التعـليـم الـعـــربــي والـتـنـمـيــــة الإنسانيــة ... وتحديـــات التـطـبـيـق
للكاتب والباحث :
لــواء أميـن منصـور
|
لعلنا في هذا الكتاب نتناول قضية تعليمية تعد من المنظور الواقعي والعملي لها الكثير من الأهمية لما لهذه القضية التربوية من أثار سلبية لابد من تداركها لأنها تمثل عوائق بشرية وتحديات في التطبيق الواقعي لمنظومة التعليم وبخاصة قضية التنمية الإنسانية من الناحية الأخلاقية وتطبيق النظام المعمول به في كثير من المؤسسات التربوية في عالمنا العربي وتأثير ذلك على مخرجات التعليم الذي يعتبر هو الهدف الأساسي لأي منظومة تعليمية . ولن يتأتى ذلك أو بالأحرى لن نستطيع أن نجنى ثمار التعليم الصحيح إلا إذا قمنا بمعالجة أشياء رئيسية في هذا المجال ولعل أهمها ما يلي هو تناول معوقات الحرية والنظام بالبحث الجدي في مراحل التعليم المختلفة . لأن التربية عن طرق الحرية ومكتسباتها الشرعية تعطى دافعاً لتنمية الطاقات الإنسانية لكل الأفراد .فضلاً عن بحث مسألة التوافق النفسي لكل الأفراد من الطلاب والمعلمين التربويين لما يسمى بالنظام التعليمي وبما يسمى بالأوامر المدرسية حيث أن تناول هذه الأنظمة وتطبيقاتها في بلداننا العربية تتم بصورة في كثير من الأحيان بصيغة تنفيذ الأوامر حتى ولو كانت خطأ فليست هناك فرصة أو مساحة لإبداء الرأي أو المشورة في النظام التعليمي وفى الغالب يحدث خلل في المنظومة التعليمية نتيجة الصراع الفكري والمهني بين القديم والحديث على الساحة التعليمية . ويجب أن نعرف أولاً وقبل كل شيء أن كل وجهات النظر التحريرية تعترف بضرورة إباحة قسط من الحرية داخل نطاق الحدود الخلقية التي تضعها المدرسة والتي يجب أن يخضع لها طائعاً مختاراً وبعبارة أخرى يجب أن يتمتع بالحرية ويخضع للنظام في نفس الوقت مما يدفعنا بالمطالبة بضرورة إيجاد الضبط المهني والتعليمي والتربوي . حيث أن عملية الضبط عملية تربوية لا تستقيم الحياة في شتى
----------------------------------------------------------------
(1)
مناحيها إلا في ظلها مقترنة بالتربية حيث بها يسود النظام واللوائح التعليمية والتربوية المنظمة للعمل وللتربية وبها تستقيم الأخلاق وينضبط السلوك وتحفظ الحقوق وتصان الحريات وتزدهر القيم والمعاني النبيلة ويسود أهلها وطلبها وتنحسر الفوضى وعدم الانضباط وينزوي أصحابها وعملية الضبط واحترام النظام بكل أشكاله تبدأ من مراحل مبكرة لدى الأطفال . ولن يأتي ذلك إلا بوجود قيادة إدارية تربوية مدربه على أعلى المستويات المهنية التربوية لاتخاذ القرارات التربوية السليمة والصحيحة حيث أن عملية صنع القرارات هي محور العملية الإدارية وأصبح مقدار النجاح الذي تحققه أية منظمة أو مؤسسة