خواطر حول الإصلاح
============
(1) طلاب الآخرة
=========
تفكرت فى كلمه اصلاح وكم هى موفقه،كم هى شامله كافيه شافيه
كم هى ايضا ثقيله تحتاج لهمم عاليه لتحملها حتى لا تنوء بها اكتافنا فنكتفى بالقول ونتكاسل عن العمل.
تفكرت فى طول الطريق وفى عناؤه وفى وعثاءة فوجدت انه لا بد للمصلحين الجادين من محرك قوى .
قوه دافعه لا تنضب حتى لا يتوقفوا فى الطريق ويملوا السير او يضطروا للتنازل تدريجيا عما آمنوا به وسارو من اجله .
بحثت كثيرا فى معانى عظيمه كلها من الاهميه بمكان ويصعب ترتيبها من اهم لمهم لان الامر متشابك الخيوط بشكل كبير ولكن وجدتها كلها يجمعها عامل مشترك يحسن أن تندرج تحته .........وهو طلب الآخره .
نعم لن تنصلح هذه الدنيا الا على يد طلاب الآخره .
طلاب الآخره الذين باعوا انفسهم ابتغاء مرضاة الله وابتغاء حياه ابديه لا صخب فيها ولا نصب .
نعم من كانت هذه وجهته فلن تستطيع العقبات أن توقفه عن سعيه وإن وقف سوف يستأنف الطريق لأن له هدف سام وصاحب منهج لا إعوجاج فيه ,
منهج معصوم وضعه خالق العباد لضمان صلاح احوالهم فى الدنيا والاخره وهو اعلم بما يصلحهم،
منهج لا يحتمل تحريف ولا تأويل لأنه محفوظ
منهج لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا أحاط بها
لا شك ان طلب الدنيا مع الاكتفاء بها هوأصل البلايا كلها ومحرك الفساد فى الارض.
وقد يقترن الحديث عن طلب الآخرة عند الكثير مع صورة الثياب المرقعة والشعر الاشعث وضيق الحال وكأننا ندعوا لزهادة مزيفة لم تفرضها علينا سماحة الاسلام ،
وانما ابتدعها بعض جهال المتصوفة ومن شاكلهم ممن احبوا أن يلقوا عن كاهلهم مشقة خدمة الدين والسعى لصلاح الأمة بالإختباء وراء هذه القشور التى لم تكن من رسالة الإسلام فى شئ.
فلا وربى إن طلاب الآخرة العاملين لها بحق لم ينسوا نصيبهم من الدنيا وعلموا ان متعها خلقها الله لهم واحلها لهم
(قل من حرم زينة الله التى اخرج لعبادة والطيبات من الرزق)
ولكن تعلموا كيف يصنعون أولويات حياتهم وتعلموا كيف يفاضلون وقت المحن ووقت التضحية بين الدنيا والآخرة فتمسكوا بالآخرة وكل موصل اليها ووطأوا متع الدنيا تحت اقدامهم ان هى كانت عقبة فى طريق الوصول للآخرة لأنهم تعاطوها كبلغة ووسيلة وليست كغاية.
ومن هنا يسهل لهؤلاء حمل راية الاصلاح لأن أى قانون وضعى يسهل التحايل عليه مع الوقت .
ولأن الممنوعات مع الوقت قد تصبح مرغوبات .
ولا يوجد قانون فى الكون يضمن مراقبة الضمائر والسرائر فى السر والعلانية الا قانون الإيمان بالله واليوم الآخر.
المصلح الحق ينطلق من عند
من سن فى الاسلام سنة حسنة
من عند
من كان فى حاجة أخية
من عند
اذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة
من عند
المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص
من عند
أفشوا السلام بينكم
من عند
ان أريد الا الإصلاح ما استطعت
من عند .............................................
فينطلق حاملا لواء من نور يضئ بة لكل من حوله,قوى القلب,طالبا صدق الوعد ,يعلم ان نور الدنيا يورث نور الآخرة ولن يوقفة احد عن صلاحة وإصلاحة لانه لذلك خلق.
فهل من طالب للآخرة مصلح ؟
آية السقا
إصلاحية من مصر