تؤكد البحوث التربوية أن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر ، واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها .
ويعتبر اللعب وسيطاً تربوياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة . وتؤكد العديد من الدراسات أن اللعب يؤدي إلى إحداث التوازن الانفعالي عند الأطفال ؛ فالطفل يمارس خبراته السارَّة ، ويصنع عالمه بطريقته الخاصة ، كما تؤكد الدراسات على أهمية اللعب في تنمية النواحي الحسية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، وبالتالي فإنه يؤدي إلى بناء الشخصية وتنميتها .


ويعتبر أسلوب التعلم باللعب واستخدام الألعاب التربوية في تعلم وتعليم النحو والصرف في اللغة العربية من المداخل المعاصرة التي تجعل المتعلم في حالة من النمو والتفاعل لتعلم وفهم القواعد النحوية والصرفية واستخدامها وتوظيفها في أنشطته اللغوية والتعبيرية المختلفة.
ومن هذا المنطلق ارتأينا إعداد هذه الورقة التي ستكون مادة مرجعية للمعلمين والمعلمات الذين سيشاركون في اللقاء التربوي الذي سينظمه مركز القطان لعدد من معلمي ومعلمات اللغة العربية قريباً .


وتتناول هذه الورقة النقاط التالية :
1 ـ اللعب :
مفهومه ـ أنواعه ـ سماته ـ أصنافه ـ وظائفه وأهميته ـ خصائص لعب الأطفال .
2 ـ الألعاب التربوية :
تعريفها ـ التطور التاريخي للألعاب التربوية ـ التمييز بين المحاكاة التربوية والألعاب التربوية ـ شروط اللعبة التربوية ـ فوائد الألعاب التربوية ـ أنواع الألعاب التربوية .
3 ـ أسلوب التعلم باللعب :
تعريفه ـ أهمية اللعب في التعليم ـ فوائد استخدام أسلوب التعلم باللعب ـ دور المعلم ـ الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم لاستخدام أسلوب التعلم باللعب من حيث : اختيار اللعبة ، وتصميمها ، وتطويرها ، وتنفيذها ، وتقويمها .
4 ـ توظيف الألعاب التربوية في تدريس النحو :
مكانة النحو في اللغة العربية ـ صعوبات تعليم النحو ومحاولات التغلب عليها ـ توظيف الألعاب التربوية في تدريس النحو ـ أمثلة لألعاب تربوية في مادة النحو .

1 ـ اللَّعِب


مفهوم اللعب :

اللعب هو استغلال الطاقة الحركية والذهنية في آنٍ واحد عبر نشاطٍ ما ، قد يكون موجهاً أو غير موجه ، يقوم به الأطفال عادةً لتحقيق المتعة والتسلية والتعلُّم بطريق غير مباشرة ، ويستغله الكبار كي يسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها العقلية والجسمية والوجدانية .
وبذلك فإن اللعب غريزة إنسانية تنشأ مع الإنسان منذ لحظات ولادته الأولى ، وهو يكتسب من خلاله أنماطاً سلوكية تنعكس على المواقف التي تواجه الأطفال في مراحل مقبلة من العمر. كما أن اللعب قد يكون على شكل حركة أو عمل يمارس فردياً أو جماعياً ، ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية ، ويمتاز بالسرعة والخفة ، ولا يُتعِب صاحبَه ، ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع .
أنواع اللعب :
اللعب نوعان : موجه وغير موجه .
1 ـ اللعب الموجه : وهو الذي يكون مزوداً بألعاب مميزة ضمن خطط وبرامج وأهداف
يحددها الكبار وينفذها الأطفال .
2 ـ اللعب غير الموجَّه : وهو اللعب الذي يكون من نسج خيال الطفل وابتكاره ، انطلاقاً من
بيئته ، كالألعاب التي تأتي تلقائية من ذات الطفل .
سمات اللعب :
1 ـ قد يكون موجهاً أو غير موجه ـ كما أسلفنا .
2 ـ يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ، ويستغله الكبار عادةً ليُسهِمَ في تنمية
سلوكهم .
3 ـ اللعب عبارة عن حياة .
4 ـ اللعب نشاط يمارسه الناس أفراداً وجماعات بقصد الاستمتاع .
5 ـ هو استغلال طاقة الجسم الحركية في جانب المتعة للفرد ، ولا يتم اللعب دون طاقة
ذهنية .
6 ـ اللعب لا يمكن التنبؤ بخط سيره وتقدمه ونتائجه .
7 ـ يخضع لقواعد وقوانين معينة أو اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد .
8 ـ اللعب إيهامي أو خيالي .
9 ـ يمتاز بالسرعة والخفة .
10 ـ اللعب نشاط حر لا إجبار عليه .
11 ـ اللعب مستقل ، ويجري في حدود زمان ومكان معينين .
12 ـ لا يتعب صاحبه كالعمل لارتباطه بدوافع الفرد الداخلية .
أصناف اللعب :

