<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]--><!--<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"Table Grid"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-unhide:no; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->
المشروعات الزراعية العملاقة
د. محمد إبراهيم الشهاوي
أستاذ الاقتصاد الزراعي المساعد
كلية الزراعة سابا باشا- جامعة الاسكندرية
تمهيد :
بدأ العمل في تنفيذ سلسلة المشروعات القومية العملاقة مع نهاية الألفية الثانية ويستمر العمل لاستكمالها خلال سنوات طويلة قادمة .وتهدف هذه المشروعات إلى رسم خريطة عمرانية وإنتاجية جديدة تحقق التنمية المتوازنة بين أقاليم مصر المختلفة وتضمن الاستغلال الأمثل لكافة مواردنا المتاحة والتي لم تستغل بعد في المناطق الصحراوية التي تتمتع بمقومات طبيعية واعدة وتتركز هذه المشروعات في منطقتين رئيسيتين هما : إقليم جنوب مصر وإقليم القناة وسيناء .
وسوف تساهم مجموعة المشروعات العملاقة في خلق مجتمعات عمرانية جديدة خارج الوادي في أعماق الصحراء المصرية تكون متنفسا تنطلق فيه الزيادة السكانية مما يساهم في تخفيف حدة الكثافة السكانية بالوادي لتزيد المساحة المأهولة من 5.3 % إلى 25% من إجمالي مساحة البلاد كما تساهم في إقامة مشروعات إنتاجية زراعية وصناعية وسياحية وتعدينية وتفتح أبواب الاستثمار أمام الجميع بمزايا متعددة للمشاركة في إقامة مشروعات إنتاجية وخدمية ومشروعات البنية التحتية التي تتطلبها هذه المجتمعات .
وقد بدأت مصر في تنفيذ سلسلة من المشروعات الزراعية العملاقة تنتشر لتغطى كافة أنحاء البلاد وتحقق أهداف التنمية المتوازنة بين أقاليم مصر وتقتحم أعماق الصحراء المصرية لخلق مجتمعات عمرانية جديدة تتوفر لها كافة مقومات الحياة من بنية أساسية ومرافق وخدمات .
أولا - مشروع تنمية جنوب الوادي :
يتضمن جنوب الوادي عدد من المناطق هي :
à الوادي الجديد .
à شرق العوينات .
à درب الأربعين .
à منطقة توشكي .
وبالنسبة للاحتياجات المائية لأنماط الإنتاج الزراعي المقترحة بالمشروع تبين إلى أن :
à إجمالي هذه الاحتياجات المائية يبلغ نحو 3.5 مليار م3 سنويا لبديل التصدير .
à حوالي 5.9 مليار م3/السنة لبديل التصنيع الزراعي والثروة الحيوانية .
à البديل المتوسط فتقدر احتياجاته بنحو 5.4 مليار م3 /السنة .
ويفضل استخدام نظم الري السطحي المتطور لري المحاصيل الزراعية بالأراضي الطميية والطينية الطميية المتأثرة بالملوحة . بينما يفضل استخدام نظم الري بالتنقيط في زراعات الخضر والفاكهة . أما بخصوص الصرف الزراعي يقترح أتشاء شبكة صرف مغطي والتخلص من مياه الصرف أو إعادة استخدامها في التشجير وتثبيت الكثبان الرملية .
وفيما يلي شرح تفصيلي لمشروعات تنمية جنوب الوادي :
المشروع الأول : مشروع توشكي :
لماذا توشكي ؟
المميزات الجغرافية لموقع توشكي :
تقع منطقة جنوب الوادي في الصحراء الغربية وهذه الصحراء تتضمن مجموعة منخفضات على خط موازى تقريباً لنهر النيل ويبعد عنة ما بين 50 إلى 200 كيلو متر ومنخفض جنوب الوادي يعتبر امتدادا طبيعيا لمنخفض الواحات الخارجة ويمتد جنوباً حتى وديان ومنخفضات توشكي جنوب أسوان بحوالي 250 كيلو متر وتبلغ مساحة منخفض جنوب الوادي حوالي 8 مليون فدان وإلى الغرب منة درب الأربعين الذي يصل السودان بمصر عبر الواحات الخارجة . بالإضافة إلى موارد وإمكانيات التنمية والاستثمار في هذه المناطق الواعدة فان للجنوب بعداً إستراتيجياً يجب العمل على تنميته وتلك قضية ترتبط بمستقبل الأمن القومي المصري لاسيما وأن جنوب الوادي يحتوى على ثروات طبيعية في باطن الأرض لا يجب إهمالها كذالك فإن وقوع المشروع في مناطق شاسعة من جنوب وغرب جمهورية مصر العربية يمثل دعما لأهداف التنمية الإستراتيجية نظراً لما يستتبع المشروع من تكثيف النشاط السكاني والتنموي والخدمات والتواصل مع دول الجوار وأهمها السودان وليبيا .
