في الاعلام حين تسأل تتلقى اجابة ، و اذا لم تتلق الاجابة فان لك ان تحلل الموقف ليشير الى عدد من السيناريوهات
سؤالك لم يكن مفهوما
ضيفك يفضل عدم الافلام
تجاهل
اما ان يدعمك دينك بمفاهيمه الراقية فهذا شأن عظيم
الاجابة اعلام و تربية
حين احب الرسول اجابة سؤال ، و كره الرسول الكريم الاجابة ذاتها ، و كانت الاجابة انا
كتب الدكتور احمد درويش
( أنا : بين قواعد النحو وتصحيح المفاهيم الدينية .. منهج مقترح لتدريس النحو العالي )
بقلم / د: أحمد درويش
*- حديثان للنبي الأكرم ( صلى الله عليه وسلم ) :
- فعن جابر قال : أتيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدققت الباب ، فقال : من ذا ؟ فقلت : أنا ، فقال : أنا أنا ، كأنه كرهها ( متفق عليه ) .
- وفي حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم " من أصبح بينكم اليوم صائما ؟ فقال أبو بكر : أنا ، فمن أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر : أنا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا.
- السؤال: لمَ كره النبي الأكرم ( أنا ) في الحديث الأول ، وأحبها في الحديث الثاني ؟
نستطيع من خلال الحديثين الشريفين الربط بين اللغة و القيم التربوية التي تعد رافدا لمكارم الأخلاق ، لكن كيف ذلك ؟
- أولا : في الحديث الأول : لم كره الرسول الكريم ( أنا ) فقط ؟
الجواب: لأن جابرا ذكر المبتدأ ( أنا ) ، ولم يذكر الخبر ( جابر ) فلو قال : ( أنا جابر ) لما تضايق الرسول الأكرم ، وهنا تتثبت لدينا قيمة تحديد الخبر بأنه الجزء المتم الفائدة كالله بر والأيادي شاهدة كما قال سيدنا الإمام ابن مالك في الألفية .
- ثانيا : نعرب عن قيمة دينية مستلة من الحديث النبوي ، وهي أدب الرد على السؤال ؛ فالرد لا بد أن يكون وافيا كافيا ؛ لأن غرض اللغة الإعلامية كما يقول علماء النص المحدثون ... وجابر لم يف بقيمة الإعلامية فكره الرسول ذلك .
- ثالثا : لم يكره النبي الكريم ( أنا ) من أبي بكر ؛ لأنه كان معه في الموقف شاهدا له ، فكلامه أي أبي بكر ردٌّ على سؤال ، وهذا يعني أن أبا بكر ذكر المبتدأ ( أنا ) ولم يذكر الخبر ؛ لدلالة ما سبق عليه ، فالمعنى : أنا أصبحت صائما ، أنا زرت مريضا ، أنا أطعمت مسكينا .
- رابعا : يقودنا ذلك إلى استلال قاعدة نحوية أخرى ، وهي جواز حذف الخبر إذا علم من الكلام ودل عليه دليل ، وفي هذا يقول سيدنا ابن مالك :
وحذف ما يعلم جائز كما ** تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد قل : دنف ** فزيد استغني عنه إذا عرف
وهذا يقودنا إلى ملمح بلاغي وهو مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، وهذا عين البلاغة فلا إيجاز ولا إطناب وإنما مساواة ودقة في البلاغ والتبليغ .
- خامسا : نستطيع من خلال الحديث أن نصحح فهما سائدا وهو قولنا ( أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ) ، لا أدري لماذا الإعاذة ؟!
ربما لأن الشيطان قالها كما جاء في القرآن ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ، لكن المسألة متعلقة بنية المتحدث ؛ فليس شرطا التكبر والتعاظم ب ( أنا ) ، وإنما إعلام للشخص ، وقد قال النبي الكريم ( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب ) ، وقال ربنا في كتابه ( وما أنا من المتكلفين ) ، وقال الأنبياء كما جاء في القرآن ( وأنا أول المسلمين ) .
- بهذا نقترح منهجا لغويا يضع القواعد ، والبلاغة ، والحديث والقرآن في بوتقة واحدة لإبداع نحو عال قرآني حديثي يضم في أحشائه قيما دينية تربوية راقية ، تربط اللغة بالدين والحياة والأخلاق ؛ حتى لا يبدو لنا جافا ( كما يُعتقدُ ) .
اللهم أعنا على القيام بهذا ، واجعل لنا ردءا من عندك ، إنك ولي ذلك ، والقادر عليه ❤❤