يتوقف إلى حد بعيد على قدرة وكفاية قيادتها في صنع القرارات المناسبة ذلك أن عملية صنع القرارات تشمل من الناحية العلمية كافة جوانب التنظيم وأنها لا تقل أهمية عن عملية التنفيذ وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً وأن أي تفكير في العملية الإدارية ينبغي أن يركز على أسس وأساليب صنع القرارات كما يركز على أسس وإجراءات تنفيذها . ومن ناحية أخرى نركز في هذا الكتاب على قضية أخرى لا تقل أهمية عما ذكرناه ألا وهى القضية الأخلاقية لأن عملية التربية ذاتها تعتبر عملية خُلقية مادام هدفها الارتقاء بخبرة الفرد والجماعة إلى مستويات أفضل باستمرار . فالنمو هو الغرض الأسمى للتربية . فليس الكمال من حيث هو غاية أخيرة هو الغرض الذي يجب أن نجعله نصب أعيننا في الحياة ولكن هذا الغرض هو عملية الكمال أو النضج والتهذيب المستمرة المتواصلة . ومن ذلك فإن الأمانة والاجتهاد والاعتدال والعدالة والصحة والثروة والعلم ليست مجرد أنواع من القيم نثبتها عند الناشئين على أنها ثابتة تنشد لتدرك وإنما هي اتجاهات تغير يجب أن يحدث في نوع الخبرة وتعبر عن نفسها في سلوك الناشئين . ولهذا نؤكد على أن النظام التربوي العربي في المجتمعات العربية من الخطورة بمكان لأنه يخاطب وجدان الأفراد والجماعات ويتعامل مع قيمهم وتراثهم المادي والمعنوي على حد سواء . وإذا كان التركيز في التعرف على وظيفة هذا النظام تعود إلى المؤسسة التعليمية أو الجامعة كمؤسسة تربوية فلأنها تقوم بالدور المباشر في النشاط التربوي للنشء دون إخلال دور كافة الأجهزة والمؤسسات الأخرى بالمجتمعات العربية .
تــوقيـــع
لواء أمين------------------------------------------------------------------------
(2)
|
[1]
(3)
· اعتبـار المدرســة وحـدة التطــويــر الأسـاسيـــة · الحريــة والنظـام فـي مراحل التعليــم · النشـاط التمثيلــي للطفـل فـي مراحلــه العمريــة · دور النـوادي ومراكز الشبــاب تربويـاً في مزاولة الأنشطــة · مجـال تقسيـم الأنشطة يتوقف علــى الأشكــال الاجتماعيـــة · التربيــة عـن طريق الحريـة · هـل هنـاك فـرق بين النظــام والأوامــر المدرسيــــة |
(4)
الحرية والنظام في مراحل التعليم المختلفة
هناك أصوات مختلفة ومتباينة تناولت موضوع الحرية والنظام في مراحل التعليم المختلفة فمنهم من يقول : إن النظام تقليد التربية والواقع أن التربية كنظام أو تدريب فكرة انحدرت إلى التعليم من خلال العصور الماضية . فقد كان آباؤنا وأجدادنا ومربينا يرون أن من واجبهم أن يغيروا ويعدلوا من طبيعة الطفل أو النشء الصغير ويجعلوا تربية الطفل تسير على درب تربيتهم هم في الماضي الذي تربوا عليه ووفق كونها مازالت حاضرة في أذهانهم .
