اذا كانت المواطنة هي وجودنا في وطن بنظامه السياسي والاقتصادي ، والاجتماعي ، والقوانين التي تحكم العلاقات بين الأفراد بعضهم البعض وبين المؤسسات ، والمواطن ،
واذا كانت الهوية هي مجموعة القيم والمعتقدات والتكوين الثقافي للمواطنين في مكان ما ،، لا تعني الهوية إنكار الذات والفروق الفردية والتنوع ، انما الهوية هي الحفاظ على كل ذلك ، مع وجود تناغم عميق بين الذاتي والعام ، وعدم احساس الفرد بالتناقض بين هويته ، وذاتيته ،
هويتنا جذور عميقة ،، ووطننا انتماء ، مهما تغيرت الرؤى الاقتصادية والسياسية ،،
اما التكنولوجيا التي تبدو سلاحا بحدين احدهما مدمر خاصة بعد سقوط الحدود والغاء المسافات في القرية الكونية التي تجتمع داخل جهاز واحد وتبدو بكلامها وناسها واحداثها على شاشة صغيرة ، والآخر داعم لكل رؤى التنمية والحفاظ على المواطنة والهوية ،،
حقق الفضاء الالكتروني مساحات كبيرة من حرية الفكر والرأي ، والكلام ، بل انك قد تقرأ شخصا مقربا لك بطريقة جديدة لو تابعته على هذا الفضاء الرحيب ، هذه المساحات سمحت للكل الأجيال ، بالتأثير والتأثر لدرجة نافست مؤسسات العمل والتعليم ، الانشطة الاجتماعية كالنوادي والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ،، سقطت الكثير من المحاذير ، وظهرت طرق جديدة ومفردات جديدة فرضت نفسها ،، في حالة من الديمقراطية الالكترونية التي لا حدود لها ،
فهل نخشى من هذا الانفتاح غير المسبوق على عالم كبير تتصارع فيه الافكار والمعتقدات وتتهدد الهوية ، ام نأمل في عقليات جديدة قادرة على الدفاع عن أنفسها وأوطانها ، وهويتها وانتماءاتها ؟!!
شاركونا النقاش
صباح تك