يمكن تصنيف اللعب إلى ثلاثة أصناف :
1 ـ لعب له صفة روح المنافسة أو التحدي الموجَّه نحو الخصم ، سواءً أكانت الذات أم
غيرها ، في موقف معين يفترض تكافؤ الفرص عند الانطلاق .
2 ـ لعب يقوم على الصدفة أو الحظ .
3 ـ لعب التقليد الإيهامي أو التمثيلي .
وظائف اللعب وأهميته :
1 ـ اللعب وسيلة تفاعل الفرد مع بيئته .
2 ـ اللعب وسيلة لتطوير الفرد .
3 ـ اللعب وسيلة للتعلم .
4 ـ اللعب وسيلة لاكتساب أنماط السلوك المختلفة .
5 ـ اللعب وسيلة لتطوير أنماط السلوك المختلفة .
6 ـ اللعب يساعد على تفريد التعلم بالنسبة للأطفال .
7 ـ اللعب التمثيلي يوفر الفرصة للتعلم الاستكشافي .
8 ـ يوفر فرص التفاعل الاجتماعي ، وبذلك يبعد الطفل عن التمركز حول ذاته وأنانيته .
9 ـ يوفر الدوافع الداخلية للتعلم .
10 ـ يساعد على التكيف والانتماء ، وهو أساس النمو العقلي وتطوره .
11 ـ يقرِّب مفاهيم الحياة للطفل .
12 ـ اللعب يساعد في إحداث تفاعل بين الفرد وبيئته .
13 ـ اللعب يعتبر أداة فعالة لمواجهة مشكلة الفروق الفردية .
14 ـ اللعب أدة ترويض لتطوير جسم الطفل وإنمائه .
15 ـ اللعب نشط سارٌّ ومفرح ، ويعتبر علاجاً لمواقف الإحباط لأن الطفل يعبرعن انفعالاته.
16 ـ اللعب يلبي ميول الأطفال الطبيعية ويوفر لهم فرص النمو المتكامل .
17 ـ اللعب يمثل أسلوب المجتمع في توفير الفرص لاكتشاف القدرات الكامنة ورعايتها .
خصائص لعب الأطفال :

1 ـ اللعب عملية نمو :
لعب الأطفال يكون في البداية بسيطاً يتألف من حركات عشوائية ، ومن استثارة لأعضاء الحس . ومع تطور ذكاء الطفل يصير لعبه معقداً بشكل متزايد . فاللعب بالدمى يجتذب الطفل منذ الطفولة المبكرة ، ويصل إلى ذروته في العام السابع أو الثامن من العمر . وبعد التحاق الطفل بالمدرسة يبدأ بالاهتمام بألعاب الجري والألعاب الرياضية القائمة على قواعد ونظم محددة ، علاوة على ذلك تأخذ اهتمامات الأطفال باللعب في الاتجاه إلى آفاق أخرى كالقراءة وجمع الأشياء كالطوابع والفراشات والصور ، وتتبلور هذه الاهتمامات بصورة واضحة في مرحلة الطفولة المتأخرة بالاتزان الحسي الحركي الذي يتميز بمعالم معينة من النضوج كالرشاقة والقوة والحيوية .

