إسمحوا لي اليوم أن نتناول كذبة من كذبنا الكثير ، والتي صدقناها ، وبالورق الملون حففناها، وعلي أعلي مستوي رددناها ، ومازلنا نرددها ، والكل غناها، ألا وهي كذبة "الجودة والاعتماد "..فكرة عام 2006 إستوردناها ، وبالفهلوة المصرية كرمناها ، ثم صدقنا أنفسنا وخدعناها .. وأنا ، وبكامل قواي العقلية أتحدي عضو هيئة تدريس واحد أو أعلي مسئول في مؤسسة تعليمية جامعية كانت أم  مدرسية أن يعلن ،ويتحمل مسؤلية إعلانه أن مؤسسته تعدلت الي حالة جودة بمعايير الجودة الحقيقية ، وتم اعتمادها دون : ورق مرصوص ، وتقارير تنضح بالملف المنصوص .. فلماذا إذا  نظل مستطعمين الفشل ، ومهدرين للمال المنقوص ( ونحن أمة عوز !!) ؟..لماذا نبقي علي هيئة ضمان الجودة والاعتماد ياسادة ، ونحن بعد ذيل القائمة العالمية في التعليم ؟..أتعرفون لماذا ؟..لأن الفكرة نستوردها ، فتتحول لدينا لمجرد عنوان أصم  ، (مثل جميع الأفكار الفاشلة ، ك جامعة الطفل ) لتمر لدينا بعدة مراحل تمصيرية ، منها: صياغة وتصدير فوائدها المستقبلية للشعب المسكين ، ثم تطبل فئات وتزمر إعلاميا للفكرة ، ثم نعتمد المال اللازم وبزيادة شوية .. ثم يتم تدشين الأختام ، ونلغي خاتم الضمير ، لنصل الي مرحلة مزمنة من التنفيذ الشكلي، والتي تطول لتحقق هدفين ، هما : الحصول علي مناصب وتجازب مصالح مع الهيئات الأخري ، والثاني أن يستمر نهر المال يصب علي اللجان والكراسي والسلطات .. أما إذا سألنا : أين الجودة ؟ ، فيكون الجواب ،تحققت ، بدليل الورق والأختام ، وأين الإعتماد ؟.. أخاف أن يرد علي عاقل ويقول "هل يوجد أحد نعتمد عليه يا أهبل غير الله ؟!!"

المصدر: من ناتج فكر الكاتب نفسه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 205 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2018 بواسطة Educpsychology

ساحة النقاش

أ.د حمدي علي الفرماوي

Educpsychology
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

108,705