وقد استمر الحال على هذا النحو حتى حدث كثير من التغيرات والتطورات في وسائل التربية وفق صيرورة التغير الحتمي الذي يتبدل فيه كل شيء حتى في وسائل التربية والتعليم مما استحدث نظام جديد في التربية وهو أن يقوم المعلم بتربية النشىء الصغير من منطلق فلسفة جديدة تسمى ( درب الطفل على الطريقة التي تحب أن يكون عليها . فإنه إذا شب وتربى وترعرع عليها لن يحيد عنها ) إلى أن جاءت فلسفات أخرى عدلت مسار وسائل التربية فمنها من يدعو إلى فلسفة جديدة وهى ( التربية عن طريق الحرية ) وقد نادي أصحاب هذا الاتجاه بمنح الطفل الحرية ليعبر عن ميوله ومواهبه كما يشاء وجاء فريق أخر يدعو إلى تربية الطفل على فلسفة تربوية أخرى وهى ( تربية الطفل عن طريق الأنشطة واللعب ) ويدعوا أصحاب هذا الاتجاه إلى ضرورة الاهتمام بالأنشطة الصفية واللاصفية ومزاولة الاختراع حيث أنها الوسيلة الأفضل والأجدر وحيثياتهم التربوية في ذلك هو الأتي :
· لمزاولة الأنشطة والاختراع في حياة الأطفال أهمية كبيرة داخل المنظومة الاجتماعية لأن الأنشطة بمختلف أنواعها تقوم أساساً على مبدأ الإيجابية والفاعلية من جانب الأطفال ويتم من خلال هذه الأنشطة المتنوعة ممارسة أنواع من النشاط التي لها معنى ودلالة ذات فائدة كبيرة من خلال هذه الممارسة يكتسب الطفل المهارات الأساسية ويتعلمها حتى يستطيع أن يكون له دوراً إيجابياً في حل مشكلات ذات معنى
-----------------------------------------------------------
(5)
بالنسبة له وبخاصة إذا كان الموقف الذي يتفاعل فيه الطفل متفقاً مع ميوله الحقيقية حيث تعتبر الميول التي لدى الأطفال دوافع يمكن استغلالها في المجتمع والبيئة المحيطة به بحيث يمكن الاستعانة بها في تحديد المواقف التي يقبل عليها الأطفال وينشطون فيها لأنها مبنية على ميول هؤلاء الأطفال ثم يتم توجيه هذه الميول إلى النشاط المطلوب والمرغوب الذي ينبع من هذه الميول ويشبعها ويقصد التي يتصورها الكبار وفرضها على الصغار .
· ويقصد أيضاً بالميول الحقيقية وليست الميول الطارئة التي تخبو بمجرد فتور ما يتعلق بميول الأطفال من حماسة في اختراع شيئاً ما مثلاً فهناك من تستمر معه الحماسة في التفكير في اختراع شيء متعلق بحاجات الأطفال ويعمل بصفة مستمرة على تحقيقها وهناك من تأخذه الحماسة لتلبية حاجات معينة ويتحمس لها ولكن سرعان ما يقوم هذا الطالب المتحمس بنسيان الأمر برمته ويصاب بالفتور . وجدير بالذكر أن على الكبار وأولياء الأمور والمعلمين والأخصائيين في مجال التربية والتعليم وفى مجال الطفولة عليهم دور كبير في التعرف على الميول الحقيقية للأطفال وعليهم بالتوجيه وإرشادهم نحو معرفة الميل الحقيقي الدائم والأصيل والبعد عما ياستهويهم من ميول مواقف طارئة تزول طالما يتبينوا إما صعوبتها أو استحالة إشباعهم أو عدم جدواها وفائدتها بالنسبة لهم . ويجب أن ندرك أن تحقيق ذلك يستلزم حث الطفل على مزاولة النشاط الذي يعود بالفائدة حتى يتحمس لما يقوم به ويقوده النشاط إلى نشاط جديد بصورة نابعة من ذاته وليس مفروضاً عليه من الخارج (1) ويجب استخدام المرونة مع الطلاب والتلاميذ والأطفال عموماً على أساس أن الاهتمام بميول الأطفال لا يعنى قصر هذا الاهتمام على الميول المشتركة فقط
------------------------------------------------------------------------------
(1) محاضرات في المناهج – قسم المناهج – كلية التربية –جامعة الزقازيق عام 2001 – ص214
(6)
فنمو الطفل كفرد هو غاية وهدف في أن واحد ومن ثم تسمح هذه المرونة بإعطاء عناية للأنشطة والميول التي تظهر لدى كل طفل أو كل مجموعة من الطلاب والتلاميذ وذلك عن طريق ممارسة الطالب والتلميذ للنشاط التعاوني المشترك مع غيره من الأطفال وممارسته أيضاً وفى ذات الوقت عن طريق ما يهيأ له من النشاط الذي يظهره نحو ميل خاص يختلف فيه عن بقية ميول زملائه مما يكسبه الخبرات أثناء مزاولة الأنشطة الفعالة لأحداث التغيير عند الطلاب لأن الخبرة أو النشاط موقف يتطلب تفاعلاً مع متغيرات المجتمع وربط بين جوانبها وتغيراً في أخر الأمر من جميع الجوانب الاجتماعية .
