تحاول المرأة في الشهور الأولى من الزواج أن تبدو من الحور بالنسبة لزوجها فيسعد الزوج بحياته وينسى سنين التعب والعناء الماضية , ويجد في هذه الأيام والشهور الأولى تحقيقا لأحلامه في البيت الذي طال انتظاره له والذي بات يحلم بوضع جدرانه لبنة لبنة في خيالاته .. لكن الحياة الروتينية المعتادة مع طبيعة الإنسان جعلت الزحف التدريجي للملل والضيق إلى النفوس يصبح أمرا مسلما به , خاصة عندما تنتهى الشهور التي يطلق عليها الغربيون : " شهور العسل " !! أكثر من ذلك عندما تبدأ الانشغالات لدى البعض من النساء بأمور الأبناء ومتطلبات البيت فتبدأ المسافات تتباعد بين الزوجين . انا لا اشك أن كثيرا من النساء توجد بهن الصفات المتعددة التي تؤهلهن لتكن الزوجات الناجحات في بيوتهن بكل المقاييس , لكننا نريد أن نلقى الضوء على بعض الصفات التي لا تبالي الكثير من النساء بالاهتمام بها وقد تخفى على البعض منهن وربما إن تحلت بها المرأة قد تصبح زوجة مثالية في عيون زوجها . قد تجد الكثير من هذه الصفات عند النساء الغربيات مما يشد انتباه البعض من الرجال فيبدؤون في وضع المقارنات بين هؤلاء النساء وبين زوجاتهم مما يزيد العلاقات الزوجية توترا واحتقانا ومن هذه الصفات : 1- اهتمام المرأة بمظهرها ... فكثير من النساء يغفلن عن ذلك أمام الطعام مما يزيدهن تخمة يوما بعد يوم فيصعب عليهن ارتداء الملابس الحسنة أمام زوجها , وقد تتحجم المرأة – مع زيادة كبيرة في وزنها- بالزي الذي يظهرها أكبر من سنها , مع غفلتها عن أهمية مظهرها أمامه , فيرى كل ذلك الزوج فيكتم في نفسه ويترجم كل ذلك عن طريق سلوكيات تحزن زوجته فتتهم الزوجة الزوج بأنه لا يحسن معاملتها وتغفل عن انها مشاركة في سبب ما يصدر منه . 2- المرأة الطبيعية ... قد تتحلى كثير من النساء بالروح الطبيعية مما يزيد من تلألؤها في عيون زوجها عكس المرأة المتكلفة التي تفكر قبل أن تتحرك أو تتكلم , لكن هذه الطبيعية والتلقائية يجب أن تحيطها الحكمة والذكاء , فلا تتصف ولا تتكلم بما يشينها ولابما يوقعها في الانتقاص 3- المرأة المرحة ... قد تكون بعض النساء أقل جمالا أو ذات جمال متوسط ولكنها عندما تتصف بالمرة وخفة الظل فتجد الابتسامة والبشاشة والمزاح الطيب دائما في حديثها , يزيد لمعانها في عيون زوجها فيجدها من اجمل الجميلات عكس المرأة العبوس التي تتأثر بمشاغل الحياة والأولاد فينعكس عليها كل ذلك فتنسى الضحك والمرح وتقابل زوجها بكشف الحساب اليومي والتقارير المعبأة بالغيوم عن البيت والأولاد مما يجعله يتردد كثيرا في العودة إلى البيت كل يوم 4- المرأة الودود ... من الصفات التي ينبغي أن تكون لدي المرأة أن تكون محببة لزوجها.... فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم " بالودود " أي التي تتودد لزوجها بالكلمات الطيبة فتتصنف فأحيانا تقدم له التودد علي هيئة كلمات حب وغرام , وأحيانا كلمات التقدير والاحترام , وأحيانا كلمات الشكر والتقدير على كل دور يقدمه لها أو للأولاد , وأحيانا تقدم إليه الهدية الصغيرة ذات التأثير البالغ مما يذيب المشاكل بينهما بكل سرعة بل ويعطر صفو الحياة بينهما فيسعد الزوج بمؤانستها ويسعد بالقرب منها ويعشق الاستقرار في البيت وحب العودة إليه بعد عناء العمل . 5- المرأة المتجملة بكل جميل ... الجذابة .. وذلك يظهر في حديثها ونبرات كلماتها مع زوجها بل وسلوكها أمامه , ويظهر في طريقة تناولها طعامها وطريقة حديثها مع أولادها عكس المرأة التي تظل في صراخ طوال اليوم أمام الأبناء و متطلباتهم وواجباتهم مما يفقدها انوثتها فتظهر امام زوجها وكأنها المرأة الحديدية !! 6- المرأة الحنون ... فكثيرا ما تظهر المرأة حنانها على اولادها وهذه فطره الأمومة فيتضح في جميع السلوكيات حنانها وقد يكون حنانها أيضا لوالديها واضح ,لكن يصعب على كثير من النساء أن تظهر حنانها على زوجها !! بل وتريد منه تقديم هذه المشاعر الحنونة إليها وربما تعتبر أن الحنان واجب عليه فقط إليها لذلك لابد على الزوجة من الالتفات لهذه الصفة فقد يلتمسها الزوج من زوجته في بعض السلوكيات البسيطة كإيثارها له على نفسها وعلى أولادها في بعض الأشياء أو تفقد أحواله النفسيه فتتلطف إليه وقت ضيقه محاولة إن تخرجه من أزماته وتحتويه بحنانها . إن الكثير من الصفات تدرك بالحس دون العمل لكنها ذات تأثير قوي وفعال على الزوج , فتجعل اشتياق الزوج لزوجته دائما , بل وتزيده من الارتباط ببيته دون ملل وتنعكس هذه السلوكيات عليه وتدفعه دفعا لحب العطاء وربما هذه الصفات تساعد في تغيير الوضع الروتيني لليوم المعتاد لدي الزوجين وتبدل ذلك الروتين بحياة متغيرة كل يوم فتجعل في اليوم المليء بالغيوم خيطا أبيض يشع ... بل قد يكون له تأثير فتنقلب السحابة السوداء في ذلك اليوم إلى يوم مشرق دافئ . لعل البعض من النساء قد تأخذ هذه النصائح وكأنها كلمات تكتب على الأسطر ليس إلا , وتحجم تفكيرها بأنها يستحيل أن تتغير حياتها !! لكننا نطلب منها الاستئناف ومحاولة تطبيق هذه النصائح , ربما تجد شمس بيتها تشرق عليها من جديد , يقول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . لذلك إن كانت المرأة تريد الحياة الهادئة فعليها أن تحاول حصر كل ما يحزن زوجها منها , ولا مانع لبعض التنازل منها لتعديل سلوكها واعترافها بأخطائها لتفتح صفحة جديدة جادة للتغيير .. بل وتبحث عن الطرق للصعود على درجات سلم الوصول لتحول بيتها وتزيل الستائر القاتمة التي تحجب ضوء السعادة عنه وتستطيع أن تسعد زوجها لتحظى وتكون المرأة المثالية في عيون زوجها .
==========
أميمة الجابر كاتبة من مصر
|