<!--<!--

 

 

قواعد

 فى فقه الإختلاف والحوار

 

 

إعداد المهندس / أسامة حافظ

 

 

للتواصل مع المؤلف

01143931009

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

<!--<!--

 

 

 

 

<!--<!--

 

P



تقدمة أولى

 

إن تعدد مصادر التلقي التي تفضي إلى وجود ثقافات مختلفة لا تحترم هوية الأمة ولا تنطلق منها سيحول الخلاف من خلاف يثري ثقافة الأمة إلى خلاف يشتت الأمة ويمزق أوصالها ومع ذلك فلسنا ندعو إلى الانغلاق عن العلوم البشرية الأخرى التي تثري المعرفة وتعين على التقدم والازدهار في ظل مصادرنا الثقافية والأخلاقية للتلقي التي تحفظ علينا ديننا وقيمنا ..

 

ولترسيخ هذا الفهم وإيجاد ثقافة الحوار بديلا عن ثقافة الخلاف جاءت هذه الدراسة الموجزة .

 

أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يرأب بها الصدع ويوحد بها الكلمة ولو في النذر اليسير..

 

الشيخ / رفاعى طه

 



تقدمة ثانية

 

من أمارات العظمة ، أن تخالف أحدا في تفكيره أو تعارضه في أحكامه ومع ذلك تطوي فؤادك علي محبته وتأبي كل الإباء أن تجرحه ..

 

الشيخ محمد الغزالي

 

 



مقدمة المؤلف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وكفى وأصلي وأسلم على عباده الذين اصطفى وبعد ،،،،

فالشعوب المسلمة اليوم في أمس الحاجة إلى رأب الصدع وجمع الكلمة للتفرغ لمعركة البناء

وتقدم الوطن وردم الهوة بين أوطاننا والأوطان التي سبقتنا ..

ومن أهم الوسائل التي تعين على تحقيق هذا الهدف إحياء أدب الخلاف وإبراز فقه الحوار ..

لقد نجح علماؤنا الأوائل رضوان الله عليهم أن يحولوا اجتهاداتهم التي اختلفوا فيها إلى ثروة فقهية مازال العالم يعيش على آثارها وينهل من نصوصها إلى اليوم ..

إن الأمة لن تنهض نهضتها المستحقة والتي تليق بها والتي تتبوأ من خلالها مكانتها بين الأمم إلا من خلال تحويلها من محنة الخلافات الموجودة إلى منحة الحوار الذي يؤلف بين القوم جميعا ويُحترم فيه الرأي المخالف ويستقر من خلاله المبدأ العظيم الذي رسخه الإمام الشافعي ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)..

إن إحياء ثقافة الحوار للوصول إلى الإتفاق أو على الأقل احترام الرأي المخالف هو السبيل الأمثل لرأب الصدع ومداواة جراحات الأمة ومن ثم انطلاقها لتحقيق نهضتها الكبرى ..    

إن الوصول إلى تحقيق ثقافة الحوار وجعلها ثقافة أمة كفيل بأن ينقلنا إلى الحوار الجاد مع الأمم المخالفة والتفرغ لتبليغ دعوة الإسلام إلى العالم كافة ومن ثم نقدم أنموذجا لحضارتنا وقيمنا وثقافتنا وأخلاقنا إلى الآخر ..

أنموذجا لم نسبق إليه في أمة من الأمم غيرنا نضاهي به الأنموذج الذي قدمه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- وصحابته من بعده إلى الأمم كافة .. 

إن من أهم الوسائل التي تعين على خلق ثقافة الحوار من بين ركام الخلاف هو توحيد مصدر التلقي وقديما نزع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحيفة من صحائف التوراة كان يمسك بها عمر رضي الله عنه يتصفحها ، وقال له لو أن موسى بن عمران بين ظهرانيكم اليوم ما وسعه إلا أن يتبعني ..

