ليس سهلا ان تسامح ، او تصالح ، خاصة اذا كنت قد بنيت موقفك على موضوعية حقيقية ادت لما انت عليه من غضب او استياء ،،
هل يمكن ان يكون الغضب والاستياء من انفسنا ؟
نعم
هل في هذه الحالة ايضا ينبغي ان نتصالح ونتسامح؟
نعم
هل يمكن ان نتسامح مع أشخاص غيبهم البعد او الموت او اسباب اخرى ؟
نعم
هل من السهل ان نفعل هذا خاصة اذا كان الغضب عميقاً ؟
ليس سهلا ، كما انه ليس مستحيلا
السؤال المهم ،، هل تريد انت ان تتسامح ، ام انك ترفض ذلك ، هل تتمنى ان ترى إنتقامك في آلام من خذلوك ، وأتعبوك واغضبوك ؟
ماذا يريحك في إنتقامك ان تراهم يتألمون ؟ كم الوقت الذي تريد لهم المعاناة فيه ؟ هل يفيدك ذلك ويريح قلبك ؟
اذا كان الانتقام هو الحل المريح ، و قد يُصاحب بالندم ، فان الصفح هو الحل الذي يحقق الرضا ، و التصالح مع نفسك قبلهم ،،
عموما هو قرارك فاتخذه وقت ان تشاء ،،
اذا اتخذته ، فاعلم انه يحتاج الى الوقت والتدرب ، والتصبر ،،
خطوات ثلاثة ستفعلهم من اجل ذلك ،،
الاولى ؛ لا تسامح ولا صفح الا بعد ان تعبر عن الغضب ،، والاستياء ،، ان تنفس عن مشاعر الغضب جهز نفسك لهذا الموقف ،في مكان هاديء ، ووقت هاديء ، وحدك ، لا احد غيرك ،، تخيل هذا الذي لم تكن تتخيل انك تسامحه ، سواء كان حيّا او ميتا ، قريبا او بعيدا ، يقف أمامك ، كأنه على خشبة مسرح ، يمكنك تصور نفسك ايضا اذا كنت غاضبا من نفسك !! لا تفعل شيئا سوى ان ترى الشخص الذي أمامك سعيدا جدا ، لا شيء يضايقه ،، انظر اليه قدر ما تستطيع النظر ، وانت مغمض العينين ، تصوره جيدا ، ثم افتح عينيك وكرر ذلك ،، ان تراه سعيدا ، حتى لم تعد سعادته تضايقك ، بل ابتهج لبهجته ، نعم تستطيع ذلك ،،
لا يمكنك انت تفضل الانتقام !! تصور ذلك الشخص جيدا ، احتقره و أبعده عن طريقك وسر منتصرا ،، واصل حياتك ، لا تسمح له ان يقف حائلا دون شفائك ، و خلاصك من مشاعر سلبية تهزمك ، وتتركك تتألم لأطول وقت ، فعدم الصفح آلام تتجدد،
لا يكفيك احتقاره ،، تريد ان تؤلمه ؟ في تصورك ، ماذا يمكنه ان يفعل لتسامحه ، تخيل هذا الفعل ، وكرره ، حجم المعاناة التي تتمناها له ، مدة المعاناة التي ترضيك ،، شكل المعاناة التي تريحك ،، كرر ذلك ،، حتى تهدأ ،، فمازلنا في الخطوة الاولى ، ان تعبر ، وتنفس عن استياء ينغص عليك الحياة ، انتهي من هذه الخطوة ، هذه الخطوة تبدأ من داخل روحك لان التسامح يبدأ هكذا من الداخل ، لتنتقل للخطوة التالية
الخطوة الثانية ؛ فكر في الاسباب التي دفعت هذا الشخص لما أغضبك ، وآلمك ، فكر بطريقة من يبرر له فعلته ، معترفا ان لديه قيما تختلف عن قيمك وأفكارا تختلف عن افكارك ، وأهدافا ، و تفاصيل اخرى لا تعرفها ،، ، ان فتح باب الشك في تصرفه ، يخفف منه ، و يحث على التماس الاعذار ، التمسها من قلبك ، تحمل الجزء الذي يخصك في الموقف ، لترى بوضوح لماذا حدث ، وزع المسئوليةعلى طرفي الموقف ، ثم تحرر انت ومن أغضبك من الموقف تماماً حالا والى النهاية ، ان اشرف الثأر هو العفو !!
الخطوة الثالثة ؛ أعلن ذلك بوضوح ، واذا أمكن اكتبه او تحدث بصوت مرتفع لقد سامحت ، وصفحت ، عفوت وصالحت ،،تجاوزت عن الموقف ،،، ،،
الحياة قصيرة وعدم التسامح حمل ثقيل ، لماذا نسير به ؟ قد نكون محقين بالحجة والمنطق ، لكن التسامح شعور اقوى من كل الحجج ، يرتجف الغضب امام التسامح ، ، ستشعر بالحرية تماماً ، ستتنفس بعمق اكبر ، ستحترم ضعفك وضعفهم ، وتعلم انك عرفت كيف تسمو ،
الله يحب المحسنين ، ومن عفا ،، انت الان من هؤلاء