2 ـ تناقص كمية أنشطة اللعب مع تطور نمو الطفل :
يقضي الأطفال الصغار معظم أوقات يقظتهم في اللعب لدرجة أنهم يلعبون وهم يأكلون أو يستحمون . وفي سنوات ما قبل المدرسة تتضمن ،شطة اللعب الألعاب التمثيلية واللعب بالمكعبات والماء والرمل والطين ، وفي هذه السن يكون لعب الأطفال إبداعياً تمثيلياً تخيلياً . أما في مرحلة المدرسة الابتدائية فيهتم الأطفال باللعب الذي يتضمن نشاطاً جسمياً ، كما يركز بعض الأطفال على القراءة أو الموسيقى . ويتناقص مقدار أنشطة اللعب الاجتماعي مع العمر ، ففي حوالي سن السابعة والنصف يبلغ متوسط هذه الألعاب 27 لعبة ، بينما لايصل هذا المعدل إلى 21 لعبة في سن الحادية عشرة والنصف ، وإلى 13 لعبة في سن السادسة عشرة والنصف .
3 ـ تتزايد أنشطة اللعب كيفاً مع تطور نمو الطفل 2 ـ الألعاب التربوية
تعريف اللعبة التربوية :
تعرَّف اللعبة التربوية بأنها نشاط يبذل فيه اللاعبون جهوداَ كبيرة لتحقيق هدفٍ ما ، في ضوء قوانبن ( قواعد ) معينة موصوفة .
أو هي نشاط منظم منطقياً في ضوء مجموعة قوانين اللعب ، حيث يتفاعل طالبان أو أكثر لتحقيق أهداف محددة وواضحة ، أي أن يُعَدَّ التنافس والحظ عاملان مهمان في عملية تفاعل اللاعبين مع المواد التعليمية أو مع بعضهم بعضاً ، ومن ثم فهناك رابح .

