(اجتازت مصر فترة عصبية في تاريخها الاخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تاثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين واما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتامر الخونة على الجيش وتولى امرهم اما جاهل او خائن او فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير انفسنا وتولى امرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد ان مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب اما عن راينا في اعتقال رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب واني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال. وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس. وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولاً عنهم والله ولي التوفيق)
على فكرة ده كان بيان يوليومن اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري ، وانطلق بيان الثورة بصوت محمد انور السادات ، و قد قام ( الضباط الاحرار ) كحركة غير مسيسة بكسب التأييد الشعبي خاصة مع استمرار الاحتلال الانجليزي لمصر منذ عام 1882م، ونقض الإنجليز لوعودهم بالجلاء، و انتشار الفساد فى مصر ،
الثورة هي السعي لاحداث تغيير سريع فارق ، وقد حققت يوليو هذا التغيير في كثير من بنوده ، فجر هذه اللحظة وقتها الجيش ،
لم تكن سعيا لسلطة لكن القضاء على الاستعمار ، والاحتلال الانجليزي ، و السعي نحو حكم المصريين لبلدهم ، و تغيير موازين القوى الدولية وتأسيس حركة عدم الانحياز ، و امتلاك قرارهم ، وبناء جيشهم ، كلها اهداف تحققت ، وبعضها كانت كالاحلام التي كانت تحتاج مزيدا من العمل والبناء والسعي نجو العدالة الاجتماعية ، و سعت جهود الثورة في سنواتها الاولى لتحقيق العديد من الاهداف ، لكنها حادت عن الاهداف خاصة فيما يتعلق بالممارسة الديمقراطية وعودة احتكار الرأسمالية ، و التشبث بالسلطة فلا ينهيها الا الموت او القتل او الثورة ثم التنحي او العزل ، لذا كانت المساعي تتواصل لتحقيق الاهداف ،
والاهم الان هو ثورة الاتصال و سرعة تداول المعلومات والأخبار ، الصحيح منها والخاطئ ايضا ،
من ذكريات درامية قادت العقلية المصرية نحو تصورات محدودة عن الثورة حتى نقاشات حادة بين شبابنا حول الثورات والانقلابات ، خاصة مع تصاعد الاحداث في تركيا ومحاولة الانقلاب على الديمقراطية والدستورية ، دون وضع الأمور في موازينها الموضوعية ، حول ماهي الثورة ، و هل كل ثورة يواكبها حالات العنف ؟ هل تظل كل ثورة مرتبطة بالفوضى ؟
هل تتعارض الثورات مع القوانين ، هل هناك قوانين تدعم غضب الشعوب وكيف تحكم القوانين الثورات قبل انفلات الأوضاع ،هل يمكن ان تستمر الثورات ، ام هناك مدة زمنية لإنهاء الثورة ؟ ام لابد من تحقيق الاهداف كاملة ؟
مواصفات القائد بعد الثورات هل يحتاج كاريزما خاصة لإلهام الشعب بالعمل و الجهد للحركة نحو التغيير ؟
من المهم جدا طوال الوقت ان نفكر في تاريخنا لبناء الحاضر ، وان نضع في اعتبارنا تطورات تاريخية و اختلافات زمنية ،
لكن تظل اهم الدروس التي نتعلمها في تاريخنا مع الثورات هي معادلة الجيش والشعب والمساندة المنشودة المتبادلة ، اللهم احفظ مصر