العجرفة السياسية
د.سرحان سليمانمن مقالاته:
كلمة العجرفة تعنى التكبر وعدم احترام الاخرين ،وهذا وصف للكثيرين من السياسيين الذين يظهرون علينا تلك الايام فى الاعلام ،فاصبح دور" د. عبد الحليم قنديل " مهاجمة التيار الاسلامى ،- الاخوان والسلفيين - وحمل الراية من الحزب الوطنى الديمقراطى ، وكان الرجل ايام النظام السابق يقاوم بشدة ويعلن صراحة معارضته للفساد والديكاتورية ،
ثم ما لبث ظهر فجأة ليصف التيار الاسلامى بعملاء للسعودية وخدام للامريكان ، واستخدام الفاظ لا تليق بسياسيى محترم ، ولا تليق ان يصف بها الاخرين ، دون اثبات ، فهو يتحدث بكلام مرسل ويصف الاخرين بالعمالة وعدم الوطنية ، مما اصاب الكثيرين بالذهول ، ألم يتخيل انه بهذه الاحاديث يمكن محاكمته ؟ ، ومحاسبته قانونياً ؟ ، كيف يصف تياراً يشكل غالبية المصريين اوعلى الاقل كلمة التيار الاسلامى تشكل حساسية لدى معظم المصريين ، وانا انصح هذا الرجل الذى بدأت شيخوخة احاديثه وعقم افكاره وانهياره السياسيى ان يقوم على الفور بتغيير نظارته لانها ماركة قديمة !! والمعنى واضح ، ان تلك النغمة فهمها الشعب المصرى ، فأصبح لا يخشى اى تيار ، سواء اسلامى او ليبيرالى ، واصبح يحترم جميع التيارات ،ويختار وفقاً لارادته ،ولا ينتظر نصيحته ،التى ظهر منها العداوة والحقد وكراهية الاخرين وعدم قبولهم ، فكيف ينادى سياسى بعدم قبول الاخر وينادى بالديمقراطية !! ، واعزر الرجل حيث لم يجد من يهاجمه ليظهر رونقه ،سوى الناجحين او من بدوأ فى اكتساح غالبية المقاعد ، وافضل الرد عليه يكون باستمرار النجاح وعدم الالتفات الى تلك الشخصيات المريضة التى الرد عليها يحقق لها الوجود ، بل اعتباره غير موجود او تجاهله افضل الطرق للرد عليه .
ليس هذا فحسب ، بل ظهر " د. رفعت السعيد " ، ايضاً ، بمساندة الرجل فى الهجوم على التيار الاسلامى ، ونسى الرجل ان حزب التجمع لا اساس له فى الشارع ، وتحول الى مكتب ، وعدة اشخاص ، يتنافسون على من يتحدث للاعلام ، بل انه فجأءة نسى تعاونه مع النظام السابق وتواجده فى مجلس الشورى ، ليس بالاصوات ولكن بالتعيين ؟
على الرغم اننى لست من الاخوان او السلفيين ، لكننى اقبل الاخر واقبل الديمقراطية ، واسلم لمن يفوز فى الانتخابات بل واساعده ، طالما هذا هو اختيار الغالبية واختيار الديمقراطية ، اما اسلوب التشهير فهو اسلوب الضعفاء واليائسين والذين لا يملكون رؤى للمستقبل ، ولا يستطيعون مواجهة المنافسة الشريفة ، انها عجرفة سياسية .
ايضاً ، ظهر علينا فجأءة اشخاص كانوا ينغمسون فى الحياة السياسية مع الحزب الوطنى ، وينعمون بما يغدق عليهم من اموال ، يتحدثون تلك الايام عن فساد النظام السابق ، بل تجاوزا ليتحدثوا عن فساد المؤسسة العسكرية ، وربما لو وضعنا ايدينا فى جيبوبهم ، لوجدنا اموال برائحة الفساد مكتوب عليها اموال من نظام النظام السابق ، يجب على هولاء ان يعلموا جيدا ، ان الشعب يعلم جيداً ، ان تلك الاساليب يفهمها الشعب ، ويعى انها تهدف للدعاية لهم ، سواء رغبة فى المناصب او الانتخابات ، او عدم ملاحقتهم .
ونحترم كل من يسعى الى تهدئة الاجواء فى مصر ، ويقوم بعمل دعايته الانتخابية بعيداً عن المياة العكرة التى سوف تلوثهم قبل ان تصل للاخرين ، واخيرا نشكر وزير الداخلية الجديد فقد ظهر الامن بقوة من اول يوم واحس به جميع المواطنيين ، وهى خطوة كبيرة تستعيد معها مصر ، بداية الحياة الطبيعية ، ويجب علينا ان نشد على جميع الايادى التى تعمل من اجل مصر ، لاننا نبنى من جديد ، ونحتاج لجميع القوى البناءة ، وليس تلك الهدامة ، التى مع مرور الوقت سوف تتلاشى نهائيا .
اخيرا ، اشير الى امراً يهم الشباب ، وينتظرونه ، بخصوص اعلان " د. الجنزورى " ، بتعيين 500 الف شاب فى الحكومة ، وهى خطوة رائعة تعين تلك الاسر على المعيشة الصعبة ، والرسالة التى اود توصيلها الى المسؤلين ، رجاء عدم الخوض فى الشروط ، والتعقيدات ، ويجب تعيين كافة المؤقتين مباشرة ، وعدم اعطاء الفرصة للمديرين كل فى مجاله ، بوضع شروط ربما تخدم فريقا على حساب الاخر، وظهر بدايتها فى مركز البحوث الزراعية ، وتسبب مشاكل كبيرة ، قرار سريع ونهائى ، تثبيت جميع المؤقتين مباشرة بأمر رئيس الوزراء ، حتى نرى مصر بدون مؤقتين ، وتنتهى مشكلة الاحتجاجات والاعتصامات وننطلق الى الانتاج والعمل ، ولدى ثقة ويقين ان قرار مثل هذا سوف يكون له صدى كبير لدى الشباب .
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - العجرفة السياسية