خذوا الصمت من أقلام الياسمين !
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، خدعوك فقالوا ، هذي أوراق الياسمين تنطق كلاما مرصعا بجواهر الدر !
اعلم أن إذا سكت قلمك ، سكت الدم عن التدفق في شريان حياتك ! فتموت ، تموت كما يموت الصمت ، يتكلم من أجل أن لا يسمعه أحد !
السكوت عملة لا يجيد سكها إلا من يقدر على تعليم السكوت فن النطق !
في أحايين كثيرة ، تتملكني رغبة في التمرد شديدة ، و أغبطها ، تلك القلوب الفوارة ، الذباحة كالسيف في غمده ، يقطع بريقه قبل أن يلامس الجسد !
يا ترى ، كيف بكن يا ورداتي إذا أنا تمردت على قوانين عالمنا ، و أصبحت للحظات ، آدميا ، متوحشا ، يبدع في فن القصاص ، و يتبع اللكمة اللكمة ، إذا ما هوجمت أشرعته ؟
إذا أنا أصبحت آدميا متفجرا ، في جماعة من الأبرياء ، أنت بذنب أختي في العراق ، و أنت بدم أخي في كابل ، و الآخر بعنق أبي في كشمير
ألا إني ضد ما يفعله إخواني !! كلا فأنت أخوه فمت كما مات أخي !!
أضفيت على الحسن العبقَ فالورد تضوّع واعتنق
حسّن يا رب لنا الخلق طهره فلا يحـــــــوي لزقا
واجعله يقلد في صبر للهادي في حســـــــن الخلق
حسّن يا رب لنا الخُلق فالعبد بأخلاق ســــــــــبقَ
أيا ترى تقبلينني بعد ذلك ، صموتا في دروب الكلمات مرة ثانية ؟ أ
م أن السجين في عوالم الأحاسيس ، محكوم عليه بإعدام خانق ، يتحمل سياط الكلمات ، كما يتحمل الشجر ، تحته من يستظل ، أشعة شمس الظهيرة !!
أتراه الصمت يكون من ذهب أينما حل الصمت و انتحب يا ورداتي !!
آه ما أمر طعم الظلم ، يقطع أحشاء الكلمة ، و يسفك مدادها ، على أرض لا تعشق مداد الكلمات !
بخ بخ !
حتى الصخرة تؤلمها ضربات البحر ، سياطا بأيدي أمواجه تقلبها ذات اليمين و ذات الشمال !
لماذا ، حينما أحوم خارج أسوار عالمي لا أشعر أنني على قيد الحياة ، و تتساقط الرصاصات و البارود على نوافد كتاباتي ، إذاك أدرك أني ظللت الطريق !!
لماذا حينما أصرخ في أحايين ، كالرضيع ، لا أروم إلا الصراخ ، تزين أشرعتي بصفعات من لا يفهم الصراخ ؟ و أسقط حينما أسقط ، في بحيرات مذبوحة السمكات ، مهجورة ، كما يهجر البشر القبور !!
في جنة خلد مقعـــــده في قربك أحمد ملتــــــــحقاً
من كان له خلق حسن سيكون الأقرب في الرفقا
حينما أخرج من مرآتي ، أعلم كم هو جميل ذلك العالم ، تعيش فيه في صهريج من العطر و تخرج منه كل يوم مستحما بأحلى العطور المنتقاة شيء كفرحة أجنحة الطائر بملامسة زرق السماء التي تبتعد كلما اقترب منها !
تكلم كل يوم ألوان الطيف ، حتى إذا تعثرت رجلاك ، تعثرت بأجنحة ببغاء ، و إن سقطت سقطت على سرير مصنوع من زرقة عيون القطط !
و تتسخ ثيابك حينما تتسخ برحيق الجوري الساكن بحيرات مملكة الكتابة ! و إن استشعرت اليأس سارعت إليك وريقات النخيل تضمك إلى صدرها ، كأم تضم رضيعها ، تقيه شر العيون !
كم أثنى الله على خلق في أحمد أصدق من صدق
قد أدّب ربي مرسَله هو أكرم من ربي خلــــــــقَ
خدعوك فقالوا ... أنك مهدي ، فأنت في الحقيقة تهذي ، و الهذيان ، لا يقبل في عوالم البشر ، محرم هو في جميع المفاهيم !
يعقوب يا يعقوب ، اضرب بيدك المرآة ، فلتنظر ماذا ترد ، و ماذا يأتيك ، فلا المرآة تنطق لتكذب ، صموتة هي ! و لأنها عارية ، فهي تريك ما تعلمه من نفسك !
فليرحمنا الله
مهدى يعقوب
كاتب وشاعر من المغرب
نشرت فى 2 يناير 2013
بواسطة Eslahmt
أقسام الموقع
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
18,965