فهم وانتاج...!!
بمجرد أن يستخدم الانسان عقله فهو فى هذه الحالة أنتقل ارتقاءا لمنزلة الانسان الذى شرفه الله بميزة العقل.. وكلما مال الى الشهوة او الهوى تحيزا لرأى أو فكر أو عقيدة او مادون ذلك ظهرت مساوئه أمام الناس,,
وفى الأيام السابقة طبعا كل من هب ودب كان له حق الكلام حسب رأيه أو هواه,وهذه حقوق محفوظة للجميع ولن نعارض عليها,
ولكن كما للجميع حق ابداء الرأى,فان لنا حق ان نقول لهم عليكم بالفهم قبل الكلام ولا أقول حق الاعتراض الذى هو أيضا مكفول, ولكن رجائى هو الفهم والمعرفة قبل النطق بالكلمات,وذلك أكيد منعا لزحمة وتخبط الأراء وحشو رؤوس الناس بما لا ينفع,(كفاية ضغط وصداع),
مثال لكماتى,فوجئت بأحد الكتاب أو الروائيين يخرج علينا بتصريح يقول فيه " الخلافة الإسلامية، أرى أن الزمن تجاوزها بمراحل، وفي الحقيقة الخلافة الإسلامية تتناقض مع مبدأ المواطنة والدولة المدنية،ونجد أن الخلافة تقدم الدين على الجنسية ولا تراعي الحدود الجغرافية".
انتهى كلام العلامة, وحتى لا أطيل كل رجائى من سيادته قبل ابهارنا بأرائه العلمية المميزة كالعادة,أن يقرأ كلمتين فى الخلافة الاسلامية,أولا,و تفاصيل اقامة دولة اسلامية لا (ثيوقراطية أو دينية),,فرق كبير لا مجال لذكره..
ثانيا,موضوع ان الزمن تجاوزها بمراحل ,أقول لسيادته غصب عن حضرتك ستقوم الخلافة شئنا أم أبينا,لأنه لن تقوم الساعة حتى تعود الخلافة الاسلامية,(أمر الله بقى نعمل أيه.؟)
ثالثا والأهم,لى سؤال صغير,ما رأيك فى الاتحاد الأوروبى,.؟؟ أكيد يعجبك و(تفتح بقك مترين من الابهار),جميل ومثلك أفعل,
,بقية كلامى وما أقصده تعرفه ,لست فى حاجة لتوضيح أنه جزء صغير مستنبط من فكرة الخلافة,,
مشكلتنا الأساسية تكمن فى التثقيف الناتج عن الاستهلاك,بمعنى أن معظم مثقفيى الشرق الأوسط فى العصر الحديث ولا أقول الاسلام ,ثقافتهم ممتدة من تجارب وأراء وعلم من سبقوهم,فكل كلمات من سبق تعتبر كدستور الهى ,صحيح جزما,قاطع التنفيذ,لايقبل المساس,منهج للسير,
فنتحول لشعوب مستهلكة فى كل شىء حتى الثقافة..!!
وان كانت غير متمشية مع أيدولوجياتنا وما تحمله من عادات وتقاليد وموروثات بجانب مرجعيتنا الدينية واعرافنا وقيمنا..
فنصبح مجرد مبهورين بسلعة (تجربة أو ثقافة),,ونريد كما تعودنا أن نقتنيها مهما كلفنا ذلك ملهوفين على تحصيلها دون النظر لكونها ستناسبنا أم لا..!!,,
ولا نعرف للتثقيف الانتاجى سبيل,بمعنى أولا بناء علمى سليم وتكوين رأيى عن فهم وتجربة وخبرة وممارسة دورى كأنسان منتج له حق التفكير والابتكار بالاستفادة من تجارب وعلوم السابقين,لا مانع عنده من اعتناق فكر وعلم ثم يتركه حال عدم صلاحه ويسلك طريق أخر حتى وان كان من ابتكاره (وهذا طبعا نتاج دراسة وعلوم وخبرات) لا وجود (للفهلوة) فى الموضوع حتى لا يساء فهمى,,,ولكن ما المانع..