 

 

قواعد هامة في فقه الإختلاف

1 – الإختلاف في فروع العلم سنة كونية ، فطبيعة الدين بما فيه من سعة ومرونة وتنوع ، وطبيعة اللغة الحمالة للأوجه ودلالاتها الظاهرة والخفية والمجاز والحقيقة والمجمل والمبين ، وكذا طبيعة العقول والمدارك ، وتغير الواقع الذي تنزل عليه النصوص زمانا ومكانا  وحوادث ،  كل هذه الأشياء تجعل الإختلاف وتنوع الإجتهادات شيئا طبيعيا لا غرابة فيه وتجعل طلب الإجماع علي مسائل الإجتهاد الظنية المتنوعة غير منطقي

2 – رغم أن التنوع والإختلاف سنة بشرية الا أن السعي لدفعه والخروج منه فريضة شرعية لتوحيد الكلمة وجمع الصف ، والعمل عند جمهرة أهل العلم علي استحباب الخروج من الخلاف لجمع كلمة المسلمين وقطع أسباب التنازع .

3 – الخلاف ليس شرا كله فمنه ما هو مذموم مثل الخلاف الناشئ عن الغرور والعجب ، أو الخلاف الذي سببه الحرص علي الزعامة والمكانة والجاه ، أو الخلاف الناشئ عن سوء الظن واتهام الآخر ، وكذا ما ينشأ عن اتباع الهوى من خلاف ، أو قلة العلم أو عدم التثبت أو غير ذلك من أسباب ذميمة وصفات مرفوضة .

ومنه ما يكون مقبولا مثل الخلاف حول الآراء المتعددة النابعة من مشرب واحد كالخلاف الصوري أو الخلاف اللفظي أو الخلاف الاعتباري ، وكذا الخلاف حول الأمور الظنية المحتملة في المدركات -  ما تدركه الحواس والعقول - ،  وفي فروع الشريعة ومثل الخلاف في الأمور العملية والمواقف السياسية ، وكذا مناهج الإصلاح والتغيير المبنية علي المصالح والأعراف وحاجات المجتمع وغير ذلك وأمثاله.

4 – الإختلاف قد يكون فيه السعة والرحمة يقول عمر بن عبد العزيز " ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يختلفوا لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصة " ويقول ابن عابدين الحنفي " الإختلاف في الفروع من آثار الرحمة فإن اختلافهم توسعة للناس " ثم يضيف " فمهما كان الإختلاف أكثر كانت الرحمة أوفر "

5 – الإختلاف أنشأ ثروة فقهية وقانونية ملأت صفحات الكتب ومجلداتها عبر التاريخ بثمرة عقول الجهابذة من فقهائنا وعلمائنا تأصيلا وتقعيدا وتنظيرا يغترف من فيضها أهل العلم لا يشبعون علي مر العصور وكانت ولازالت هي بعض من ميراث حضارتنا العامرة بكل خير .

6 – جمهرة الأصوليين يرون أن الحق والصواب واحد لا يتعدد في مسائل الإجتهاد الظنية لكن لا يستطيع أحد الجزم بموضع هذا الصواب .. بينما ذهب كثير منهم إلي أن الصواب يتعدد بتعدد الإجتهادات وأن كل مجتهد مصيب في اجتهاده مادام مستجمعا لشروط الإجتهاد من نية صالحة وعلم بما يجتهد فيه وبذل للوسع في تحقيق موضوع الإجتهاد وهذا القول - وإن خالف الجمهور -قول قوي له مستنده من الأدلة ومناصروه من أهل العلم.

7 – المجتهدون في فروع الفقه الظنية كلهم مأجورون من أصاب منهم له أجران أجر ما بذل من جهد وأجر الإصابة والمخطئ له أجر الجهد رغم خطئه مادام محققا لشروط الإجتهاد والمجتهد المخطئ في مسائل الفروع مادام مأجورا فإن ذمه واتهامه وتبديعه يكون مرفوضا بل نلتمس له العذر .

8 - الحق قديم كما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينبغي أن يقبل من كل أحد مادام موافقا للدليل فالقرآن ساق كلام بلقيس وهي كافرة - لم تكن قد أسلمت بعد -  تعبد الشمس من دون الله فقال " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة " ثم عقب مقررا ما تقول فقال " وكذلك يفعلون " وفي صحيح البخاري ذكر كيف دل الشيطان أبا هريرة علي آية الكرسي فقال له صلي الله عليه وسلم " صدقك وهو كذوب " مقرا لما قال فالحق والحكمة والصواب ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق الناس بها .