وقد بدأت دراسات منطقة جنوب الوادي وبخاصة الوادي الجديد في الخمسينات من القرن الماضي عندما أنشئت الهيئة العامة لتعمير الصحارى بهدف استصلاح الصحارى المصرية والتي كانت شبة معزولة بسبب حظر الدخول إليها والخروج منها دون تصريح خاص لذلك .
وكان من الطبيعي أن تبدأ دراسات هيئة تعمير الصحارى بالمسح الطبوغرافى والدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية والجيوفيزيقية وتصنيف التربة ثم البدء في تنفيذ المشروعات التجريبية في استصلاح الأراضي ، كما ظهرت فكرة تنمية الأراضي حول منخفض توشكي مواكبة لفكرة إنشاء السد العالي باعتبار أنة سوف يتيح إمكانيات لتحسين إدارة المياه وتوفير المناسيب والتصرفات اللازمة لها مباشرة من بحيرة السد العالي بحيرة ناصر .. وبدأ منذ ذلك الحين وضع عدة مقترحات فيما يختص طبيعة البنية الأساسية والمواقع والمساحات المقترحة للتنمية في هذه المنطقة . وخلال هذه الفترة أجريت العديد من الدراسات وبرامج وخطط التنمية نذكر منها على سبيل المثال الدراسات التي انتهت في عام 1963 عن كيفية الاستفادة بمياه بحيرة ناصر في زراعة الوديان وتغذية الخزانات الجوفية بالواحات المصرية وخاصة الواحات الخارجة ومناطق جنوب الوادي .
وقد تم في عام 1969 أعمال تصنيف التربة ووضعت عدة خيارات لترعة تمتد من خور توشكي عبر المنخفض إلى الوادي الجديد لاستصلاح بعض الأراضي الممتدة من جنوب الوادي إلى قرب مدينة الخارجة. ثم أعيد طرح هذا المشروع في صورة مخطط لتنمية الصحراء الغربية في الفترة من عام 1975 إلى 2025 حددت فيه عدة خيارات لمسارات الترعة معتمدة على الرفع الآلي لنقل المياه عبر المرتفع المحدد لمنطقة جنوب الوادي الجديد في حين تضمن اقتراح أخر إنشاء نفق ضخم لتفادى هذا الرفع الآلي لمياه الترعة .
وصدر في عام 1980 دراسة عن مشروع وادي جديد يبدأ من توشكي ماراً بجنوب الوادي الجديد فالواحات الخارجة ثم الداخلة فواحة الفرافرة والواحات البحرية وينتهي في منخفض القطارة ، كما قام مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء بالعديد من الدراسات التي شملت الحصر التصنيفي لأراضى المنطقة وإعداد الخرائط اللازمة وقد أظهرت هذه الدراسات وجود مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للاستزراع .
كما قامت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عام 1989 بالاشتراك مع معهد بحوث الصحراء بإعداد موسوعة الصحراء الغربية التي حوت في أجزائها الأربعة العديد من المعلومات والدراسات الخاصة بالموارد المائية والأرضية والسياحية والمصادر النباتية والحيوانية والتعدينية وأنشطة السكان منذ عصر الفراعنة وحتى الآن
وقامت الأجهزة البحثية بوزارة الموارد المائية والري بالعديد من الدراسات الميدانية تناولت تقييم الخزانات الجوفية وحصر الآبار الموجودة وتقييم حالتها الراهنة ومشاكل الصرف الزراعي بمنطقة جنوب الوادي الجديد ومحددات التنمية ومتطلبات إزالة معوقاتها .
