اثرت فينا الاعمال الدرامية لرسم صورة كاريكاتيرية عن البحث العلمي والباحثين ، غالبا أظهرته انه انسان منفصل عن الواقع ، يستخدم ألفاظا علمية مقعرة مضحكة ، يهرب منه الناس ، يفشل في حياته العملية ، والاجتماعية ،، فهل تطابقت هذه الصورة فعليا مع من تقابلونهم في حياتكم ، ويعملون في مجال البحث العلمي في اي تخصص اختاروه ؟
قد تختلف تجاربنا ، لكن المؤكد ان البحث العلمي الذي يقاس به مدى تقدم الشعوب ، يقدم للمجتمع خطة عمل للوصول لاهداف تغير وتطور المجتمع والناس ،
البحث العلمي اسلوب عمل ودراسة ينظم جمع البيانات وتحويلها الى المعلومات والتحقق منها ، ويوثقها ، ويحللها بطرق علمية ، للتأكد من صحتها ، للاستفادة من المعلومات بالمعرفة للواقع والتنبؤ ببعض الظواهر ، وحل المشكلات ، واكتشاف المبتكرات ، البحث العلمي هو طريق لجمع البيانات وتحويلها لمعلومات وهي ضرورة للوصول الى المعرفة التي يتم الاستفادة بها ،
البحث العلمي يتطلب قدرة من الباحث على الصبر والعمل والتحمل والسعي ، والتحديد ليعرف بدقة الهدف الذي يريد الوصول اليه ،
البحث يطور الباحث ويجعله اكثر دقة وموضوعية ، وتحديدا لأهدافه ، يجعله منضبطا في علاقاته ، متناغما في حياته مع أدواره المتنوعة ، يعلم التواضع والتركيز واحترام جهود الاخرين ،
البحث العلمي يطور ويساعد في التنمية الشاملة ، يعظم الموارد المتاحة ويجد حلولا ابداعية للمشكلات الموروثة ، يتعامل مع المستجدات ، ويشرح ويبسط الاستخدام ، ما احوجنا للبحث العلمي والباحثين ،ما احوجنا لاستراتيجية لربط جهود الجامعات ومراكز البحوث باحتياجات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، والتقنية والصناعية ، حتى يواكب البحث العلمي متطلبات العصر واستخدامات المجتمع ،
قدمت التكنولوجيا مجالات جديدة للبحث العلمي ، ساعدت على تعظيم إنسانية الباحث ، فتحت افاقا للدخول في تفاصيل المجتمع ، قاربت بين الباحث و مجتمعه ، أبرزت جوانب اخرى للحياة و الباحثين ،
وعلى الرغم انها أغرت الباحثين بإغراءات السهولة و التمكن ، الا انها فرضت شروطا جديدة للابحاث ، ووضعت حدودا للاقتباس ، بل انها اتهمت بعض الباحثين بالسرقات العلمية اذا تم اكتشاف نقل الفقرات من أبحاث دون الحالات ،
مزيد من اليسر لكن مزيد من الدقة ، منحتنا الوقت و سرقته معا ، وسعت الاطلاع و الأفق ، و صنعت التحيّز و الانقسام و الفرقة ،
يظل العلم هو المخرج الآمن للمجتمع من الازمات ، و التحدي الان
كيف ينجح الباحثون الذين ازداد عددهم ، و يتعاظم تأثيرهم ؟