الخصال المطيبة للعيش
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين . قال أبن مسعود: لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام و أعلم أنى أموت فى آخرهاو لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة الخصال المطيبة للعيش التى لا بد من مراعاتها فى المرأة ليدوم العقد و تتوفر مقاصده
2 - حُسن الخُلُق و ذلك أصل مهم فى طلب الفراغة و الإستعانة على الدين فإنها إن كانت سليطة بذية اللسان سيئة الخلق كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع
و إن الصبر على نساء النساء مما يُمتحن به الأولياء
قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أنانة و لا منانة و لا حنانة و لا حداقة و لا براقة و لا شداقة
1 – الأنانة : فهى التى تكثر الأنين و التشكى و تعصب رأسها كل ساعة فنكاح الممراضة أو نكاح المتمارضة لا خير فيه
2 – المنانة : هى التى تمن على زوجها و تقول فعلت لأجلك كذا و كذا
3 – الحنانة : هى التى تحن إلى زوج أخر أو ولدها من زوج أخرو هذا مما يجب إجتنابه
4 - الحداقة : التى ترمى إلى كل شئ بحدقتها فتشتهيه و تكلف الزوج شراءه
5 – البراقة : و تحتمل معنيين
أحدهما : أن تكون طول النهار فى تصقيل وجهها و تزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع
الثانى : أن تغضب على الطعام فلا تأكل إلا وحدها و تستقل نصيبها من كل شئ و هذه لغة يمانيه يقولون برقت المرأة وبرق الصبى الطعام إذا غضب عنده
6 – الشداقة : المتشدقة هى كثيرة الكلام
قال النبى صلى الله عليه و سلم: إن الله تعالى يبغض الثرثارين المتشدقين و حسنه من حديث جابر رضى الله تعالى عنه
( و إن أبغضكم إلى و أبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون و المتفيقهون )و لأبى داود و الترمذى و حسنه من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما أنه قال أن الله يبغض البليغ من الرجال الذى يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها
حكى أن السائح الأزدى لقى الياس عليه السلام فى سياحته فأمره بالتزوج و نهاه عن التبتل ثم قال له: لا تنكح أربعاً: المختلعة ، المبارية ، العاهرة ، الناشز.
1 المختلعة : هى التى تطلب الخلع كل ساعة من غير سبب
2المبارية : هى المباهية بغيرها المفاخرة بأسباب الدنيا
3العاهرة : هى الفاسقة التى تعرف بخليل و خدن و هى التى قال الله تعالى: { وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ }- النساء25
4 الناشزة : هى التى تعلو على زوجها بالفعال و المقال - والنشز هو : العالي من الارض
كان على رضى الله تعالى عنه يقول
[ شر خصال الرجال خير خصال النساء البخل ، الزهو ، الجبن ]
فإن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مالها و مال زوجها
و إذا كانت مزهوة أستنكفت أن تكلم كل أحد بكلام لين مريب و إذا كانت جبانة فرقت من كل شئ فلم تخرج من بيتها
و أتقت مواضع التهمة خيفة من زوجها هذه الحكايات ترشد إلى مجامع الأخلاق المطلوبة فى النكاح
حكمة و عظة اليوم فى ذكر الملك الذى يدخل القبر قبل منكر و نكير روى عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه
يدخل على الميت ملك قبل أن يدخل عليه منكر و نكير
يتلألا وجهه كالشمس أسمه رومان
يدخل على الميت ثم يقعد فيقول له
أكتب ما عملت من حسنة و من سيئة
فيقول : بأى شئ أكتب أين قلمى و مدادى و دواتى
فيقول له : ريقك مدادك و قلمك أصبعك
فيقول : على أى شئ أكتب و ليس لى صحيفة
فيقطع من كفنه قطعة فيناوله فيقول هذه صحيفتك فأكتب
فيكتب ما عمل فى الدنيا من خير ، فإذا بلغ سيئاته أستحيا منه
فيقول له
يا خاطئ ما لم لا تستحى من خالقك حيث عملتها فى الدنيا و تستحى منى الأن
فيرفع الملك عمودا فيضربه به
فيقول العبد : أرفع عنى حتى أكتبها
فيكتب فيها جميع حسناته و سيئاته
ثم يأمره أن يطويها و يختمها
فيطويها و يقول بأى شئ أختمها و ليس معى خاتم
فيقول : أختمها بظفرك فيختمها بظفره و يعلقها فى عنقه إلى يوم القيامة
قال تعالى: وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً-الإسراء13
ثم يدخل بعد ذلك منكر و نكيرو إذا رأى العاصى كتابه يوم القيامة فإذا أمره الله تعالى بالقراءة يقرأ حسناته
فإذا بلغ إلى سيئاته سكت فيقول الله تعالى : لم لا تقرأ فيقول : أستحى منك فيقول الله تعالى : لم لا تستحى منى فى الدنيا و الأن استحييت منى
فيندم العبد و لا ينفعه الندم فيقول الله تعالى : خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه - رواه الترمذى
ساحة النقاش