وهذا يؤكد أن التوجه نحو تنمية جنوب الوادي ليس جديداً إذا ما أخذنا في الاعتبار إمكانيات وموارد التنمية المتواصلة ومن بينها الاستخدام المشترك للمياه السطحية والجوفية وموارد ومصادر التنمية الأخرى بهدف الخروج من التكدس بالوادي والدلتا إلى رحاب هذه المناطق الواعدة .
وفى أوائل التسعينات ومع التقدم الهائل في تقنيات الإنشاء والوسائل الميكانيكية والكهربائية ونظم التحكم وخلافة أمكن بلورة المشروع في وضعه الحالي والذي تفضل السيد الرئيس / محمد حسنى مبارك بتدشين بدء العمل به خلال شهر يناير 1997 لاستصلاح واستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكي .
وقد تم عدة دراسات هيدروجرافية وهيدروليكية لاختيار موقع المأخذ المغذى لمحطة الطلمبات العملاقة على الجانب الغربي لبحيرة ناصر من كلابشة حتى خور توشكي وحتى عمق 140 متراً من قاع البحيرة ، وقد وضع في الاعتبار الدراسات والبحوث قبل وأثناء وبعد أعمال التنفيذ لمراحل المشروع لضمان تحقيق النتائج المتوقعة ولتعظيم الفوائد المتوقعة من المشروع على أكمل وجه لمواجهة متطلبات الأجيال القادمة وسد احتياجاتهم المعيشية .
التعريف بتوشكي :
توشكي .. هي اسم مكون من مقطعين في اللهجة النوبية .. (توش) وهو اسم لنوع من الأزهار الطبية العطرية .. وهو نبات الغبيرة الذي كان ينمو بغزارة في وادي توشكي أما كلمة كي فمعناها الموطن أو المكان وبذلك (توشكي) تعنى موطن نبات الغبيرة ، ومنطقة توشكي كانت تضم قريتين إحداهما شرق النيل وتسمى توشكي شرق.. والأخرى غرب النيل وتسمى .. توشكي غرب ، وكان سكان توشكي يستخدمون المراكب الشراعية كوسيلة للتنقل بين القريتين عبر نهر النيل .
وتميزت قريتا توشكي (غرب وشرق) بمباني اعتمدت في بناءها على المواد والخامات المحلية من الطين والحجر الرملي النوبي المتوفرة في المنطقة أما الأسقف فكانت تصنع من جريد النخل المحمول على جذوع نخل أيضا وذلك كان يعمل على تلطيف حرارة الجو ، وتم تهجير أهالي القريتين وتمليكهم في الأراضي المستصلحة الجديدة بجوار مدينة كوم أميو بمحافظة أسوان في مركز نصر النوبة وسميت قريتهم بنفس الاسم وهو (توشكي) ويقع المشروع وبنيته الأساسية شمال خور توشكي حيث يبدأ بمحطة الرفع من بحيرة ناصر ثم القناة الرئيسية المغذية للمشروع .
إشارة الانطلاق :
بدأ مشروع تنمية جنوب الوادي في 9 يناير عام 1997 عندما أعطى السيد الرئيس/ محمد حسنى مبارك إشارة بدأ العمل بالمشروع ومعبراً سيادته عن أهمية المشروع حين قال :
"عندما نتوجه بأبصارنا من هذا الموقع عبر الأفق الفسيح الممتد حولنا فإننا نرى إلى اليسار صرحا تاريخياً فريداً من نوعه ودلالاته حيث شيد أجدادنا الأوائل البناءون العظام لحضارة عظيمة لم تزل شواهدها قائمة حتى اليوم .. معابد أبو سنبل .. ثم نتجه بأبصارنا صوب اليمين لنجد صرحاً أخر يتحدى الزمن ويقدم دليلاً مماثلاً على قدرة الإنسان المصري وإصراره حيث يقوم السد العالي من هذه البقعة الطاهرة على أرض الوطن حيث يتواصل جهد الإنسان المصري ليصل ماضية العريق بحاضرة المنعم بالأمل لتبدأ مصر ملحمة من ملاحم العمل الوطني تصل الحاضر بالمستقبل في مشروع قومي عملاق".