9 - الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق فالعصمة ليست لأحد غير النبي صلي الله عليه وسلم وكل بني آدم خطاءون كما يقول الحديث .

10 – المخالفون ليسوا جميعا علي درجة واحدة فمنهم المجتهد المخطئ – فيما نظن – ومنهم الجاهل المعذور ومنهم المتعدي الظالم ومنهم المبتدع صاحب الهوى ومنهم الكافر الضال المعاند والموقف من المخالف يتحدد علي حسب موضوع الخلاف وسببه ومدي استجابة المخالف للحق .

11 – هناك فارق كبير بين الحكم المطلق وبين تنزيل هذا الحكم علي محل الفتوى ، فتنزيل الحكم علي الوقائع يحتاج إلي نظر واستدلال يسميه الأصوليون تحقيق المناط وكثيرا ما يكون سببا للاختلاف لتباين وجهات النظر في تحقق الشروط وانتفاء الموانع وهنا لا يكون الخلاف حول الحكم الشرعي وإنما يكون حول إدراك الواقع ومدي مناسبته للحكم المنزل عليه .

12 – والحكم المطلق قد يختلف أيضا عند تنزيله علي الأشخاص وذلك للنظر في عوارض الأهلية المختلفة وتحقق الأسباب والشروط وانتفاء الموانع فإطلاق الأحكام علي الأشخاص يستلزم معرفة جيدة بالشخص موضوع التنزيل حتى يصادف الحكم موقعه الصحيح وكثيرا ما يكون ذلك موضع الخلاف بين أهل العلم .

13 – الكتاب والسنة لا يعارضان بمجرد العقل أو الهوى أو الذوق والوجدان وإنما الدليل يعارض بالدليل المساوي أو الأقوى .

14 – موافقة الجماعة علي ترك الأفضل خير من مخالفتها علي الأولى فقد صلى ابن مسعود خلف عثمان رضي الله عنهما متما  صلاته في الحج رغم مخالفة ذلك لاجتهاده وقال للناس " اتبعوه فإن الخلاف شر  " وفي هذا المعني يقول ابن تيمية " ويسوغ أيضا أن يترك الإنسان الأفضل لتأليف القلوب واجتماع الكلمة خوفا من التنفير عما يصلح كما ترك النبي صلي الله عليه وسلم بناء الكعبة علي قواعد إبراهيم " .

15 – لا يصح القطع في المسائل الظنية المختلف فيها وإنما نتبع القاعدة التي قالها الإمام الشافعي " إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " فإن التحاور مع المخالف مع توقع أن يأتي الصواب علي لسانه غير التحاور معه وأنت تجزم بخطئه .

16 – لا حسبة ولا إنكار في المسائل الإجتهادية المختلف فيها عند جمهور العلماء وإنما الحوار والنقاش والمناظرة والنصح فقط لتقريب شقة الخلاف .

17 – من المهم الدعوة والدعاية للتعاون في الأمور المتفق عليها والعذر في المختلف فيه من الأمور الظنية موضع الإجتهاد للقضاء علي التعصب والتنافر حول مواضع الخلاف .

17 – ينبغي الإجتماع علي محاربة التعصب الناتج عن القصور في معرفة فقه الإختلاف والتعايش معه وذلك لحماية الفقه والمجتمع من أثر هذا التعصب للأراء الفقهية علي وحدة المجتمع .

18 – الإختلاف في الإجتهاد في مسائل الفروع لا ينبغي أن يفسد مابين قلوب المؤمنين من حب ومودة في الله فإن المختلفين مأجوران ومثابان وإن أخطأ أحدهما أو كلاهما.

19 – فقه الخلاف هو بعض مما خاض فيه علماؤنا بحثا وتفصيلا وينبغي أن يدرس لشبابنا ليعتادوا علي قبول الآخر وتفهم رأيه ومبرراته وتلقي المخالف بما يحفظ الود والحب في الله .يي

20 – علماؤنا وفقهاؤنا هم القدوة للشباب ولذا ينبغي عليهم أن يدركوا أنهم يربون الشباب بأعمالهم وأفعالهم قبل أقوالهم فليتعودوا علي حسن قبول الرأي الآخر وحسن التعامل مع المخالف ليقتدي بهم الشباب .

