دخلت التكنولوجيا مختلف مناحي الحياة والتخصصات والمهن، حيث لم تقتصر الاستفادة منها على العلوم التطبيقية بل حرصت العلوم التربوية والاجتماعية على الاستفادة من التقنيات الحديثة لتسهيل العمل ودقته وجودته، حيث تطورت حركة القياس النفسي والتقويم بشكل كبير بمجرد استخدامها للمقاييس والأدوات المعتمدة على الحاسوب حيث سهلت الكثير من فحص الفرضيات واستخراج النتائج الدقيقة.
وتمت الاستفادة من التقنية في مجال تقييم الأطفال المعاقين، عن طريق اختبارات الذكاء واستخراج المعايير والدرجات المئينية بسرعة وسهولة، وأصبح يعتمد الاختصاصي النفسي على التقنيات الحديثة للقيام بالملاحظات وتوثيق مستوى التقدم الذي تحرزه كل حالة، وأصبح ينظر للتكنولوجيا على أنها وسيلة لتنفيذ تقييم أفضل وفي وقت أقل، وقد بينت البحوث المتصلة بالتقييم المستند إلى الحاسوب كيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تحاكي التقييم الذي يقوم به الاختصاصيون بشكل يدوي، وكيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تكون أكثر جدوى وفاعلية من العمل اليدوي المرهق والذي يستغرق وقتاً طويلاً.
 
ولم يقتصر استخدام الحاسوب في مجال القياس والتقييم النفسي والتربوي في استخراج التحليلات الإحصائية الناتجة عن تطبيق الاختبارات والمقاييس النفسية للتحقق من خصائصها السيكومترية الثبات والصدق والمعايير، وإنما امتد ليشمل جوانب أخرى أكثر تكنولوجية وأصبح له تطبيقاته المعاصرة والتي يمكن الاستفادة منها في تقييم القدرات العقلية للأشخاص المعاقين ذهنياً على النحو التالي:
 
1-  التقييم المبرمج آلياً:


ويعتمد هذا النوع من التقييم على اختبارات ومقاييس مبرمجة آلياً، يتم تطبيقها من خلال الحاسوب، ويمكن تنفيذها قبلياً أو بعدياً أو أثناء المواقف التعليمية وذلك من خلال اختبارات لفظية منطوقة، أو تحريرية مكتوبة، أو مصورة، وفيه يتم تقديم الأسئلة إلى المفحوص بالتتابع وفقاً لمستوى قدرته وسرعته في الإجابة عن السؤال، ومعنى هذا أن الحاسوب هو الذي يختار المفردات لكل فرد طبقاً لمستوى قدرته وزمن إجابته عن السؤال السابق فيختار له السؤال التالي.
ويمتاز هذا النوع من التقييم بالمتعة والتشويق خصوصاً مع تقدم البرمجة وانتشار الكثير من برامج التقييم الذاتي المعتمدة على حل المشكلات والذكاءات المتعددة، بالإضافة إلى تقديم اختبارات مناسبة لمستويات وقدرات الأفراد بما يتيح التدرج من حيث السهولة والصعوبة في الفقرات أو الأسئلة، وتوفير الوقت.

2- التقييم المصور:


ويعتمد هذا النوع على الأشكال والرسوم والصور في تنفيذ عملية التقييم، حيث يستخدم الاختبارات المصورة لذلك بدلاً من الصيغ اللفظية التحريرية أو الشفهية بصورة تحقق للمعاقين ذهنياً وأطفال الشلل الدماغي والصم وكل من لديهم مشكلات في اللغو والكلام، التفاعل مع الحاسوب دون أن يطلب منهم أي استجابة لغوية، لذلك جاء هذا النوع من التقييم التقليل إلى أكبر درجة ممكنة من أثر اللغة اللفظية، ويمكن تنفيذ هذا النوع من التقييم قبل وأثناء وبعد الموقف التعليمي، كما يمكن تطبيقه بصورة فردية شفهياً خلال مقابلات شخصية أو بصورة جماعية تحريرية، ويمكن أن يتم هذا النوع من خلال اختبارات مصورة بالفيديو أو الرسوم المتحركة لتتناسب وقدرات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة.