فلسفة المشروع :
تقوم فلسفة المشروع على فتح مجالات الاستثمار في المشروع للجميع سواء على المستوى القومي والمحلى والمشترك والمستثمرين وإعطاء الفرصة المناسبة للإسهام في إقامة وتشغيل البنية الأساسية التحتية أو الوحدات الإنتاجية والخدمية التي تتطلبها المجتمعات الجديدة ومن ناحية أخرى يتم تنفيذ خطة التنمية المنشودة لجنوب الوادي في إطار خطة قومية تحقق المصالح الوطنية بمفهومها الواسع الذي يستهدف خلق فرص عمل مناسبة وكافية تحقق رفاهية المجتمع ونموه في ظروف صحية تساعد على الإنتاج ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفرد والمجتمع من خلال الشراكة بين أجهزة الدولة وأجهزة القطاع الخاص والقطاع الاستثماري.
دور الحكـومة :
أ - دور الحكومة :
q إنشاء أعمال البنية القومية.. المحطة وشبكة القنوات الرئيسية .
q تشغيل وإدارة وصيانة البنية القومية للمشروع وتتولى الدولة القيام بمعظم مشروعات البنية القومية للمشروع مثل مشروع الترعة الرئيسية وفروعها بالإضافة إلى البيانات القومية الأخرى .
ب- التسهيلات المقدمة للمستثمرين :
كما ستقدم الدولة العديد من المزايا وضمانات وحوافز الاستثمار للمستثمرين مثل حرية إدارة المشروعات وحق تملك الأرض والعقارات لإقامة المشروعات أو توسيعها وحرية تسعير المنتجات ومعدل الربح وحماية المشروعات من التأميم أو المصادرة أو الحجز عليها بدون حكم قضائي كما كفلت الدولة للمستثمرين حرية الاستيراد والتصدير بمعرفتهم أو بمعرفة الآخرين ولهم حق الاحتفاظ بأموالهم الأجنبية لاستخدمها في تدبير احتياجات مشروعاتهم وكذالك حرية استخدام وإدارة عوائد الاستثمار .
بالإضافة إلى ذالك فان الدولة منحت المستثمرين العديد من الإعفاءات الضريبية على التجارة وعائدات الصناعة وكذالك إعفاء فوائد رأس المال من الضرائب في بعض الحالات وكذالك في بعض الإعفاءات الجمركية على المعدات الرأسمالية المستخدمة في المشروع .
جـ- توزيع الأراضي وفرص الشباب :
تحرص الدولة دائماً على مراعاة البعد الاجتماعي والاقتصادي معاً في تحقيق التنمية الشاملة فقد قامت بتخصيص مساحة 60 ألف فدان لتوزيعها على شباب الخريجين وصغار المنتفعين في هذه المرحلة من المشروع والمقترح توزيعها لكل منتفع في حدود 10افدنة مجهزة بأعمال البنية الداخلية ومسكن يتم إنشائه في قرى مجهزة بالمرافق والخدمات وعلى أن تروى هذه المساحات على مياه الآبار بنظام الري المتطور السائد بالمنطقة وتقوم الدولة بتحمل تكلفة هذه الأعمال على أن يتم تحصيلها على 15 قسط سنوي وكذالك تخصيص مساحة 100 فدان لذوى الاحتياجات الخاصة على احد الآبار التي قامت الوزارة بتنفيذها كما تم تخصيص 300 فدان لإنشاء معسكر دولي للشباب يكون ملتقى لشباب العالم يلحق به فروع إنتاجية يقوم الشباب بزراعتها .. هذا بالإضافة إلى تنظيم برنامج تدريبي سنوي لطلبة الكليات والمعاهد المتخصصة لإكسابهم الخبرات العملية واطلاعهم على احدث التقنيات في مجالات المشروع المختلفة .. وبهذا سيكون متاحاً للشباب أن يتملك الأراضي المستصلحة أو العمل في كافة المجالات مع الشركات الاستثمارية الكبرى سواء في النشاط الزراعي أو الصناعي أو التجاري أو الخدمي .