21 – في النهاية ينبغي أن يشارك الاعلام في ترسيخ مبدأ قبول الآخر ودعوة الناس لتوسيع صدورهم لتنوع الإجتهاد واختلاف الآراء مادام لم يمس الإختلاف قطعيات الدين وثوابت المجتمع .

الحوار أصوله وآدابه

الحوار في اللغة الحوار من المحاورة وهو المراجعة في الكلام وتبادله بين المتحاورين وصولا إلي غاية وهو عادة يستعمل بين صاحبين ليس بينهما صراع .. أما الجدال فمن جدل الحبل إذا فتله فتلا شديدا والجدل يستخدم بمعني الصرع فجدله بمعني صرعه وجادلت الرجل بمعني صرعته وغلبته ويقال رجل جدل أي قوي في الخصام  ويستعمل عادة لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق وأكثر وروده في القرآن والسنة بهذا المعني المذموم وإن كان قد جاء في بعض الأحيان بالمعني الممدوح مثل " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " ومثل " وجادلهم بالتي هي أحسن "

وفي الاصطلاح يستعملان في المناقشة بين طرفين أو أطراف لمعرفة حقيقة خفية وكشف ما غمض منها

أهداف الحوار

1 – إقامة الحجة علي المخالف وإظهار الحق .

2 – الدعوة إلي الله ونشر المفاهيم الصحيحة .

3 – الرد علي الأباطيل والأغلوطات وإظهار الحق ونصرة الدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة .

4 – كشف الشبهات وإزالة الالتباس .

5 – إيجاد الحلول الوسط وتقريب وجهات النظر لجمع الكلمة.

6 – التعرف علي الرأي الآخر ووجهات النظر المختلفة .

7 – البحث والتنقيب واستكشاف ما غمض من مسائل وتفريعات واستقصاء ما غاب عن النظر

8 – التدرب علي المناظرة والحوار لتعليم طلاب العلم واكتشاف قدراتهم.

أهميته

1 – الحوار حاجة فكرية وضرورة علمية توسع المدارك وتزيد المعارف وتكشف خفايا العلوم وتجلي غوامضها .

2 – غيابه يعني زيادة في التخبط والتخلف والعزلة والإنفصال عن المجتمع والسطحية في إدراك الأمور .

3 – الحوار الموضوعي يمنع التطرف والشذوذ الفكري سياسيا كان أو دينيا ويتيح الفرصة لتفهم الرأي الآخر وإدراك دوافعه .

4 – الحوار يعني التخلي عن منطق الرأي الأوحد والحق المطلق وإنما يرسخ قاعدة نسبية المعارف .

5 – الحوار الموضوعي يأسر القلوب ويقرب وجهات النظر ويولد البدائل والأفكار التي تساعد في اتخاذ القرار .

6– الحوار الموضوعي يقتل روح التعصب المذموم ويشيع الانفتاح علي الآخر .

7– الحوار أسلوب قرآني ونبوي مؤثر فيه اتباع للهدي وموافقة السنة .

قبل الحوار

1 – استحضار النية الصالحة بالوصول للحق والصواب والدعاء بالتوفيق والرشاد لكلا المتحاورين.

2 – التعارف بين أطراف الحوار .

3 – الابتداء بكلام وأسئلة خارج موضوع الحوار لإحداث التواصل الإيجابي قبل الحوار.

4 – التقديم للحوار بكلمات رقيقة لطيفة لجذب انتباه الأطراف وقلوبهم .

5 – البعد عن الجماعية والغوغائية حتى لا تستثار روح التعصب والرغبة في الغلبة .

6 – تحديد الهدف من الحوار والحرص علي عدم الحيدة عنه.

7  – تحرير محل النزاع .

8 – الإتفاق علي الأصول المرجعية للحوار وضبط المصطلحات .