لهذا لم يعد النشاط ترفاً ولا جزءاً هامشياً في حياة الطلاب والتلاميذ ولم يعد ولم يعد مقتصراً على التمرينات الرياضية أو الرحلات بمعناه التقليدي بل اتسع مفهوم النشاط ليشمل الإيجابية والتجارب في شتى المواقف الحياتية والقيام بالتحصيل والدراسة الذاتية مما يلزم أن يتطلب وجود توجيه وتخطيط دقيق منظم بدون ضغط أو إجبار من المختصين حتى يكون هناك قبول يرتبط بالميول والدوافع الداخلية عند الطفل . ومعنى ذلك أن يتم تحديد الأنشطة المختلفة المترابطة أولاً كل نشاط على حدة ثم العمل على التوفيق بين الميول ووجهات النظر بين قبول الأطفال على الأنشطة وبين ممارستها الفعلية .
· والنشاط بصفة عامة يقضى على اللفظية بحيث يؤدى إلى اكتساب الخبرة بالتجربة وإحداث تغيير حقيقي عند الطفل مما يستتبع إحداث تغيير جوهري في الواقع الذي يحتله داخل مجتمعه كذلك فإن النشاط يكسب الطلاب كثيراً من المهارات الاجتماعية والشخصية مثل مهارة التحدث في جماعة ومناقشة الآخرين واحترام آرائهم والتعامل بأدب مع الآخرين وأيضاً مهارة الابتكار والاختراع (2) مما يحققه النشاط المتنوع أيضاً في الزيارات الميدانية وفى جمعيات الرحلات والتمثيل والجماعات الدينية .
-----------------------------------------------------------
(2) نفس المصدر السابق – ص148
(7)
لهذا فإن النشاط يلعب دوراً هاماً في الربط بين المؤسسات التعليمية بكافة أنواعها وبين المجتمع والبيئة المحلية مما يجعل للنشاط وظيفة اجتماعية وتأثيراً مباشراً في المجتمع تعمل على إحداث تغيير في المجتمع نتيجة ارتباط البيئة المحلية بكافة أنواع النشاط والتي تعمل على رفع كفاءة التلاميذ في تلك البيئة .
· وتأتى أهمية النشاط في تعميق التحصيل المعرفي والثقافي والعلمي لكافة المعارف عند التلاميذ وكذلك يوسع دوائر حياتهم وإكسابهم المهارات المتعددة لعل أهمها تنمية الإحساس بالواقع وتنمية القدرة على التنظيم وتنمية إبراز مواهب التلاميذ وتنمية القدرات المختلفة مثل القدرات الموسيقية والغناء والتمثيل والرسم والنحت والأدب والنشاط الاجتماعي والقيادة .
ومع كل ما تقدم يجب أن تمارس هذه الأنشطة طبقاً للواقع البيئي المحلى وبما يتفق مع الواقع الاجتماعي العربي الذي يعيش فيه الطالب أو التلميذ العربي وأن لا تمارس هذه الأنشطة طبقاً مع الاستيراد الغربي الذي لا يتفق مع الواقع البيئي العربي . ولهذا وجب التنبيه على تعلق بعض المجتمعات العربية باستيراد وتجديد العديد من الأنشطة التي تتبع فلسفات غربية أمريكية مغايرة لفلسفتنا لا تؤدى في النهاية برغم الجهود المبذولة في هذا المجال إلا الوصول بالتلاميذ إلى الانفصام في الشخصية أو الوصول بالأطفال إلى ما يسمى بالاغتراب داخل الأوطان .