د- المدن الجديدة
تعد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الخطوط التمهيدية لإنشاء 18 مدينة فوق مساحة 800 ألف فدان بمنطقة توشكي .. وتبلغ مساحة المدينة الواحدة حوالي 35 ألف فدان وإن كانت سوف تتفاوت طبقا لموقعها ونوعية نشاطها الاقتصادي وإن كان يشترط في تحديد مختلف مواقعها مدى اقترابها من المواقع المختارة في الخريطة الاستثمارية لإقامة محطات المرافق المختلفة ، ومما لاشك فيه أن إقامة مجتمعات عمرانية جديدة أيضا في منطقة جنوب الوادي ستساهم في إيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من سكان الوادي والدلتا مما يساعد على تحسين الوضع في منطقة الوادي القديم والدلتا والذي أصبحت كثافته الآن من أعلى كثافات المناطق السكنية في العالم .
أهداف المشروع :
أهداف اقتصادية واجتماعية :
أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذا المشروع متعددة وبعيدة المدى والأثر ونذكر منها على سبيل المثال :
: التغلب على الفجوة الغذائية , وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 540 ألف فدان تصل في المستقبل إلى مليون فدان .
: تعظيم عائد الموارد المتاحة .
: زيادة الصادرات الزراعية مما يساعد في تقليل العجز في الميزان التجاري .
: توفير فرص عمل للكثير من الشباب وخاصة من شباب صعيد مصر .
: التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادي ودلتا النيل .
العمال :
إن مشروع تنمية جنوب الوادي سوف يساهم في خلق فرص عمالة جديدة وتحسين مستوى الأجور ومن ثم مستوى دخول هذه العمالة ، وفى مشروع جنوب الوادي تتمثل مصادر العمالة في التشغيل والإنتاج في أعمال استصلاح واستزراع أراضى المشروع , وإقامة البنية ومشروعات الإنتاج الحيواني ,وأعمال التصنيع الزراعي , وأعمال إقامة مجتمعات جديدة وأعمال الخدمات العامة والمرافق وغيرها وحاليا فإن هناك أكثر من سبعة ألاف وثمانمائة عامل يواصلون العمل ليلاً ونهاراً لإنجاز المشروع في مواعيده المقررة وتحقيق أهدافه .
وقد بدأت الحياة تدب بالفعل في مشروع توشكي وذلك بعد أن قام المستثمرون والعاملون بالمشروع بزراعة الخضروات والفواكه مثل المانجو وأشجار النخيل بالإضافة إلى المحاصيل التي تتم زراعتها في مصر لأول مرة مثل الأسبرجس وهو نوع من الخس وأيضاً الخرشوف البلدي والرومي والبصل الأمريكي بألوانه الأبيض والأحمر والأصفر ,وكذلك الخيار والبسلة وطماطم الشيرى والطماطم الحمراء العادية والفلفل الأبيض الذي يتم إنتاجه في صوب مبرمجة بالحاسب الآلي تروى بالمياه الجوفية وبدأت حركة التبادل التجاري تنشط في مدينة أبو سنبل وبلغ إجمالي التقديرات للسكان الممكن إقامتها في المراحل الأولى من المشروع إلى أكثر من نصف مليون فرد وتزداد تدريجياً إلى أكثر من ثلاثة ملاين على المدى البعيد .
الإنتاج زراعي:
ونظراً لأن مشروع جنوب الوادي سوف يستغل مساحات كبيرة من الأراضي البكر التي لم تزرع سابقاً , فأنة من الضروري الاستفادة من هذه الميزة للحصول على إنتاج نظيف خال من المؤثرات البيئية السلبية التي يسعى العالم للتخلص منها مثل الاستخدام المكثف للمبيدات والكيماويات الزراعية والعمل على استمرار نظافة البيئة بالحد من إدخال الآفات إليها .
