authentication required

 

الإصلاح فى القرآن (4)
عبد العزيز مصطفى الشامى

 

ثمرات الصلاح والإصلاح:

ذكر القرآن الكريم للإصلاح والصلاح ثمراتٍ كثيرةً وفوائدَ غزيرةً، ورفع من درجات أصحابها، وأنزلهم أعلى المنازل، ووصفهم بجميل الصفات، ومن ذلك:

 

• الصالحون مع أهل الدرجات العُلا في الجنة. قال - تبارك وتعالى -: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِـحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً} [النساء: 69].

 

• إصلاح العمل أمان من المخاوف والأحزان. قال - سبحانه -: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48].

 

• الإصلاح سبب من أسباب رحمة الله ومغفـرته. قال - سبحانه -: {وَإن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 129]، وقال - جل وعلا -: {إن تَكُونُوا صَالِـحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} [الإسراء: 25].

 

• لا يضيع الله أجر المصلحين، فأجرهم عند الله محفوظ.قال - تعالى -: {إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْـمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170].

 

• الصالحون يستحقون ولاية الله. قال - جل وعلا -: {إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِـحِينَ} [الأعراف: 196].

 

• الله ينجي أهل البلاد إن كان غالب حال أهلها الصلاح، والعكس بالعكس. قال - جلَّ وعلا -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]، و عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَـرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ».

 

• الصلاح يوجـب وراثـة الأرض والاسـتخلاف فيهـا. قـال - سبحانه -: {... أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِـحُونَ} [الأنبياء: 105]. وحذر القرآن من ادِّعاء الصلاح والإصلاح دون عمل نافع، فقال - تعالى -: {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11]؛ وإنما هو إيمان وإذعان {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِـحِينَ} [العنكبوت: 9].

 

فما أروع هذا الدين! وما أعظم القرآن! حثَّ على الإصلاح، ومدح المصلحين، ورفع في الجنة درجاتهم، قبل أن تخرج علينا دعوات هدامة، فولَّت الأمة وجهها شرقاً وغرباً ونأى بها طلب التقدم والإصلاح، وكان الأمر سراباً لا حقيقة له، وشتان بين من يدعو إلى النار ومن يدعو إلى الجنة، وشتان بين الأعمى والبصير، وفارق بين الظلمات والنور، لا يستويان؛ فما أجدر الأمة أن تعود إلى منهج الإصلاح الأول كتاب ربها، ومصدر عزتها وتفوُّقها بين الأمم! فقد ضمن الله السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة لمن خافه واتقاه واتبع رضوانه وتجنب مساخطه، كما هو موضَّح ومفصَّل في الوحيين (كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم)، واللهَ نسأل أن يصلحنا ويصلح بنا، وألا يجعلنا من المفسدين.


 

Eslahmt

# إصلاح #

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2013 بواسطة Eslahmt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

18,961

صفحة الفيس بوك