لهذا يجب محاولة الإفادة من الإمكانيات الموجودة في الميدان الواقعي العربي ومحاولة الربط بين ما هو موجود بالميدان العربي بالفعل من إمكانيات وبين الأنشطة المحلية للأطفال ووضع الاستراتيجيات والوسائل التي تتبع في تنظيم المجال النشاطي للتلاميذ كي ينشط ويغير من سلوكه بجميع جوانبه وللقضاء على حالة الاغتراب عند الأطفال في الوطن العربي للقضاء على الانفصام في الاتجاهات لديهم وللإفادة من الواقع المجتمعي البيئي
-----------------------------------------------------------
(8)
وللاستفادة من طاقات الأطفال يجب العمل على ما يأتي :
(1) تنمية التطلع لدى الطلاب والتلاميذ وتمكينهم من السعي لفهم الأشياء والظواهر واتخاذ مواقف المستكشف له .
(2) إثارة اهتمام الأطفال وبواعثهم المختلفة بالنشاط المتعلق بميولهم وجعلها متصلة بحاجاتهم .
(3) تنمية النزعة الإقدامية في التلاميذ إلى مواجهة المشكلات وتشخيص المواقف وتحليل الظواهر واستقرائها والوصول إلى استنتاجات عنها تكمن فيها حلول تلك المشكلات بأنفسهم وبالتالي تنمية المواقف العقلية وممارسة التفكير الإيجابي لفهم البيئة والمجتمع بصفة عامة .
(4) جعل الطلاب يتسمون بالمتعة من ناحية وبالمنفعة من ناحية أخرى فيأخذون مثلاً من اللعب ما فيه المتعة والمسرة ويأخذون من العمل ما فيه من المنفعة وبهذا تتكامل العناصر الأساسية في مزاولة الأنشطة .
(5) تنمية الأساليب الديمقراطية في التعاون والمشاركة في الرأي واحترام الآخرين وإكسابهم من الصغر تحمل المسئولية وتنمية الإحساس بالمصلحة العامة لمجتمعاتهم
(6) تنمية الاستقلال لدى التلاميذ كما ننمى لديهم الإحساس بأنهم يستطيعون أن يعملوا مستقلين وبالتالي يصبحون قادرين على الاعتماد على أنفسهم (3)
(7) تعزيز العلاقة الإيجابية بين التلاميذ وبين المحيطين بهم وتوليد الثقة والاحترام المتبادل بين الجميع
(8) دعم وتنمية قدرة التمكين المهارى لديهم وهى الغاية المتوخاه من عملية مزاولة الأنشطة .
(9) تدعيم روح التعاون والعمل الجماعي بين التلاميذ وتعزى الأسلوب الديمقراطي .
(10) تنمية قدرات البحث والاستقصاء والاستنتاج وتنمية المستويات المعرفية عند التلاميذ مثل التحليل والتركيب والتقويم الذاتي والموضوعي في استخدام المعلومات والمعارف العامة .
-----------------------------------------------------------
(3) نفس المصدر السابق – ص118
(9)
(11) توزيع المسئوليات وإشراك التلاميذ في اتخاذ القرارات .
(12) إظهار الود والفهم وتبادل الاحترام في علاقات التلاميذ وفى كل أنماط السلوك الاجتماعي .
(13) التفاهم المتبادل بين التلاميذ وبين الكبار وتقبل معاييرهم وفهم إطارهم المرجعي .
(14) العمل على تحويل النشاط المتمركز حول الذات إلى عمل متمركز حول الجماعة
(15) التقليل إلى أقصى حد ممكن من استخدام السلطة المركزية مما يساعد التلاميذ على الإبداع والاختراع .