3- إنشاء بنوك أسئلة:


تتم الاستعانة بالحاسوب في مجال تقييم القدرات العقلية والنفسية للمعاقين من خلال تصميم ما يعرف ببنوك الأسئلة، والفكرة التي تقوم عليها تتمثل في تخزين كم هائل من الأسئلة في مختلف مجالات المعرفة، مع تصنيف هذه الأسئلة في ذاكرة الحاسب الآلي طبقاً لخصائص عديدة، بحيث يكون لكل سؤال خصائصه الإحصائية الناتجة عن تطبيقه في الميدان لحساب هذه الخصائص، ويتم عمل تدريج لهذه الأسئلة طبقاً لمستويات السهولة والصعوبة.

4- إعداد حقائب التقييم أو ملف الأعمال الشخصية للطالب:


يعتبر ملف الأعمال الشخصية للطالب بمثابة الوعاء الذي يحفظ فيه أعماله، ومن ثم يعد المحك الحقيقي لمعرفة مدى تقدمه في الأعمال والتكليفات التي قام بها، والعمل على تحسين الأداء بصورة مستمرة، وإصلاح الخطأ في أساليب التعلم والتعليم، وتبيان قيمة ما تم تحقيقه من خلال تنفيذ الخطط والبرامج التعليمية بإصدار الأحكام الموضوعية التي  يمكن عن طريقها بيان الأخطاء، ومن ثم بناء البرامج العلاجية التي  تكفل وضع المتعلم في مساره الصحيح.
ولقد برزت حقائب التقييم كأداة فعالة لجمع المعلومات والأمثلة الحية لأعمال الطالب ومراقبة نموه بشكل مستمر ضمن الاهتمام المتزايد باختبارات تقويم الأداء، وتعتمد كثير من البرامج التي  تنفذ حالياً في مجال اختبارات تقويم الأداء على الحقيبة التقييمية لما تتيحه من إمكانات واسعة لمشاركة الطالب في اختيار محتوياتها، وفرص غير محدودة لمراقبة مستوى تقدمه.

5- استخدام التقييم البديل :


يعتمد هذا التقييم على مدى توظيف المهارات التي تعلمها الطفل في المدرسة أو المركز في حياته اليومية على أرض الواقع، كمهارات الحياة اليومية والاعتماد على الذات، والتفاعل الاجتماعي، كذلك يمكن استخدامه مع الفئات الأكبر عمراً الذين تلقوا مهارات التدريب والتأهيل المهني، للتعرف على مدى تطبيقهم هذه المهارات في بيئة العمل الحقيقية، لذلك فإن هذا التقييم يعتمد على النواحي العملية والقدرات الوظيفية التي يؤديها الشخص المعاق في الحياة الاعتيادية وليس بناءً على معلومات نظرية تلقاها في الصف وأجاب عن الأسئلة النظرية الموجهة له.
لذلك لا بد أن تكون أساليب تقييم ذوي الاحتياجات الخاصة متنوعة لتلائم الاستراتيجيات والنماذج التعليمية والذكاءات المتعددة وتغطى كافة الأنشطة التي  يقوم بها الطفل، وضرورة تطبيق التقييم ذو القياسات المتعددة في مجال التربية الخاصة من خلال التعاون والتنسيق المتكامل بين المختصين، وتأكيد فكرة استخدام التقييم البديل الذي ينطلق من مقولة أن كل ما يتم تعليمه ينبغي تقويمه، وما لا يمكن تقويمه لا يستحق تعليمه باعتبار أن التقييم عملية ضرورية لمراجعة النتائج النهائية لعملية التعلم والتعليم، وضرورة تنويع الوسائط والمثيرات المستخدمة في تقويم ذوي الاحتياجات الخاصة من وسائط سمعية وبصرية ومجسمات وغيرها.

المصدر: موقع اطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 997 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2010 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,586,217