حتى اراك

،،،

ثروة نقية السمعة ( الراديو )

،،

في يوم ما ، كان تواصل الناس عبر مسافات طويلة دون أسلاك ، مجرد حلم ، لكنّ ماركوني صدّق و سعى ،، فكان الراديو ، ،،لقد ورثنا تركة نقية السمعة ، فكيف نحافظ على هذا الميراث النقي ، و ننميه ونستثمره  ،،؟! 

منذ الاكتشافات المبكرة لاستخدامات موجات الراديو ، و نشأة الاجهزة الاولى للإرسال والاستقبال ، ارتبط الراديو برسائل الاستغاثة والإغاثة والإنقاذ ، ساهمت موجات الراديو في انقاذ مئات الركاب من الغرق في واقعة أولى على متن سفينة أمريكية ، ثم كانت الواقعة لأشهر في الإنقاذ تيتانيك ، فلولا موجات الراديو ما كنا لنسمع الأحاديث ، والقصص الانسانية لركاب أنقذتهم نداءات الربان (أغيثونا نحن نغرق ) ، في أسوأ حادثة في تاريخ البحرية الامريكية في عام ١٩١٢ ، كانت هذه الحكايات مصدر الهام لكل الفنون ،

ثم انتشر جهاز الراديو كوسيلة اعلامية يلتف حولها الناس في كل الدنيا باحثين عن الخبر ، والثقافة ، والمعرفة ، والعلم ، والترفيه ،  متخطية الحدود والحواجز ، مؤثرة في العقول والقلوب بأقل التكاليف،

عرفت مصر الراديو في أوائل القرن العشرين مواكبة للدنيا وتطوراتها ، و التف الناس حول الاذاعة المصرية ، في مرحلة الإذاعات الاهلية ، التي استمرت طوال فترة العشرينيات من القرن الماضي ، ولما زاد التجاوز وتبادل الشتائم ، و انتشار السب والقذف على السنة اصحاب الإذاعات الاهلية  ومن يعملون بها ، تم الغاؤها وظهر اول كيان رسمي مهني للاذاعة في ٣١ مايو عام ١٩٣٤ ، هذا التاريخ الذي نحتفل به عيدا للإعلاميين ، عشق المستمعون   برامج الاذاعة ،  وتعلقوا بنجومها الذين تألقوا بلا منافس حتى ظهور التليفزيون وانتشاره ،  سحب التليفزيون البساط قليلا من الاذاعة لكنها تسترده بكل قوة ، بقواعد وأصول ، ومهارات اساسية للعمل الاذاعي ،  لتبني العلاقة والثقة مع المواطن المصري والوطن ، 

الراديو ، وسيلة تحب الحياة وتقاوم كل تهديد ، وحين اعتقد الجمهور وصناع الاعلام ان انتشار التليفزيون سيهدد حياة الراديو ، استطاع الراديو  بجهود مبدعين و التفاف عشاقه حوله  ان يجدوا ميزات تنافسية  تجعل الراديو يقف ويصمد ويستمر ، 

ومع انتشار الكمبيوتر و شبكة الانترنت ، واجهزة التليفونات الذكية ، كانت قبلة الحياة للراديو الذي أكد وجوده في كل مكان ، وفي كل وقت ، مع تطور المحطات الاذاعية ، وظهور راديو الانترنت والتفاف الشباب حول انتاج المواد الصوتية بفنون عصرية محدثة ، 

هذه  سطور من الحب و اليقين بدور الاذاعة  المؤثر والمهم  ، ومسئوليتها الكبيرة تجاه مجتمعنا الآن ، 

تحية خاصة لكل افراد  أسرتي ،  وأصدقائي ،، وزملائي  ، ورؤسائي بالإذاعة المصرية العظيمة عشقي الكبير ، التي قدمت للاعلام العربي نماذج مشرفة في الاداء والحضور و المواكبة ، تحية لزملائي وأساتذتي في كلية الاعلام الكلية الام بجامعة القاهرة  ، وكل كليات ومعاهد الاعلام في مصر ، إلى هؤلاء العاشقين الجدد القادمين برغبة عميقة صادقة لصناعة الإعلام الإذاعي وفنون الاداء والإلقاء ، كل عيد انتم اكثر تواصلا وأثرا في مجتمع يتعطش لجهودكم من اجل التطور   في اتجاهات افضل  ، كل عيد اعلاميين انتم الخير ، وبخير . 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

651,133