(16) مساعدة التلاميذ على الاندماج مع الجماعة والتوافق الاجتماعي وتبادل الاتصال وتبادل الآراء وتدارس المشكلات والحلول في حرية ووضوح وتقارب الإطار المرجعي عند كل الأطراف والتدريب على وضوح التفكير واتخاذ القرارات وسرعة البت في الأمور وبخاصة الطارئة والمفاجئة .
(17) التدريب على النقد البناء في الأمور والنقد الذاتي وتقبل جميع الآراء دون تعصب .
(18) إعطاء المسئولية لكل طالب ولكل تلميذ راغب فيها وقادر عليها ومستعد لتحملها (4)
النشاط التمثيلي للطفل في مراحله العمرية
النشاط التمثيلي عند الطفل هو سلوك حقيقي وطبيعي وهو يعتبر نوع من الفن لم يخترعه . لهذا نجد أن أساس هذا النشاط هو اللعب وهو بمثابة جزء من حياة التلاميذ وطريقة سهلة في التفكير والاسترخاء والعمل والتذكر والتجربة والإبداع .
والتلميذ والطفل يكون في أفضل حالاته من النشاط أثناء اللعب وخاصة عندما يلقى الرعاية والاهتمام من الكبار بشرط عدم التدخل والرابط بين لعب الطفل والتلاميذ.
--------------------------------------------------------------
(4) د. حامد عبد السلام زهران – علم النفس الاجتماعي – عالم الكتب – 1977 - 294
(10)
وهذا النشاط يظهر أثناء اللعب في لحظات تشخيص مواقف شعورية تؤدى إلى وجود مصطلح يسمى اللعب التمثيلي Dramatic play أو النشاط التمثيلي وفيه نجد الطفل هو الممثل والمتفرج الذي يعمل ويكتشف الحياة دون اعتبار لما يفهمه الكبار وفى هذا النشاط التمثيلي قد يلعب الطفل دور أب أو سائق حافلة أو ساعي بريد وقد يتخيل الطفل العصا حصاناً والدمية طفلاً . وهكذا نجد الأطفال يؤدون أدواراً تمثيلية في مواقف يتخيلونها أو يفترضون وجودها ويبدأ هذا النشاط مع الطفل في أشهره الأولى فالأصوات المختلفة تجذب اهتمام الطفل إذ أن الطفل مولع بالأصوات . لهذا نجد أن الطفل يهتم بالصراخ والمناغاة فيشارك الكبير الطفل في نشاطه هذا بدمج الكلام والأصوات والموسيقى وأنواع أخرى من اللعب التمثيلي والذي يعد ممارسة وإعداد للحياة ولابد للكبير من أن يعطى الطفل الفرصة ليلعب ويقوم بالحركات التي يلهو بها الطفل أخذاً في الاعتبار أن هذه الحركة ليست عشوائية كما قد يفهم الكبار لبل أنها نشاط يشكل جزءا من حياته وطريقة خاصة به في التفكير .
ويعتبر اهتمام البيت والأسرة والمدرسة في مراحله الأولى دعامة أساسية في تنشيط الطفل مما يستلزم التحلي بالصبر والعطف مع اعتبار عنصر الحزم دون شدة وعنصر التسامح دون ضعف فهي مقومات أساسية في مراعاة أنشطة الطفل من توفير شعور بالحياة الاجتماعية مع الاهتمام بالمرح واللعب وإيجاد فرص للعمل
لأن الطفل يحتاج إلى الثقة ليجرب الأشياء بأسلوبه ويجب أن يشارك الكبير في لعب الطفل التمثيلي مشاركة فعالة في هذه المرحلة فالطفل يظهر جوانب إبداعية وابتكاريه مختلفة كلما وجد المساعدة والتوجيه من الكبير وفى هذه المرحلة يرتجل الطفل الحركة والموقف ويمتد حب الطفل لتقليد الآخرين .........ألخ في هذه الفترة العمرية لهذا يساهم البيت والمجتمع والمدرسة في هذا النشاط التمثيلي
--------------------------------------------------------------
(11)
من خلال توجيه اهتمام الطفل بالواقع التمثيلي للنشاط الذي يؤديه وهو ما يؤدى إلى الألعاب الرياضية المتعددة وكذلك لابد من تشجيع الطفل على ارتجال الحوار في القصص والحوارات التمثيلية التي تقرأ له ولابد من التشجيع على ارتجال التفاصيل المختلفة التي تظهر أثناء هذا النشاط والتي تعتبر خطوة جيدة نحو تطور اللغة ولكن بشرط عدم السيطرة الكلية بمعنى " أفعل هكذا ولا تفعل هكذا " حتى يثق الطفل بالكبار وحتى لا يحدث للطفل أي اهتزاز في الثقة والتي تدفع بالطفل إلى حياة غير متوازنة نفسياً .
