سائر البلاد ما هو دائم إلى الان ..
وإلى أصحاب المنابر وأهل العلم إلى علمائنا الأجلاء .. فأنتم تملكون سلاحا ..لو أتقنتم إستخدامه لبنيتم جيلا لن يستطيع أحد كسره أياً ما كان .. ولكن الواقع للأسف انا شبابنا اليوم ينظر نهاية الخطبة بأسرع ما يمكن فقد أصبحت بالنسبه له مجرد فرض من الله وواجب عليه .. على عكس ما حدث من خطبة العريفى فجاؤه الشباب من شتى المحافظات .. لماذا .. لانه خاطبهم بما تمنوا أن يسمعوه ولأنه إحترم عقولهم ..
ومـــع ذلك .. ف كـــلى تفائل ومستبشــره خيرا لكى يا مصر ..
ســــدد الله خطـــاك يا شيخنا ونفع بك وبعلمك إن شـــاء .. فأنت لم تتكلم عن مصر إلا بكل خير .. وهو ما لم ينساه لك المصريين .. وجميل سيحفظه لك كل مصرى أصيل ..
يُمنــــــــ على ــــــــى
يمنى على
كاتبة من مصر
نشرت فى 14 يناير 2013
بواسطة Eslahmt
أقسام الموقع
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
18,951