دبـابيـس سيـاســيـة
بقلـم : لــواء أمـيــن منصور
كاتب وباحث : وعضو المنظمة العالمية للكتاب الأفريقيين والأسيويين بالقـاهــــرة
الحزب الواطى ...بح مش كدة صح الصح ؟
خالتي ستوتة مبسوطة وجاءت تقدم التهاني وهى بتزغرت وتهلل مع أنني كنت جالس أقزقز لب وسوداني ولما رأتني مصمصت شفايفها من العجب كأني في وادي تانى وقالت لي في تهكم وسخرية مالك يا فيلسوف العبر مش واخد بالك من تقديمنا للتهاني ده مصر المحروسة فرحانة ومبسوطة من حل الحزب الواطى والمقرات أصبحت مدهوسة بالأقدام والنِعال مضغوطة من كثرة الزوار والمهنئين والمرحبين بحكم المحكمة اللي رجعت لينا تانى وأنت جالس غير مهتم تقزقز لب وسوداني ولا على بالك أننا فرحانين ونتقبل التهاني والقُبلات الودية والناس مظقططين علشان مصر رجعت لينا تانى وتانى ولا أنت مش من ضمن الفرحانين بتقبل التهاني قلت لها يا خالتي ستوتة : طيب ده أنتِ ست العارفين أنىِ أتبهدلت من زبانية الحزب الواطى المتخلفين وبالأخص منهم شلة المنافقين والمنتفعين واللي حاولوا تشويه صورتي في نظر السادة الوزراء منهم وحتى المحافظين لأني كنت واحد من التابعين للخط والصراط المستقيم وهذا لم يعجبهم فكانت المكائد تحاك ضدي من كل عضو وبخاصة من التافهين الذين لا أصل لهم ولا وزن في قيمة ومعدن الرجال المحترمين عرفتى إزاى يا خالتي ستوتة أنني كنت ومازلت من أشد المحيين والمُعجبين من حكم المحكمة المتين واللي صدر كوسام شرف على جباه كل المصرين بعدما عشنا وشفنا أيام الذل المهين من كثير من الطبالين والزمارين واللي كانوا منتسبين للحزب الواطى وهم في الأغلب الأعم من الجاهلين والأفاقين والمحترم فيهم كان يبحث عن دورُ ثمين للمنفعة الخاصة حتى ولو جثة أياً من السادة المحترمين والآخرين ولو وصل الأمر إلى تشويه سمعتهم ولو بالطين لأنهم يا خالتي ستوتة تربوا على أن يكونوا من زمرة المتْهزئين والمُهزئين وضياع الكرامة التي تم إلغائها من قاموس السادة المنتفعين وأصحاب المصالح والتي حصلوا عليها من غير وعى أخلاقي أو على الأقل القليل من ثوابت الدين وأهم مميزاتهم أنهم كانوا نصابين وبالرمش يتغامزون ويسخرون من عباد الله المكرمون قاطعتني خالتي ستوتة وأنا بتكلم وأُسهب في تناول السادة .........المحترمين وقالت لي : هو أنت ما صدقتْ كلمتك وأتيت لي من الأخر ولا الضالين أمين قلت لها يا خالتي ستوتة : لأني مفروس من أعضاء الحزب الواطى الفاسدين اللي بصيرتهم كانت بها عشي ليلى ولا يرون أمامهم ولا يحسوا إلا بالوحل والطين ونسوا أن الله العلى القدير إذا أخذ الظالم أخذه أخذ عزيز مقتدر لأنه أعلم بمؤامرات الظالمين والذين هم لحقوق الناس منتهكين فجأة وقفت خالتي ستوتة وأخذت تلملم في ثيابها وتقول : مش ده المهم يا فيلسوف العبر نحن جميعاً لمحزونين وعشنا أيام سوده أسود من شعر الرأس فى الليل الحالك البهيم ومرارة الحنظل من الحزب الواطى أيام حكم فرعون الفراعين ولكن أنا أسألك عن قزقزة اللب والسوداني وأنت جالس وشكلك أنك من غير المهتمين بفرحة الناس المساكين وفكرتني بأعضاء مجلس الشعب المنحل المقزقزين لأكياس اللب والسوداني وما يضرش شوية تين وهم نائمين حتى ظننت أنك واحد منهم يا طرظان الغالبة والمساكين ضحكت من قلبي وقلت لها : يا خالتي ستوتة أعوذ بالله القوى المتين قيوم السموات السبع و الأراضين أن أكون واحد منهم لأنهم عار على جباه كل المصرين وأنا عارف أنكِ مش هتسبينى في حالي إلا لما تعرفي أصل اللب والسوداني من عند مين وأنا جالس أقزقز في هدوء تام فشر السكرانين قالت لي ستوتة بالتأكيد أريد أن اعرف من أي مقلة أتيت بهم وتركوك تقزقز بهدوء الناس النائمين على الشمال والسرحانين على اليمين بالضبط كما كان يحدث في مجلس شعب السادة السابقين المنحلين ضحكت تانى وقلت لها يا خالتي ستوتة أقول الحق وأنتي تعرفين أنى لم أكن في يوم من الأيام من الكاذبين ولكن بشرط أن تتُركين المجلس وترحلين علشان حدث لي صداع من كلامكِ الأليم قالت لي : قل ما عندك وبسرعة وبدون تطويل وإياك أن تلعب معي لعبة على بابا والحرامية الأربعين المستخبيين ضحكت تانى وقلت لها : يا خالتي ستوتة أسكتي هو أنتِ ما عرفتيش أنهم في سجن طرة بيلعبوا كورة وبالبطاطين الصوف متغطين ضحكت ستوتة من قلبها وزغرتت وقالت : ألف نهار أبيض يا أبن عمى أمين الله يرحم ولدك اللي رباك على الأصالة والإصرار والعناد في الحق وعدم الخوف من ظالم حتى ولو كان شيخ الطبالين قلت لها : اللهم تقبل يا رب العالمين مع السلامة يا خالتي ستوتة واتركيني شوية علشان الباب بيخبط ومن فضلك شوفي مين قالت ستوتة : يعنى أتفضل أمشى من غير أحم أو دستور الدساتير قلت لها : العفو يا خالتي ستوتة ده أنتِ مشرفانا ومشرفه كل الحاضرين قالت ستوتة : ما فيش فائدة لازم أعرف اللب والسوداني ده من عند مين قلت لها : ضاق صدري من عنادك وإصرارك ده كتير وغير معقولين ومع ذلك أسمعي يا ست العارفين كنت بالأمس في ضيافة أحد المقربين بمجلس الشعب المنحل واللي كان من الجدد الفرحانين ويا فرحة ما تمت بعد صرف الملايين فعزم عليهّ باللب والسوداني اللي كانوا جاهزين للقزقزة تحت القبة قبل ثورة 25 فهمتي وعرفتى من أين اللب والسوداني يا ستوتة المحبين والمعجبين وأنتم يا سادة يا قراء يا محترمين تقبلوا تحياتي وتقدير لواء أمين فيلسوف العبر من أبوكبير حتى ميدان التحرير وإلى اللقاء في محبة الوطن والله رب العالمين قولوا أمين وأن أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين بالتأكيد أنتم فاهمين
لمزيد من التواصل يرجى التداخل على العنوان التالي [email protected]
ساحة النقاش