كما أن الظروف المناخية لمنطقة المشروع سوف تساعد على إنتاج الخضروات بمواصفات تصديرية جيدة حيث يمكن استغلال الأرض لإنتاج الخضروات في الفترة من سبتمبر إلى أبريل أي حوالي 6-7 شهور سنوياً و مع استعمال التقنيات الجديدة في الري والتسميد والحماية التي تؤدى إلى إنتاج نظيف من محاصيل الخضر، ويعتبر النخيل دون منازع شجرة الفاكهة الموصى بها لمنطقة المشروع وذلك من الأصناف الجافة ونصف الجافة مع زراعة الأنواع المختلفة من الفاكهة وخاصة الفاكهة الاستوائية كما يمكن زراعة الزيتون والمشمش في الأجزاء الشمالية من الوادي وكذلك زراعة الثوم للتصدير بالإضافة إلى أمكانية إنتاج تقاوي بعض الخضر التي تحتاج إلى مناطق معزولة خالية من مسببات الأمراض لتوفير الاستيراد وتصدير الفائض كما أن المنطقة تصلح لإنتاج عدد من النباتات الطبية والعطرية مثل الكركديه والحناء والعرقسوس والكراوية والينسون وغيرها .
الإنتاج حيواني :
تتميز المحاصيل البقولية (البرسيم الحجازي) بإنتاجية تصل إلى 50 طن /عام للفدان الواحد وهى إنتاجية مرتفعة نظراً لملائمة الجو في هذه المنطقة وكذلك إنتاج الحبوب والاستفادة القصوى من المخلفات ونوعية الحيوانات المقترح ترتيبها في منطقة توشكي هي أبقار الفريزيان (الهولشتاين) كحيوانات لبن عالية الإدرار وكذلك حيوانات اللحم من العجول البقرى الناتجة سنويا والعجلات المستبعدة الغير صالحة للتربية والأمهات المستبعدة وتسمين الحاش (ذكور الإبل الصغيرة ) وهجن الأغنام وسيعتمد إنتاج الألبان على أبقار الفريزيان وغيرها من السلالات ، وسيعتمد إنتاج اللحوم الحمراء على كل من العجول البقرى والأمهات المستبعدة والعجلات الغير صالحة للتربية من مشروعات إنتاج الألبان وذلك بطاقة 40 ألف طن لحوم حمراء / عام وهذا يتطلب عمل وحدات تسمين مكثفة لتشطيب العجول ووصولها إلى وزن 450 كجم في خلال 14 -16 شهرا وذلك بطاقة 130 ألف رأس / عام مشروعات التسمين وذلك للاستفادة من ميزة قرب المنطقة من الحدود السودانية ويمكن عمل عدد من المحطات أو المشروعات السريعة لتسمين المواشي كما يمكن إنتاج لحوم الضأن وتربية النعام وغيرها من موارد الثروة الحيوانية .
الثروة المعدنية
هناك العديد من الثروات المعدنية في توشكي والتي تصلح لإقامة صناعات هامة قائمة على استغلال تلك الثروات بمنطقة الوادي مما يجعل من المنطقة أحد المراكز الهامة للصناعات التعدينية مثل معدن الحديد والذي يتوافر في شمال الأربعين وجبل الأسود وجرف حسين وكلابشة ومعدن الرصاص توجد الحجار الجيرية وأحجار الزينة مثل الرخام في المنطقة الواقعة بين مدينتي الخارجة وأسيوط .
توجد رمال المباني بكميات كبيرة وصخور البازلت ويوجد الكاولين في منطقة كلابشة وحالياً مازالت الأبحاث جارية من أجل استكشاف وتقييم المزيد من الثروات التعدينية وخاصة في المناطق جنوب واحة باريس وجبل كامل وجبل العوينات وحول منخفض الفرافرة .
مكونات المشروع :
يتكون المشروع من :
أ ) القناة الرئيسية وفروعها :
ترعة الشيخ زايد هي القناة الرئيسية لمشروع توشكي ويبلغ طولها 50.8 كم, ويبلغ جملة أطوال الأفرع الأربعة للترعة والدليلين التابعين لها حوالي 200 كم .