 

قواعد هامة في الحوار

1 – ليكن مقصدك الوصول إلي الحق والحذر من التعصب والهوى وكن  لرفيقك معينا لا خصما وأن تشكره إذا دلك على الحق أو عرفك الخطأ يقول الإمام الشافعي " ما ناظرت أحدا إلا تمنيت لو أن الله أظهر الحق علي لسانه".

2 – الإنصاف والعدل والتفريق بين الفكرة وقائلها يقول الحق في كتابه الكريم " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة........." .

3 – عدم مناقشة الفرع قبل الأصل أو الخاص قبل عامه .

4 – لا تناقش موضوعا لم تدرسه جيدا لتحقيق حوار فعال وبنّاء وذي ثمرة .

5 – لاتردّ قبل أن تسمع الطرف الآخر جيدا وتعرف وجهة نظره .

6 – احرص على أن يقول صاحبك " نعم "وحُل ما استطعت بينه وبين " لا " لأن كلمة " لا " عقبة كؤود يصعب تجاوزها " بمعني أنه لابد من إشعاره بمشاركتك له في بعض قناعاته ولا بأس بالتصريح بإعجابك بما يستحق الإعجاب منها ولن تعدم في قوله ذلك .

7 – الحوار ليس ساحة للتصارع يطرح فيها المنتصر زميله وإنما هو وسيلة لتلاقح العقول للوصول إلي الصواب والحق فاحرص علي أن تخرج منه وقد حققت ذلك الهدف ولو علي لسان خصمك .

8 – الحوار ليس مجالا لإلقاء المحاضرات وعرض وجهة نظرك دون إعطاء الفرصة للآخر ليعرض ما لديه بل لابد من التبادل الذي يتيح لكلا الطرفين عرض ما لديه ومناقشة ما عند الآخر.

9 – احتواء النزاع والبدء بالأمور المتفق عليها من أهم وسائل جذب قلب المخالف والتواصل معه وسهولة الإتفاق معه .

10 – لا تغادر مسألة قبل أن تنتهي منها وتصل إلي نتيجة حتى لا تختلط الأمور .


آداب الحوار

أولا : التهيئة القلبية

1 – الإنصاف والعدل إذ لا ينبغي أن يشغلك الدفاع عن فكرتك عن الإقرار بالصواب إن جاء علي لسان الطرف الآخر .

2 – التواضع وحسن الخلق فتأثير الخلق الحسن في استجابة المخالف أكثر كثيرا من تأثير العلم والمنطق .

3 – الحلم والصبر هما مركبتك للوصول بالحوار إلى منتهاه واحتواء غضب محاوريك والتأثير فيهم .

4 – العزة والثبات على الحق دون عجرفة ولا تكبر فأنت صاحب حق تدافع عنه وتنافح فتمسك به ولا تفرط فيه دون دليل أو صارف شرعي يغير قناعاتك .

5 – حسن الاستماع وعدم المقاطعة وإشعار الآخر بالاهتمام وحسن المتابعة من أهم آداب الحوار إذ يجعلك تدرك ما يقول وتحسن الرد عليه .

6 – الاحترام والمحبة رغم الإختلاف إذ أن كلاكما مأجور إن شاء الله والحب في الله الذي هو أوثق عرى الإيمان لا ينبغي أن يذهب به الإختلاف والحوار بل ينبغي أن يزيده توثيقا .

7 – الكلمة الطيبة والقول الحسن من السنة وهو ضروري للخروج من الحوار بالنتيجة المرجوة فمن السنة أن ينادى بأحب الأسماء إليه وأن يختار من الألفاظ القول الحسن وأن يبتعد عن الألفاظ الجافية .

8 – اللجوء إلي التلميح بدلا من التصريح في لفت النظر للأخطاء وفي اللوم على التقصير وتجنب التجهيل والتسفيه والسخرية .

9 – تجنب المراء وهو الجدل بغير حق لاجتناب الهزيمة والدفاع عن الخطأ بغير منطق .

10 – حسن الظن بالمخالف وتجنب التعجل باتهامه بغير دليل فإننا مأمورون شرعا باجتناب سوء الظن فإنه كما يقول الحديث أكذب الحديث وهو الذي يفسد ذات البين .