ولأن الطفل يتعمق لديه الاهتمام بالأشياء الجادة ولا يتم هذا إلا عن طريق الكبير المحيط به وهو ما يعنى أن ينطلق الطفل من دائرته الذاتية ليبدأ في تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين ويتطور عند الأطفال ما يسمى بالزمرة والتوجه نحو قائد وإن كانت عملية الاندماج الكلى مع الجماعة لا يتم إلا على مراحل أثناء مزاولة النشاط التمثيلي وأثناء اللعب وهذا يعنى الإحساس بالجماعة عند الطفل . لذا يبدأ الإبداع الجماعي إذ يبنى الأطفال القصة والأفكار والابتكارات البسيطة ثم يتولون تأديتها .
وقد يرى القائمون على تربية الأطفال أنهم يبدعون بالإحساس بالفراغ بصورة واضحة لذا يقل ارتطامهم ببعضهم أثناء مزاولة الأنشطة فيما بينهم . كذلك تنمو عند الأطفال قوة أكبر للملاحظة والتقليد بالإيقاع اللفظي أو البدني الحركي وتبدأ قابلية الأطفال للتركيز مرة أخرى مما يتيح الفرصة للأطفال لتأدية مواقف تمثيلية دون أن يتدخل أو يوقف ما يحدث لأنه بهذا يتيح فرصة لتنمية التركيز في النشاط المتسم بتدفق الحوار والذكاء وأيضاً مزيج من السذاجة والعمق حيث لا يتهم الأطفال هنا بالجمهور كما هو حادث بالمسرح لأن ما يميز الأطفال في هذا المجال هو سيطرة النشاط الحركي والحواري اللفظي والابتكارى(5) .
ولهذا قد يظهر بعض الأطفال بعض التصرفات الخشنة أثناء النشاط .
وهذا يتطلب توجيه المشرفين على هذا النشاط والتركيز على تشجيع الأطفال خاصة الخجولين منهم
--------------------------------------------------------------(5) محمد بسام ملص – مجلة الكويت – العدد 45 – مايو 1986 – أفق جديد في ثقافة الأطفال – ص69
(12)
إذ أن هذه المرحلة العمرية خصوصاً التي تقع بين الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة تساعد كثيراً في نمو الخجل عند بعض الأطفال مما يستدعى العناية بهم وتشجيعهم على تقديم الموضوعات القصصية وتقدم بصورة جيدة مما اكتسبوها من خبراتهم في النشاط السابق وخاصة أن المرحلة تشهد الانتقال من الارتجال إلى النص المكتوب والأطفال هنا يرغبون في تقديم مشاهد مسرحية من نصوص.
ولهذا يجب تشجيع الأطفال على الحوار والحبكة القصصية والاستفادة من النصوص التي يكتبها وعلى ألا تفرض عليهم أي نصوص تخص الكبار ولابد أن يلاحظ المشرفون والقائمون على النشاط أن بعض الأطفال يحبون الارتجال في الحوار دون نص وهذا يعطيهم فرصة جيدة للثقة بالنفس والإبداع.