ب) محطة الرفع العملاقة (مبارك) :
تعد محطة طلمبات مبارك العملاقة للرفع من أكبر المحطات على مستوى العالم والتي تعتبر العمود الفقري لمشروع تنمية جنوب الوادي فقد تم استخدام أحدث التقنيات في تنفيذ هذه المحطة ، وتتكون محطة الرفع الرئيسية لقناة الشيخ زايد من 21 وحدة (منها 3 وحدات احتياطي) بالإضافة إلى إمكانية البدء في 3 وحدات أخرى وصممت المحطة بحيث يكون أقصى رفع إستاتيكى لها حوالي 52.5 متر مع ضمان استمرارية تشغيلها عندما ينخفض منسوب المياه ببحيرة ناصر إلى أدنى حد للتخزين الحي وهو 147.5 متر ومنسوب المياه بالقناة الرئيسية هو 200 متر فوق منسوب سطح البحر ويقدر التصرف التصميمي الأقصى لمحطة الرفع بمقدار 300م3/ثانية (25 مليون م3/يوم) ويمكن زيادتها إذا اقتضى الأمر في المستقبل من خلال الوحدات الثلاث المأخوذة في اعتبارات الإنشاء والمباني السكنية للعاملين بالمحطة تسع 900 عامل وفني ومزودة بكافة خدمات الإضاءة والصحة والثقافة .
أهم الأعمال المنفذة :
بدء تنفيذ مشروع ترعة الشيخ زايد في يناير 1997 , ويجري تنفيذ العمل وفقاً لجدول زمني محدد , وقد شهد عام 2003 بدء ضخ المياه في الترعة لأول مرة , ومن أهم الأعمال التي تم تنفيذها حتى الآن ما يلي :
Õ تنفيذ الأعمال المدنية لمحطة الرفع الرئيسية مبارك بنسبة 100% والانتهاء من تركيب جميع الوحدات (21 طلمبة) وتجربتها وتنفيذ التبطين والأعمال الصناعية .
Õ تم الانتهاء من أعمال الحفر بكامل طول الترعة الرئيسية بطول 50.8 كم ودليل فرعي (1) , (2) بطول 52 كيلو متر والأعمال الصناعية عليها , ودليل فرعي (3) , (4) بطول 18.5 كيلو متر ونحو 95% من فرع (3) , (4) بطول 82 كيلو متر والأعمال الصناعة , وأعمال التشجير والرصف بطول 60 كيلو متر .
Õ استكمال توسيع وتعميق قناة مفيض توشكي .
Õ الانتهاء من حفر وإنشاء 167 بئرا جوفيا , منها 114 بئرا إنتاجيا , و53 بئرا رقابيا .
Õ إنشاء مزرعتين تجريبيتين بمساحة 350 فدانا علي فرع (1) , ومساحة 500 فدان علي فرع (2) , وجاري إنشاء المزرعة التجريبية الثالثة علي فرع (4) بمساحة 1500 فدان .
Õ البدء في زراعة أراضي المرحلة الأول لمساحة 54 ألف فدان علي دليل فرعي (1) و (2) وفرع (2) تروي بمياه ترعة الشيخ زايد , بالإضافة إلي 35 ألف فدان تروي بالمياه الجوفية حول أراضي الأفرع الأربعة والدليلين لفرع (1) , (2) .
Õ بلغ جملة الاستثمارات المنفذة بالمشروع حوالي 4014 ملايين جنيه منذ بدء العمل , ومن المستهدف تنفيذ استثمارات قدرها 431 مليون جنيه .
مصادر المياه :
تتركز موارد مصر المائية أساسا في مياه النيل وحصة مصر منها 55.5 مليار م3 سنويا طبقاً للاتفاقية الموقعة مع السودان عام 1959 بالإضافة إلى مليار م3 أمطار وحوالي 7.5 مليار م3 مياه جوفية . هذا بالإضافة إلى إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وهى حوالي 5 مليار م3 والمياه غير التقليدية الأخرى .. وقد قدرت الاحتياجات للمنطقة في المرحلة الأولى بمقدار 5 مليار م3 في العام على أساس زراعة 500 ألف فدان ومع التقدم في أعمال الاستصلاح وإجادة استخدام تكنولوجيات الري الحديث فسوف يكون بالإمكان التوسع في المساحة المنزرعة والأنشطة الأخرى
وتدخل حصة المشروع من المياه ضمن البرامج والسياسات المائية الخاصة بالتوسع في مساحة 3.4 مليون فدان حتى عام 2017 والتي تتركز على المحاور الآتية:
& الحد من زراعة المحاصيل الشرهة للمياه وذلك من خلال تقليل المساحات المنزرعة بالمحاصيل ذات الاستهلاك المائي المرتفع داخل الوادي والدلتا وإيجاد بدائل لها يمكن أن توفر حوالي 3 مليار م3 في السنة .
