1
تأتيك الشمس يا عمري
تغير ملابسها الأنوار
و تسرق من عينيك ظلمات الليل
و قمرا يزين الكواكب
ثم تـــأتيني
من أجل أن تقايض حروفي بجمالها !
2
أهكذا
كلما خرجنا إلى الحقول نتسامر
تراودك السنابل عن جمالك
و أستشيط أنا براكين غيرة ؟
3
كلما حاولت أن أخفي عنهم
إعجابي بك
فضحتني حروفي
هكذا أنا كالطفل الصغير ،
يعتقد أنه يحسن الكلام
و كل حروفه تدل على براءته !
4
تنام الطيور مبعثرة الفكر
أيها ستفوز
بمكان أريح على سنابل الذهب
التي تفوح من خمائل شعرك !
5
و إني أوصيك يا عمري
اسرع في مشيك و اغضض بصرك
و لا تتكلم
فأنا لا أءمن على الحمائم
كل العسل المنبعث من عينيك
6
لقن طفلك يا صديقي ذاكرة التأريخ
و عرفه كل أبطال السلام
و ذكره كلما استلذ البطولات
أن الأموات لا ينجدون الأحياء !
7
حينما تأتي الأطيار إلى أسقف بيوتكم
طالبة مناقيرها شيئا من خبز يابس
أخبروها و أنتم تبتسمون
أن تبلغ سلامها
إلى آخر خليفة
كان ينثر لها الحب فوق رؤوس الجبال
و يكفيها ذلة التسول على نوافذ البخلاء !
8
حينما أمارس لعبتي اليومية في التفكير عن معنى الوطن
تطرق الحروف بابي و تسألني
ما حاجتك إلى وطن ما دام لديك نحن ؟
9
حينما يصل لهيب الشتاء الأبيض إلى أبواب المدينة ، و يقصد كل طفل
كنف والديه ، و يستوطن الأحباء حضن أحبائهم
يتساءل من يسكن الشوارع الخالية ، عن معنى أن يكون الوطن على شساعته
أضيق من حضن !
10
يقول أبو الهداية اليعقوبي في كتابه الشهير
البحث الكامن عن السجن و الكمائن :
لا بد لك أن تحس بالذل حتى تعتبر مواطنا صالحا ! فالكرامة لا تحبس في وطن !
11
يخجلني أقوام يقولون أن لا مساواة ترتجى في حضن الوطن !!
تبا ، هلا خرجوا في رحلة قصيرة إلى المقابر ؟
12
سألها ذات يوم ضحوك
كيف بك لو تكونين هكذا دوما مشرقة
و تبعدي عنا مزن الدموع
فأجابته بابتسامة ماكرة
إني يا حبيبي أنتج المطر حينما أريد و لا يبتهج قلبي الا حينما استطيع
مهدى يعقوب
شاعر وكاتب من المغرب