التطور التاريخي للألعاب التربوية :
يعود استعمال الألعاب إلى ما قبل 1500 سنة ، عندما استعمل الهنود لعبة الشطرنج . ويرجع الفضل في تطوير الألعاب التربوية واستخدامها في ألعاب الحرب ، ثم تطوير هذه الألعاب في القرن التاسع عشر ، إلى البوسيين ( أهل بروسيا ) الذين استعملوا لعبة الشطرنج ، واستبدلوا مواد هذهاللعبة بالجنود والضباط والدبابات وغير ذلك ، وأصبحت الخرائط وأرض المعارك تشكل لوحة اللعبة بدلاً من لوحة لعبة الشطرنج القديمة .
وبعد الحرب العالمية الثانية ، ومع تطوير استعمال الحاسوب ، أخذ الاقتصاديون ورجال الإدارة والأعمال باستعمال الألعاب في توضيح العمليات التي تحدث في هذه المجالات للعاملين الذين لديهم رغبة في نقل الواقع إلى موقع التدريب لإنجاز العمل بسرعة وبدقة متناهية . واتسع مجال استعمال الألعاب ، وقام التربويون في الدراسات الاجتماعية في نهاية الخمسينات من القرن العشرين إلى إدخال الألعاب التربوية في مساقات العلوم السياسية لطلبة الدراسات العليا ، وفي مجال التدريب والتعليم المهني ، واستخدم المدربون ألعاباً لممارسة مهارات أدائية ( نفس حركية ) تشبه ما سوف يقوم به المدرب في الحياة العملية .
ولا شك أن استعمال الألعاب التربوية قد انتشر منذ فترة طويلة في المجال التربوي ، منذ أن بدأت المدارس تزاول نشاطها ، حيث كان المعلمون يتيحون الفرص لطلبتهم بالقيام باللعب الإيهامي ، مثل تمثيل الإدوار في مسرحية تاريخية ، أو تقمص شخصيات البائعين والمشترين ، أو القيلم بأدوار الأطباء والممرضين والمرضى ، وغير ذلك . ولكن في الستينات من القرن العشرين شاع استعمال الألعاب التربوية في المدارس ومؤسسات التعليم العالي ، وفي مجالات أكاديمية مختلفة . وقد أجريت بحوث كثيرة حول أهية هذه الألعاب وأثرها في تحقيق الطلبة للتعلم ، وأظهرت هذه البحوث أن الألعاب التربوية تعد وسائل تعليمية فعالة وقوية التأثير في تغيير سلوك المتعلم واتجاهه بإكسابه معارف ومهارات دقيقة يواجهها في واقع حياته العملية ، ومن ثم تغيير في اتجاهه نحو الوسائل التي يتفاعل معها .
التمييز بين المحاكاة التربوية والألعاب التربوية :
يجب التمييز بين المحاكاة التربوية ( Educational Simulation ) والألعاب التربوية
( Educational Games ) ، فالمحاكاة تعتمد على النماذج ( Models ) ، والنموذج عبارة عن تمثيل بسيط ودقيق لشيء موجود في عالم الواقع ، مثل نموذج السيارة أو الطائرة للمظهر الخارجي . ويتصف النموذج بأن أجزاءه ثابتة ولا تتحرك من مكانها . ولكن إذا أخذنا النموذج وجعلنا أجزاءه تتحرك وتتفاعل مع بعضها بشكل شبيه بالواقع ، فإننا ننتج شيئاً نطلق عليه محاطاة أو تقليداً للشيء الأصلي ، ومثال ذلك نموذج النظام الشمسي بعد وصله بمحرك كهربـائي ، أو النمـوذج المتحرك لقيـادة السـيارة . لكن عندما نستعمل النمـاذج المتحركة
( المحاكاة ) سواءً كانت مادية أو اجتماعية ( كالعلاقة بين الأب والابن أو بين العامل ورب العمل ) لأغراض تربوية ، فإنها تُعرَض على شكل " ألعاب تربوية " . لذلك فاللعبة نشاط يتضمن تفاعلاً بين الأشخاص أو المجموعات في محاولة جاهدة لتحقيق أهداف محددة ، أو نشاط يتم بين الطلبة متعاونين أو متنافسين للوصول إلى غاياتهم في إطار القواعد الموضوعة .
شروط اللعبة التربوية :
1 ـ أن تكون اللعبة ذات أهداف تربوية محددة .
2 ـ أن تكون اللعبة مثيرة وممتعة .
3 ـ أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة .
4 ـ أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات التلاميذ وميولهم وقدراتهم .
5 ـ أن يكون دور التلميذ واضحاً ومحدداً في اللعبة .
6 ـ أن تكون اللعبة من بيئة التلميذ .
7 ـ أن يشعر التلميذ بالحرية والاستقلالية في اللعب .
3 ـ أسلوب التعلم باللعب

تعريف أسلوب التعلم باللعب :
هو أسلوب في التعلم يعتمد على استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للتلاميذ وتوسيع آفاقهم المعرفية .

أهمية اللعب في التعلم :
1 ـ اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء
الشخصية والسلوك .
2 ـ يمثل اللعب وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعد في إدراك معاني الأشياء .
3 ـ يعتبر اللعب أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه لمواجهة الفروق الفردية وتعليم الأطفال
وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم .
4 ـ يعتبر اللعب طريقـة علاجيـة يلجأ إليها المربـون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات
والاضطرابات التي يعاني منها بعض الأطفال .
5 ـ يشكل اللعب أداة تعبير وتواصل بين الأطفال .
6 ـ تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية ، وتحسِّن الموهبة الإبداعية لدى الأطفال .

