مقدمة
في يوم ما ، كان تواصل الناس عبر مسافات طويلة دون أسلاك ، مجرد حلم ، لكنّ ماركوني صدّق و سعى ،، فكان الراديو ،
انقذت موجات الراديو مع اكتشافها مئات البشر على متن السفن الغارقة ، و كانت قصص وحكايات الذين أنقذتهم موجات الراديو ملهمة لكل الفنون ،
ثم انتشر جهاز الراديو كوسيلة اعلامية يلتف حولها الناس في كل الدنيا باحثين عن الخبر ، والثقافة ، والمعرفة ، والعلم ، والترفيه ، متخطية الحدود والحواجز ، مؤثرة في العقول والقلوب بأقل التكاليف
الراديو ، وسيلة تحب الحياة وتقاوم كل تهديد ، وحين اعتقد الجمهور وصناع الاعلام ان انتشار التليفزيون سيهدد حياة الراديو ، استطاع الراديو و عشاقه ان يجدوا ميزات تنافسية تجعل الراديو يقف ويصمد ويستمر ،
ومع انتشار الكمبيوتر و شبكة الانترنت ، واجهزة التليفونات الذكية ، كانت قبلة الحياة للراديو الذي أكد وجوده في كل مكان ، وفي كل وقت ، مع تطور المحطات الاذاعية ، وظهور راديو الانترنت والتفاف الشباب حول انتاج المواد الصوتية بفنون عصرية محدثة ،
عرفت مصر الراديو في أوائل القرن العشرين مواكبة للدنيا وتطوراتها ، و التف الناس حول الاذاعة المصرية وعشقوا برامجها وتعلقوا بنجومها الذين تألقوا بلا منافس حتى ظهور التليفزيون وانتشاره ، الذي سحب البساط قليلا من الاذاعة لكنها تسترده بكل قوة ، بقواعد وأصول ، ومهارات اساسية للعمل الاذاعي ، لتبني العلاقة والثقة مع المواطن المصري والوطن ،
هذا الكتاب سطور من الحب و اليقين بدور الاذاعة المؤثر والمهم ، ومسئوليتها الكبيرة تجاه مجتمعنا الآن ،
تحية خاصة لكل افراد أسرتي ، وأصدقائي ،، وزملائي ، وأساتذتي في كلية الاعلام الكلية الام بجامعة القاهرة ، وكل كليات ومعاهد الاعلام في مصر ، إلى هؤلاء العاشقين الجدد القادمين برغبة عميقة صادقة لصناعة الإعلام الإذاعي وفنون الاداء والإلقاء ، و زملائي ، ورؤسائي بالإذاعة المصرية العظيمة عشقي الكبير ، التي قدمت للاعلام العربي نماذج مشرفة في الاداء والحضور و المواكبة ،