قياس الخلق الطيب بالفضيلة ، فرق كبير بين فضيلة عزة النفس ، و بين البعد عن هذه الفضيلة بالكبر ، 

عزة النفس ارتفاع عن مواضع المهانة ، اما الكبر فهو رفض عمل او استنكار القيام به لانه لا يليق مع منزلة متخيلة ، او انه مهين ، اما اذا كان مهينا فعلا فهذا شأن أخر، 

التواضع يساعد على الالفة و التآلف و التعاون لإنجاز الاعمال ،

 عزة النفس حفظ ماء الوجه ، الكرامة كلها مفاهيم إنسانية جدا بل مطالب عادلة ، لكنها ليست غاية او  منتهى تحقيق الاهداف ، بل ان من حقق هدفا يزداد تواضعا ،

قال أرسطو عن الفضيلة: «اختيار الإنسان للحالة الوسطية بين رذيلتين» (أي لا إفراط ولا تفريط).  الغرور ، و التواضع او الضعة او  المسكنة ،  فالكرم  مثلا حالة وسطية بين الإسراف والبخل، والشجاعة حالة وسطية بين التهور والجبن. 

بداية دعم الذات و بناء الثقة الحقيقية هي المعرفة  ،نقاط القوة و الضعف ، 

 المميزات  ، 

قبول الذات و مرونة التغيير و قبول الافكار الجديدة ، حسن المظهر دون مبالغة ، المعرفة و الثقافة ، و السعي لإيجاد روابط و سبكة علاقات ايجابية جيدة ، التفكير الإيجابي احترام الوقت احترام الافكار و احترام نقدها ، احترام الاراء يأتي بعد بناء معرفي متماسك للفكرة التي تدافع عنها و الاختلافات ، احترام المواعيد و الوعود ، العزيمة الإصرار ، 

هذه كلها عوامل تدعم الثقة ، و حين تدعم الثقة مؤكد انت تبتعد خطوات عن الكبر و الغرور ،

 

تقييم الذات ، وضع رؤية واضحة مع اهمية المشاعر تجاه الذات ، و رؤية تجاه الاخرين و مشاعري تجاههم ،

 و لا يعني التواضع إنكار الذات او الشعور بعدم الاستحقاق بل هو تقدير الذات و تقدير قيمة عامة للكون ، و لصنع الله فيه ،

لا احتقار و لا إبراز لمكانة و فرض سطوة ،

محبة و تسامح 

غالبا لا يثق المغرور بذاته لكنه ينظر لها نظرة سلبية داخلية تشعره بالدونية فيعوض ذلك بإظهار المكانة الاجتماعية و العلم و الخبرة ، امتلاك الماركات ، ارقام مميزة ، أحدث التكنولوجيا كلها مظاهر يتخفى خلفها الضعفاء ، 

يحيط نفسه بمن يحتاجه ، فيرهن احتياج الاخرين له بدعمه و عدم انتقاده بل و الاشادة به ، و تحمل تقلباته ،  لا يقبل نصحا و لا توجيها و لا انتقادا ، 

المتواضع يرى في انجاز الاخرين قدرة له و دافعا لتحقيق انجازه لا يضطر الى التقليل من شأنهم ، 

المغرور لا يحتمل نجاح الاخرين لانه يكشف عدم استحقاقه الداخلي لما هو فيه ، بينما الواثق بذاته يعشق قصص النجاح و الاستحقاق ،

الثقة بالنفس تنبهك للإشارات التحذيرية المبكرة لمرونة التفكير و التصرف بينما الغرور يمنعك من تقبل فكرة الخطأ و التطوير 

المشكلة ان البعض يعتقد ان هناك تعارضا بين التواضع و إظهار الثقة ، ان القدرة على اختيار الوقت لابراز صفة مهارة اساسية ، فالتواضع صفة حميدة لها وقتها ، و إظهار الثقة صفة حميدة لها وقتها ايضا ، الذي يساعد على عدم تناقضهم هو مشاعر المحبة الحقيقية ، و الصدق، و مؤشر الحساسية المنتبه للموقف و التوقيت، 

فان تساعد الاخرين على احراز اهداف امر رائع ، و ان تسجل انت أهدافا امر رائع جدا ، يمكننا طوال الوقت الجمع بينهما ،،

ولا يدفع المدد الهابط مثلُ الكبر ، لأن الغيث لا يقرُ إلا على الأرض المنخفضة لا فوق رؤوس الجبال ، فكذلك قلوب المتكبرين تنتقل عنها الرحمة وتنزل إلى قلوب المتواضعين!
والمراد بالمتكبرين : من يردُ الحق ، لا من يكون ثوبه حسنا ، ولكن الكبر بطر الحق ، أي دفعه واحتقار الناس!
ولا تعتقد أن الكبر لا يكون إلا في وزير أو صاحب دنيا ، بل قد يكون فيمن لا يمتلك عشاء ليلة ، وهو يُفسد ولا يُصلح لأنه تكبر على حق الله تعالى!
من كتاب: تاج العروس الحاوي في تهذيب النفوس

ابن عطاء السكندري

دخل رجل على الرسول ﷺ وهو بين أصحابه وقال لهم: أيّكم محمد؟

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1686 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2017 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

653,035