فوائد استخدام أسلوب التعلم باللعب للتلاميذ :
يجني التلميذ عدة فوائد عند استخدام هذا الأسلوب منها :
1 ـ يؤكد التلميذ ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة .
2 ـ يتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين .
3 ـ يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها .
4 ـ يعزز انتماءه للجماعة .
5 ـ يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل .
6 ـ يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ، ويَسهُل اكتشاف قدراته واختبارها .
دور المعلم في أسلوب التعلم باللعب :
1 ـ إجراء دراسة للألعاب والدمى المتوفرة في بيئة التلميذ .
2 ـ التخطيط السليم لاستغلال هذه الألعاب والنشاطات لخدمة أهداف تربوية تتناسب وقدرات
التلاميذ واحتياجاتهم .
3 ـ توضيح قواعد اللعبة للتلاميذ .
4 ـ ترتيب المجموعات وتحديد الأدوار لكل تلميذ .
5 ـ تقديم المساعدة والتدخل في الوقت المناسب .
6 ـ تقويم مدى فاعلية اللعب في تحقيق الأهداف التي رسمها .
الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم لاستخدام أسلوب التعلم باللعب :
أ ـ كفايات اختيار اللعبة : وهذه الكفايات تتضمن ما يلي :
1 ـ اختيار المعلم للعبة على أساس أنها جزء من البرنامج التعليمي أو المساق المراد تدريس مكوناته ، حيث تكون أهداف اللعبة منبثقة من أهداف المسـاق ، وأن يكون محتوى اللعبة معبراً عن جزئيـات محتوى المسـاق . لذا على المعلم أن يحدد أهـداف كل لعبة بشكل واضـح وصريح . كما ينبغي أن يفرق المعلم بين الألعاب التي تركز على أهداف معينة دون غيرهـا ، وذلك مثل ألعـاب التـدريس ( Teaching Games ) ، وألعـاب التثبيت ( Maintenance Games ) إذ إن النوع الأول يستعان بها عندما يراد مسـاعدة المتعلمين على تعلم المعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات التي تتضمنها الألعاب ، بينما النوع الثاني يستعان به عندما يراد تذكير المتعلمين بالمعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات للتدرب عليها والتمكن منها .
2 ـ تحديـد اللعبـة طبقـاً لحاجـات المتعلمين واهتماماتهم ، سواءً أكانت تلك الحاجات أو الاهتمامات عامة أم خاصة ، بحيث يتم اختيـار اللعبة على أساس مراعاة خصائص نمو المتعلمين وقدراتهم المتمايزة ، ولهذا ينبغي أن يكون المعلم قادراً على اختيار الألعاب التي تتفق مع جميع طلبة الفصل ، وتلك التي تخدم فئات معينة من الطلاب .
ب ـ كفايات تصميم اللعبة :
1 ـ أن يكون بمقدور المعلم تحديد الأهداف الخاصة للاعبين والتي يسعون جادِّيـن لتحقيقها. فمثل هذه الأهـداف تحتاج إلى بنـاء وتصميم ألعاب خاصة تتعلق بمجموعات معينة من التلاميذ ، ولـذا ينبغي أن تكون عمليـة التخطيط والبناء مرتبطة بتلك الأهداف وذلك عن طريق جعل كل لاعب قادراً على اللعب والفوز ، ومتكيفاً مع مباريات الفصل ، ومنافساً لأقرانه . كما يُطلب من المعلم أن يبني أو يُكَوِّن ألعاباً تتفق مع أهداف التلاميذ من ذوي التحصيل الأدنى ومن ذوي التحصيل الأعلى ، وهذا يعني أن يصمم المعلم الألعاب بحيث تكون ملائمة لجميع مستويات الأهداف الخاصة أو الفردية ، الأمر الذي يؤدي إلى بنـاء الثقـة ، وتشجيع المتنافسين على التعلم ، وتحسـين اتجاهاتهم ، وإشـاعة روح المـرح والسرور بينهم ، وإمكانية تطبيق الحقائق والمهارات من خلال اللعب بسهولة ويسر .
2 ـ أن يكون بمقدور المعلم تحديد هوية اللاعبين ومسـتوياتهم وعدد المشاركين في اللعبة التي يريد بناءها أو تصميمها . فهناك تبـاين واضح بين البنين والبنـات في التعامل مع الألعاب وأدوات اللعب ، ولهذا ينبغي على المعلم أن يحدد هوية اللاعبين عندما يحـاول تصميم اللعبة وخطواتـها . كما ينبغي أن يكون المعلم مدركـاً لمستويات نضج اللاعبين وأسـاليب تفكيرهم ، وذلك حتى لا تُعطى لعبةٌ ما لأفراد تُحدِث لديهـم الملل أو الإهمال نظراً لسهولة محتواها ، ولا تُعطى لعبةٌ ما لآخرين تُحدِث لديهم الإحباط أو الاكتئاب نظراً لصعوبة محتواها . كما يتوجب على المعلم مراعاة عدد اللاعبين أو المشاركين في اللعبة عند تصميمها دون زيادة أو نقصان .
3 ـ أن يكون بمقدور المعلم تحديد الزمن الملائم لأنشطة اللعب ، وهذا يتطلب منه التعرف على هيكل اللعبة وعناصرها ، بحيث يكون اللاعبون ذوو التحصيل المنخفض قادرين على الأداء أو الإنجاز ضمن الزمن المحدد للعبة .
