التكنولوجيا ، غدنا الاجمل
،،
تضيع اللحظة الحاضرة ، بين يقين انتهائها ، و توجس انتظار ما بعدها ، وقلق دائم على مستقبلٍ هو بيد الله ،
في بدايات القرن العشرين توقع اهل الاقتصاد دخول العالم في مشاكل لا حصر لها بدءً من عدم القدرة على الوفاء باحتياجات الشعوب من الطعام والماء ، نظرا لقلة كفاءة الاراضي والموارد الطبيعية ، وحتى ابشع تصورات وخيالات تدمير كوكب الارض ، لكن التكنولوجيا قدمت حلولا ونفت التوقعات المتشائمة ، و قدمت مجالات جديدة من الرفاهية والخدمات ما كان احد يتوقعها ،
تحاصرنا التكنولوجيا ، لكنها تطغى بأقصى درجة في مجال الاعلام والمعلومات ، نقاشات جديدة ، ديمقراطية المشاركة دون شروط او تخصصات ، حتى صارت الفوضى سمة ، لكن لن تستمر الحال ، فالممارسة ، والاستمرار ، مع وجود بعض الخبراء المختصين في مجالات متنوعة سيحسنون مع الوقت نقاشاتنا العامة ، و ستظهر علاقات جديدة مع التكنولوجيا لتسير في اتجاهات صحيحة ، سيحدث تجديد في قنوات الاتصال بين الناس بعضهم البعض ، وبين المؤسسات والناس ، ستتعامل اجيال جديدة بطرق افضل بشرط توفر التدريب على ربط التكنولوجيا بالتطور ، لإدارة الذات ، والوقت ، وترتيب الاولويات ، ووضع خطة العمل وجدول المهمات ، و تخزين الأوراق وحفظ الملفات واسترجاعها واستثمار البيانات و المعلومات المتاحة ، وتداول المعرفة ، و لن تصبح التكنولوجيا عبئاً على مستخدميها ، تفاءلوا ، فالأب الذي ينتابه الشك الان من سوء الاستخدام اثناء جلوس ابنه امام الكمبيوتر ، والام التي ترفض اقتناء جهاز معين ، او اشتراك في باقات او مواقع ، كانا من قبل يتهمون المستخدمين الأوائل لشبكات التواصل بالانحراف الاخلاقي ، و يظل هذا ممكنا حتى الان ، لكن استطاع المستخدمون الجادون فرض وجودهم في اتجاهات جديدة ، مطورة ، و عملية ،
لا تنمية الان دون تكنولوجيا ولا تكنولوجيا دون ان نحسن من قدرتنا وطرقنا في الاستخدام ، مع انتظار الغد ، دون الرعب المستقبلي الذي يزيد اللحظة تعقيداً ، و التخطيط لا يعني اهدار الحالي في سبيل المستقبل ،
التكنولوجيا ، تساهم في تحقيق التنمية الذاتية ، والمؤسسية ، هي وسيلة لتنمية قدرات الانسان، ومهاراته ، هي امتداد لحواسه ، واطلاعه ، ومعارفه ، وحكمته ، هي نقل فوري لتجارب الاخرين ، هي في احد صورها تمكين الانسان من السيطرة ، والتعامل بطرق افضل مع قوانين الطبيعة و تحقيق الوفرة الإنتاجية،و التعجيل بالتقدم الصناعي ، الاجتماعي،، والاقتصادي والسياسي ، خاصة حين تلعب دورا في نشر الافكار و القيم الجديدة داخل المجتمع من خلال وسائل الاتصال المتوافرة . وحتى نكون إيجابيين في انتظار الغد ، وحتى لو لم نكن منتجين الان لها ، فعلى الاقل ينبغي ان نكون مستهلكين مستثمرين ، ،