ما يمنعنا أن نصنع نموذج خاص بنا يتمشى معنا فى كل الاتجاهات..؟؟ (هولازم نتسمى ليبراليين..؟؟ هو لازم دولتنا تكون دولة مدنية..؟؟)
غريب الأمر والحال,ولكن لو تعلمنا و عقلنا وفهمنا ,ثم مارسنا وأخذنا الخبرة فصححنا الخطأ ودعمنا الصحيح وجددناه لأصبحنا منتجين.,,ولكن (الكنبة والكيبورد) لهم مذاق خاص...
نعود للموضوع,كلمتى هى,,
كفاية استيراد,,كفاية نسخ تجارب على الاسلام,فالاسلام ليس محل للتجارب ولكنه منهج قائم بذاته,,ولندع الاسلام يصلح ما أفسده الأخرون, ما المانع من تجربة الاسلام كمنتهج للحياة..؟؟مع اقتناعى التام ان كل تجربة مميزة أفادت البشرية وتصلح لتقويم وتنظيم السلوك الانسانى,فالاسلام أولى بها من غيره,,
فلا مانع تطبيقها من خلال ما أحله الله وحرمه,كالديمقراطية وغيرها من المسميات,
وكما قلت فالاسلام أعلى وأرفع من وضعه فى مقارنات واقامة مناظرات وتجارب عليه,المطلوب فقط توضيحه و(تطبيعه) بما يساير حركات العصر تطبيعا فيه تسهيل وايضاح أكثر منه تفريط وتشويه وطبعا بما لايخل بأحكام الله,,,
ومع ذلك فأرى انه ليس الوقت المناسب لاقامة الخلافة,,لا رفضا لها او لعدم صلاحيتها كما يدعى البعض,,ولكن لانها أولا يجب يتم الاعداد لها والتمهيد لاقامتها,
ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما بدأ بالمدينة (ولا أعلم يمكن ربطها بالدولة المدنية أو لا),وما أقيم فيها من تشريعات تحفظ حقوق المسلمين وغير المسلمين وتضمن التعايش و(المواطنة) وحفظ حقوق الأقليات وممارسة شعائرهم مع الاحتفاظ بكيان الاسلام وابرام (المعاهدات) الحافظة للأمن الداخلى والخارجى حتى يتيح للدولة القيام,
وذلك طبعا بجانب الأهم منه وهو التربية الايمانية الاسلامية السليمة لأفراد المجتمع,وهو ما يتم به التهيئة لاقامة الخلافة اقامة سلمية عن طيب نفس وخاطر بل وتشوق لها,لما تحمله الشريعة من حفظ وسمو لكل ما يخص النفس البشرية,,وحفظ حقوق الانسان فى الحياة,بل وتمتد أيضا لتشمل الحيوان والبيئة بما فيها ,وتنظم حياة الانسان وتحتويها من دخول الخلاء وحتى الصعود للفضاء..!!
فكان صلى الله عليه وسلم قائدا بارعا وسياسيا مخضرما ومربى حصيف,وكان بمعنى الكلمة أمينا,,أئتمن على دين الله فلم يضيعه بأمر الله,,وعلم أن لكل بناء خطوات,,
فرجاءا لكل من تحلى وتزين وتشرف (بصفة) اسلامى,,أن يكون نعم المروج لنعم السلعة وهى الجنة بافضل أداء وطريقة ومنهج وهو الاسلام,,
ولا نتعصب فقط ونفقد أعصابنا فنسىء لما بين أيدينا,أو نعرض بطريقة غير مدروسة فنظهر بصورة المتخاذلين المهزومين ونخزى دين الله ونضيع من دعوناهم للفهم والعقل..
أسف ولكنى,(اسلامى) فكان دورى الرد على ما سمعته,لانى لم ولن أتحمس الا للاسلام فقط,,تحمس الواثق من منهجه معتز به,يفهم باذن ربه ما يتحدث عنه,,مع الاحتفاظ كما قلت بكرامة وحق كل انسان فى العيش بحرية والتعبير عن رأيه...
وأخيرا نام وارتاح تأتيك الليبرالية والمدنية بانشراح....الكلام موجه للفريقين والمعنى فى بطن الشاعر:)
ومن فضلك حتى لو بتكرهنى أو تقيل على قلبك,أقرا الموضوع بفهم وعقل,,وانتج تعليق عليه...
أراكم على خير....