11 – الثناء على المحاور بما هو فيه لجذب قلبه وتسهيل الحوار .


ثانيا : حول موضوع الحوار

1 – العلم الجيد بموضوع الحوار فلا ينبغي أن تدخل حوار في أمر لم تحسن دراسته .

2 – العلم بأساليب التحاور وأصوله الدليل والبرهان وغيرها .

3 – الاقتناع بما تتحاور فيه وإلا كان الحوار جدالا مذموما لا ينتصر فيه للحق .

4 – البدء بمواضع الإتفاق ثم تحديد مواضع الإختلاف للتحاور حولها .

5 – حسن ترتيب القضايا ترتيبا منطقيا والتدرج في معالجتها والابتداء بالأهم .

6 – حسن الاستدلال ومراعاة صحة الدليل ووضوح الشاهد فيه وترتيب الأدلة حسب قوتها ودلالتها في الاستدلال .

7 – ضرب الأمثلة لتقريب المعني للأذهان وتوضيحه للمستمع.

8 – الرجوع إلي الحق والتسليم بالخطأ .

9 – البعد عن المغالطة والخداع والحرص علي الوضوح وعدم التدليس .

10 – الاهتمام بتصدي أهل التخصص في موضوع الحوارات لتحقيق نتائج علمية موضوعية.

11 – العدول عن الإجابة إلى ما هو مفيد وهذا نهج القرآن والسنة في إجابة أسئلة السائلين إذ المستهدف من الحوار والنقاش هو تحقيق الفائدة للمتحاورين والمستمعين لا مجرد الحوار والجدل .

 

 


آداب لفظية

1 – ضرورة اجتناب الألفاظ والمعاني التي تثير النزاع والفتن والجدل غير المفيد .

2 – اجتناب التفاصح والتشدق واستعراض العضلات اللغوية والاهتمام بالبساطة اللغوية واستخدام الصياغات التي يفهمها الجميع إذ أن اللغويات ليست من أهداف الحوار .

3 – البعد عن الموبقات اللسانية مثل الغيبة والنميمة والكذب وما شابه فإن من يؤمن بالله واليوم الآخر ينبغي أن يقول خيرا أو يصمت كما يقول الحديث .

4 – ينبغي اجتناب تزكية النفس والثناء عليها والتعالم لإظهار القوة والغلبة .

5 – يحذر الاستئثار بالكلام دون الطرف الآخر .

6 – ينبغي عدم رفع الصوت أكثر من اللازم .

7 – يجب اجتناب السخرية والاستهزاء .

8 – اجتناب الإغراب في المعاني والألفاظ فإن أفصح الكلام ما يصل إلي المعني من أقرب وأبلغ طريق . 

 

 


وبعد،،،،،

رغم أننا ومنذ أكثر من خمسة عشر قرنا قد تعلمنا من قرآننا العظيم ونبينا الكريم  كيف نتحاور مع المخالف بالحسنى ، وبالتي هي أحسن .. إلا أننا وللأسف الشديد  نعاني كثيرا من قصور في إدراك فقه الإختلاف وقبول الآخر وكيفية تلاقح الأفكار من خلال الحوار البناء المفيد الذي ينتج الخير والبناء لا الهدم وتمزيق الأواصر .

 

وقد حاولت في هذه العجالة أن أشير إلي أهم ما في هذا الباب من مسائل – جمعا من كتب أهل العلم – آملا في أن أساهم في وأد ما في النفوس من تعصب للرأي ورفض للآخر علي أمل إن كان في العمر سعة أن أعود لهذا الموضوع بالبحث والتفصيل .



فهرس الكتيب

 

الموضوع

رقم الصفحة

تقدمة أولى

5

تقدمة ثانية

7

مقدمة المؤلف

9

قواعد هامة في فقه الإختلاف

12

الحوار أصوله وآدابه

19

آداب الحوار

24

أولا : التهيئة القلبية

24

ثانيا : حول موضوع الحوار

26

آداب لفظية

28


 

<!--<!--

 

 

 

 

طبع بدار المهندس للطباعة

<p s
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 295 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2014 بواسطة ESDARATELGAMAA

إصدرات الجماعة

ESDARATELGAMAA
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,545