4 ـ أن يكون المعلم قادراً على تحديد مهام اللاعبين اللازمة للُّعبة التي يريد بناءها وتطويرها وهذا يتطلب من الإجابة عن الأسئلة التالية :
- ما هي نقاط الفوز المطلوبة حتى يكون هناك لاعب فائز وآخر خاسر ؟
- ماذا سوف يحدث بعد أن يحصل أحد اللاعبين على النقاط المطلوبة للفوز ؟
- إذا كان الفائز سيكلَّف بإنجاز اللعبة مع شخص آخر مرة ثانية ، فما عدد الجولات المطلوبة لإنجاز أهداف اللعبة ؟
- هل هناك وقت يستطيع اللاعب فيه استخدام عدة استراتيجيات أثناء اللعبة ؟ أم أنه
مكلف باستخدام استراتيجية واحدة بعينها ؟
- هل اللاعب الذي ينتهي أولاً هو الفائز ؟ أم الذي ينتهي بعد خصمه هو الفائز ؟
- هل دور اللاعب متواصل خلال اللعبة ؟ أم أن اللعبة تحتاج إلى مهام فردية ؟
- إذا كانت اللعبة لها أدوار أو مهام تعاونية ، فهل دور ومهام كل لاعب محددة أم لا ؟
ج ـ كفايات تطوير اللعبة :
1 – أن يكون باستطاعة المعلم إعادة صياغة سيناريو اللعبة التي اختارها بأسلوب واضح ومحدد ، فقد يواجه اللاعبون مشكلات في فهم بعض الكلمات أو العبارات التي توضح الإجراءات المطلوبة من كل لاعب ، فكثيراً ما تؤدي مثل هذه الصياغات الصعبة لبعض خطوات إجراء اللعبة إلى تعثر اللاعب في إنجاز أهدافها وتحقيق مراميها ، ولهذا يتوجب على المعلم أن يصيغ سيناريو اللعبة بطريقة سلسة وبألفاظ سهلة وميسَّرة حتى يتسنى فهمها من قبل المشاركين في اللعبة ، بغضِّ النظر عن التمايز في مستوياتهم العقلية ومهاراتهم الذاتية . في حين أن المعلم إذا حاول توضيح سيناريو اللعبة شفهياً فإنه يتوجب عليه صياغته مرة أو مرتين أو أكثر بأسلوب دقيق ومفصل ؛ حتى يتسنى لكل لاعب التعرف على مهامه وأدواره المكلف بها في إنجاز اللعبة . أما إذا أراد المعلم استخدام لعبة معروفة ومتداولة سابقاً فينبغي عليه أن ينظر في صياغة خطواتها ، ويحاول أن يُعدِّل ويغير من تلك الصياغة بما يتلاءم مع خصائص اللاعبين ومستوياتهم .
2- أن يكون بمقدور المعلم وصف التعليمات والإرشادات اللازمة لأفراد اللعبة وتوقعه لها ، فقد يكون المعلم جزءاً من اللعبة ، حيث يقدم التعليمات أو يطرح الأسئلة ليتدرج بأفراد اللعبة لتكوين التعميمات أو استقراء الأفكار . وقد يقوم المعلم بتنظيم اللاعبين وتوزيع أدوات اللعب وكتابة نتائج اللعبة على السبورة واختيار بعض البطاقات من صندوق مقفل بدون أن يسمح للاعبين برؤية تلك البطاقات لغرض إنجاح اللعبة وغير ذلك . وقد لا يتدخل المعلم في إجراءات اللعبة ، حيث يكون دوره فقط حَكَماً ينصف بين المتنافسين ، ويقدم المشورة والإرشادات المطلوبة وقتما يكون الطرفان بحاجة لذلك ؛ ولذا على المعلم أن يصف مواقفه الإرشادية لأفراد اللعبة ويطورها ، وأن يحدد متى يتدخل ومتى يحجم عن ذلك ، ومتى يتحرك من مقعد لآخر ، ومتى ينتقل من لعبة لأخرى ، وكيف يكون ملاحظاً وموجهاً ومجيباً عن بعض الأسئلة وطارحاً لها ، فهو يساعد ولكنه لا يجيب عن الأسئلة المتعلقة باستراتيجية اللعبة ومفاتيح الفوز بها .
- أن يكون باستطاعة المعلم تعديل قواعد اللعبة التي يريد استخدامها ، فقد يستعين المعلم بألعاب تجارية لها قوانينها الخاصة ، فهو يحاول أن يعدل من تلك القوانين لتلائم البيئة الصفية كما يوجد عدد من الألعاب ذات قواعد صعبة التعليم ، فعلى المعلم أن يعدِّل ويطور من قواعد اللعبة إذا كان ذلك ضرورياً حتى يحقق مطالب تلاميذه ، كما يمكنه أن يعمل قطعاً أو بطاقات خاصة للعبة ، وأن يضع لها القواعد الخاصة والأهداف التي يرغب بها ، وأن يشجع تلاميذه على ابتكار ألعابهم الخاصة بهم ، وأن يحددوا ويطوروا قواعدها ، وكذلك قواعد الألعاب التي يقدمها المعلم لهم .
4- أن يكون بمقدور المعلم تحسين أدوات اللعبة طبقاً لخصائص اللاعبين ومستوياتهم وطبيعة الأهداف المراد تحقيقها من اللعبة . فقد تكون بعض الأدوات المستخدمة في لعبةٍ ما صالحة لتحقيق أهداف منهجية جزئية لا تتفق وقدرات اللاعبين واستعداداتهم ، هذا فضلاً عن أنها قد تكون غالية الثمن لا تستطيع المدرسة شراءها ، ولهذا فإن تطوير أدوات اللعبة وتحسينها أمر قد يكون مطلوباً في بعض الألعاب .
نماذج من الألعاب التربوية :