والنشاط التمثيلي يجب أن يأخذ حيزاً كبيراً من المختصين وأولياء الأمور والأسر عموماً لأنه كنز يمنح الأطفال عدة مقومات أساسية في الابتكار والإبداع ومقومات أخرى
مقومات الابتكار والإبداع
· تدفق الأفكار الخيالية والواقعية .
· الاستقرار العاطفي والنفسي عند الأطفال وهو مطلب هام وضروري .
· المهارة في الاتصال مع الآخرين .
· التعاون الاجتماعي وما أحوجنا إليه في بلادنا وخاصة بعد التفكك الأسرى الطارئ علينا .
· المرونة وعدم التعصب .
· المواقف الأخلاقية وخاصة أن الشاذ عن الجماعة يُنبذ من الجميع .
· الأصالة المرتبطة بواقع البيئة والمجتمع .
· التوازن الجسدي وهو عنصر مهم لكل الأطفال.
· الحساسية وتعلم الأدب والذوق وفن التعامل .
· الابتكار والإبداع والتصرف الحسن في المواقف الطارئة في حياتهم.
-----------------------------------------------------------
(13)
· يساعد على تنمية الطفل ثقافياً واجتماعياً .
· يساعد على تنمية الطفل نفسياً وفنياً
· يساعد على تنمية التجريب بثقة .
· يساعد على تنمية إعدادهم لممارسة الحياة .
دور النوادي ومراكز الشباب تربوياً في مزاولة الأنشطة
إن أهم ما يميز الأندية ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية هو تعدد نواحي النشاط فيها مما يجعلها قادرة على تحقيق رغبات وهوايات الأطفال وكل من يلتحق بها أو يتردد عليها في جو مشبع بالألفة ويشجع على قضاء أكبر وقت ممكن لمزاولة الأنشطة الإيجابية في حياة الأطفال حيث تعمل هذه النوادي ومراكز الشباب على تطوير ما لديها من إمكانيات لتوفير الجو البيئي المناسب لمزاولة النشاط بكافة أنواعه من مطالعة حرة إلى صالة الأنشطة المختلفة التي يهواها الطفل فضلاً عن جماعة الأصدقاء الذين يتحاورون ويتناقشون مما يثرى الحياة اللغوية والفكرية وتعلم الحوار والمناقشة الموضوعية والإيجابية مما يساعد الأطفال على تحرير المجلات المدرسية وكتابة المقالات المتنوعة .
ولعل وجود المكتبات العامة في النوادي ومراكز الشباب للصغار تؤدى إلى التثقيف القائم على القراءة والإطلاع وتؤثر في الطفل بما يعرضه من أفكار جديدة أو منسقة أو إضافة معرفية للطفل مما يجعله شخصياً يختلف بدرجة عالية عن باقي أقرانه من الأطفال وبخاصة أن مكتبات النوادي تجذب بدرجة عالية الأطفال الذين يميلون إلى التعمق والبحث أما الأطفال السطحيين في قراءاتهم فلا يمتد أثر هذا إليهم وتعمل مكتبات النوادي ومراكز الشباب على الأتي :
· إرضاء طموح الأطفال حيث يتطلع فيها على ما يريدون دون اللجوء إلى أماكن متفرقة للحصول على مواد تثقيفية وفى نفس المكان الذي يزاولون فيها باقي الأنشطة .
-----------------------------------------------------------(14)
· الترويح عن النفس والاستمتاع القرأنى في هدوء يشعر الطفل براحة نفسية ورضا مما يساعد الطفل على الالتزام والاتزان العاطفي والفكري .
· شغل أوقات الفراغ بالقراءة واكتساب الخبرات المصاحبة مما يساعد هذا النشاط على النضوج العقلي والاجتماعي تقديم الوظائف والخدمات المعرفية بجوار الخدمات التعليمية التي لا غنى عنها للمدرسة وبهذا تكون المكتبة بذلك مصدراً من المصادر الهامة في الا�
ساحة النقاش