& مشروعات تطوير الري والتي تهدف إلى استقطاب الفاقد من مياه الري بشبكة الري الحالية والتي سوف توفر ما يقرب من 3-4 مليار سنوياً في نهاية الخطة عام 2012 .
& مشروعات الصرف الزراعي وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ذات النوعية المناسبة والتي سوف تؤدى إلى توفير وإعادة استخدام 3.5 مليار م3 سنوياً حتى عام 2017.
& مشروعات تنمية المياه الجوفية عن طريق تكثيف شبكات الآبار في كل من الوادي والدلتا والصحراء الغربية وسيناء لزيادة استخدامات المياه الجوفية إلى حوالي 4 مليار م3 سنوياً حتى عام 2017 .
& زيادة التعاون مع دول حوض النيل لاستقطاب فواقد أعالي النيل لصالح مشروعات التنمية في دول الحوض .
معلومات خاصة مرتبطة بالمشروع :
تعتمد الأراضي الجديدة في توشكي على مياه النيل والمياه الجوفية أيضاً والتي تأتى ضمن البرامج الأساسية للسياسة المائية للوزارة ومن المعروف أن وجود خزان الحجر الرملي النوبي بمنطقة توشكي والذي أثبتت الدراسات الاقتصادية أن معدلات تنمية المياه الجوفية في منطقة جنوب الوادي والصحراء الغربية يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 2.5 مليار م3 سنوياً في حدود السحب الاقتصادي والأمن مما أعطى المشروع ميزة كبرى وهى أنة ولأول مرة في تاريخ مشروعات الزراعات المروية في مصر يتم استخدام خزانات المياه الجوفية حيث يبلغ عدد الآبار المستهدف تنفيذها 316 بئر إنتاجي لزراعة حوالي 36 ألف فدان بمناطق متفرقة وقد تم الانتهاء من حفر عدد 137 بئر جوفي زود حوالي 15 بئر منها بالري المطور ، أما أعمال الشحن الصناعي لخزان المياه الجوفية فقد بدأت في نوفمبر عام 1999 باستخدام مياه الفيضان الزائدة من خور توشكي في شمال أبو سمبل بتكلفة تقدر بحوالي 7 مليون جنيه .
الأعمال الصناعية :
تم إقامة عدة أعمال صناعية مائية مثل كباري وقناطر حجز على مسار الترعة الرئيسية وأهمها : كوبري ك11 وكوبري ك21 وكوبري ك31 وكوبري ك 40 وكوبري ك49 وقنطرة حجز كيلو 30 ومفيض الترعة كيلو 50 ، فم دليل فرع (1) و (2) والكباري والفتحات اللازمة عليه ، فم الفرع رقم (1) والفرع (2) والكباري والفتحات على الفرعين ، فم دليل فرع (3و4) بالإضافة إلى محطات الرفع والكباري والفتحات الموزعة على الفرع 3 ، سحارة دليل فرع (3و4) أسفل قناة مفيض توشكي ، و بالنســبة لمحطات الرفع يوجد ثلاث محطات رفع على فرع 3 محطة (1) عند ك 11.80 تخدم زمام 90 ألف فدان ومحطة (2) عند ك 14.30 تخدم زمام 60 ألف فدان و محطة (3)عند ك 23.67 تخدم زمام 30 ألف فدان كما يوجد ثلاث محطات على فرع 4 تخدم زمام 90 ألف فدان أيضا
استغلال المياه الجوفية :
نظراً للوقت الذي تطلبه البنية الأســاسية للمشروع من إنشاء محطة الرفع الرئيسية والفروع والأعمال الصناعية فقد رؤى الاستفادة من المياه الجوفية المتاحة حالياً في توفير الاحتياجات المائية لمتطلبات التنفيذ والتشغيل واحتياجات الشرب والأنشطة القائمة وإنشـاء وتشغيل المزارع التجريبية وكذلك إنشــاء نواه لمجتمعات زراعية جديدة أساسها الخريجين والعاملين بالمنطقة ويسير العمل في هذا الاتجاه من خلال محورين هما :
المحور الأول : على امت�
ساحة النقاش