1) لعبة الأعداد بالمكعبات على هيئة أحجار النرد :
يلقيها التلميذ ويحاول التعرف على العدد الذي يظهر ويمكن استغلالها أيضاً في الجمع والطرح .

2) لعبة قطع الدومينو :
ويمكن استغلالها في مكونات الأعداد،بتقسيم التلاميذ إلى مجموعات ثم تعطى كل مجموعة قطعاً من الدومينو ويطلب من كل مجموعة اختيار مكونات العدد وتفوز المجموعة الأسرع .

3) لعبة (البحث عن الكلمة الضائعة)
وتنفذ من خلال لوحة بها مجموعة من الحروف ، يحدد المعلم الكلمات ويقوم التلاميذ بالبحث عن الكلمة بين الحروف كلمات رأسية وأفقية .
ر ---- س---- و---- م
ك---- ل----- ع---- ب
ت---- و----- ج---- د
ب---- ك---- م---- ك
ي---- ص---- و----- م

4) لعبة صيد الأسماك :
عن طريق إعداد مجسم لحوض به أسماك تصنع من الورق المقوىويوضع بها مشبك من حديد ويكتب عليها بعض الأرقام أوالحروف وتستخدم في التعرف على الأعداد أو الحروف الهجائية بأن يقوم التلاميذ بصيدها بواسطة سنارة مغناطيسية.

5) لعبة ( من أنــا ) :

وتستخدم لتمييز حرف من الحروف متصلاً ومنفصلاً نطقاً وكتابة حسب موقعه
- أنـا في
- المدرسة
- ريم
- حمد
- ترسم

المصدر: منتديات العز الثقافية
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 200/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 17145 مشاهدة
نشرت فى 7 أكتوبر 2010 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,586,870