يتمتع الاقزام بقدرات عقلية طبيعية ، و يتعلمون كافة المهارات التي تناسب قامتهم ، و يحصلون على المناهج الدراسية التي يحصل عليها أقرانهم من كل فئات المجتمع فماذا ينقصهم للمشاركة في عمليات التنمية ؟ نحتاج لاهتمام انساني و تواصل ناجح مع المجتمع يحترم الاختلاف و لا يسخر و لا يتنمر على الفئات التي تحتاج مساندة و دعم و تحفيز من ابسط الاساليب الى الاستفادة من اعظم المبتكرات التكنولوجية لاستثمار الطاقات الانسانية ، و تحسين نوعية الحياة ،
ان تعليم الناس إجراء تغييرات بسيطة في اساليب الحياة و تفعيل النقاشات داخل الاسرة و المجتمع للسعي لاكتساب مزيد من مهارات التكيف و التعامل مع المواقف الصعبة التي يواجهها الطفل القزم كفيل باستمراره في الحياة و التكيف مع الواقع و عدم الخوف او النفور من المدرسة ، و كذلك اجراء تغييرات على المنزل الذي يوجد فيه القزم ، مثل وضع مفاتيح كهرباء اضافية منخفضة ، توفير أذرع لمقابض الأبواب ، معالجة درجات السلم بطريقة تتيح الراحة و سهولة الاستخدام ، توفير بعض الادوات المناسبة في المؤسسات التعليمية ، و غيرها من الاساليب المهمة لتطوير التعامل مع البيئة المحيطة ، كذلك سن القوانين التي تحفظ لهم حقوقهم و كرامتهم و تساعدهم على الاندماج في مشاركة المجتمع في خططه و اهدافه ،
مشكلة الدراسة وأهميتها:
تكمن مشكلة الدراسة في كيفية تفعيل اساليب و طرق لدعم مشاركة الاقزام في العمليات التنمية في مجتمعاتهم بدءً من تنمية ذواتهم الى تنمية المجتمع و تلبية احتياجاته و تحمل المسئولية تجاه المشاركة في تنفيذ خطط التنمية العامة ، و الحث على ضرورة قيام وسائل الاعلام بدور مؤثر في تطوير حياة الفرد والاسرة والمؤسسة والمجتمع حيث انها تقوم بدور اساسي في التنشئة الاجتماعية وتشكيل الرأي العام وترتيب اولويات الجمهور وقد اصبح مفهوم التنمية من المفاهيم التي تحتل مكانة كبيرة في المجتمع بكل فئاته ، و اصبحت المشاركة في جهود التنمية امرا حتميا لدفع المجتمع لتحقيق اهداف الجميع و طموحاتهم م
و يستطيع الاعلام ان يقوم بدور كبير في هذا المجال انطلاقا من دوره في التثقيف الاجتماعي والتعليم الذي لم يعد محصورا داخل القاعات الدراسية فحسب بل يمكن للاعلام ان يقوم بدور يوازي دور المؤسسات التعليمية والتدريبية لتحفيز افراد المجتمع على تطوير الذات و خلق بيئة افضل للتعامل بين افراد المجتمع بنقل مهارات اعلى للتواصل الانساني تدعم جهود الدولة لاستثمار طاقات كل مواطن .
تتركز أهمية هذا الموضوع في :
1. حيث تضيف هذه الدراسة للمكتبة الإعلامية الاجتماعية بحثاً جديداً حول الاقزام و ذوي القدرات الخاصة و دعم مشاركتهم في التنمية.
2. ندرة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، و ربط علوم الاعلام و الاجتماع بالقدرة على العطاء و المشاركة المجتمعية في التنمية
3. ندرة الدراسات التي تلقي الضوء على قصار القامة و ضرورة استثمار قدراتهم و تنمية مهاراتهم و مهارات افراد المجتمع في التعامل معهم للحد من الاحباط الذي يواجههم من سطحية النظرة اليهم و السخرية منهم ، او ممارسة التنمر ضدهم ، و عدم فهم لمشاكلهم .
4 . تفيد كذلك المهتمين بمجال التنمية الاجتماعية و مشاركة كل افراد المجتمع فيها خاصة فئة قصار القامة الذين يمكنهم استثمار معطيات العصر التقنية التي يمكن ان تساعدهم في اداء مهامهم التنموية
2. أهمية التوصل إلى مزيد من الفهم لطبيعة عمليات التنمية و دور الاعلام في ترتيب اولويات الناس نحو القضايا الاساسية في المجتمع خاصة قضية اتاحة مزيد من الفرص لذوي الإعاقة و الاقزام وفقا لخطط الدولة التنموية ، بهدف محاولة تقديم مضامين إعلامية تلاءم أساليبهم وتقدم لهم موضوعات التنمية البشرية بالأسلوب الأمثل لهم.
3. الإسهام في رفع حالة المعرفة لدى القائمين على الإعلام الموجه للجمهور المصري حيال الموضوعات المتعلقة بقصار القامة .
4. التبصير بضرورة مراجعة ما تمليه وسائل الإعلام على المواطنين من أفكار خاصة في هذا العام المخصص للشخصية المصرية من ذوي الاحتياجات الخاصة و الاقزام لمراعاة احتياج كل فئات المجتمع .
5. تعزيز قيم المجتمع نحو التغيير والتطوير من خلال تحفيز الافراد ووسائل الإعلام في دفع المشاركة المجتمعية في جهود التنمية .
بعض الصعوبات لإنجاز الدراسة :
١ - ندرة الدراسات و الابحاث عن فئة الاقزام و تفعيل دورها في التنمية ،،
٢- عدم التفاعل من قبل بعض الافراد ممن يعانون القزامة او المسئولين
٣- الاحباط لدى بعض الاقزام و أسرهم ما أدى للعزوف عن المشاركة و فقدان الأمل في التغيير
٤- ندرة المشاريع التي تقدم فرص عمل حقيقية للمساعدة على استثمار طاقات هذه الفئة لتحسين الدخل و نوعية الحياة