الكتابة أداة اتصال لغوية ترتبط ارتباطا وثيقا بنقل الفكرة وعرضها من الكاتب الى القارىء وهي وسيلة اجتماعية تحمل فكرة الإنسان وتفكيرة وتحمل آراء واتجاهاته الى الاخرين

والكتابة فرع من فروع المادة اللغوية ولها أهمية كبرى في حياتنا إذ انها وسيلة للفهم والإفهام واداة لنقل المشاعر وتوضيحها بألفاظ محددة تحمل المعاني والاحاسيس للسامع والقارىء

وهي الطريقة التي يصوغ بها الفرد أفكاره وأحاسيسه وحاجاته وما يطّلب اليه صياغته بأسلوب صحيح في الشكل والمضمون 

والكتابة الممتعة الصحيحة ليست موهبة إلهية تتحكم فيها قوانين الوراثة وإنما هي قدرة مكتسبة يتقنها الكاتب من محيط مجتمعه ويبذل قصارى جهده في الارتقاء بأسلوبه وطريقته التي يعالج بها موضوعاته بما يتناسب مع فنون الكتابة المختلفة

،

مهاراتان ينبغي ان نعرفهما للبدء في كتابة ناجحة ومؤثرة لوسائل الاعلام عموما ، والإذاعة خصوصا ، لان الكلمة فيها تتحول من الكتابة الى القراءة بهدف تحقيق الاستماع الجيد والفهم في الاتجاه الصحيح ،، 

والكتابة من حيث المضمون نوعان :

1- الكتابة الإبداعية،(الفنية)وهي تقوم بالإفصاح عن العواطف وخلجات النفس وترجمة الاحاسيس المختلفة بألفاظ منتقاه وعبارات منسقة وصياغة فنية تنقل السامع او القارىء الى عالم الكاتب وتعمل على التفاعل معه في أحاسيسه وانفعالاته،

ويشمل هذا النوع كتابة  ( قصص ، روايات ، اشعار ، نصوص نثرية ، مقالات  وغيرها )

2-الكتابة الوظيفية ( العملية) وهي تؤدي غرضا وظيفيا تقتضيه الحاجة مثل المراسلات الرسمية والسجلات الحكومية والارشادات والتعليمات والاعلانات والمذكرات ، وغيرها ،

و النوع الاول من الكتابة(الكتابة الابداعية) يحتاج الى موهبة خاصة واستعدادات فطرية متميزة الى جانب الخبرة والممارسة اللازمتين لإتقان كل فن من الفنون اما النوع الثاني( الكتابة الوظيفية) فلا يحتاج الى ما يحتاجة النوع الاول من المواهب والاستعدادات وإنما يكفيه المران والممارسة والتجربة الى جانب العلم والمعرفة ،

و أي كتابة تقوم بوظيفة ، حتى كتابة إعلان سوف تلقيه على الناس في الطريق او في مواصلات عامة ، وينبغي ان تتحدد كل كتابة بشكل يتناسب مع وظيفتها ، ففي حالة هذا الاعلان الورقي الذي يلقيه بعضهم على المارة ، يبحث صاحب هذا الاعلان عن الشكل والتصميم واللون ليساعد الناس على قراءة ما بداخله من معلومات ، وكما يتحدث هذا عن تحقيق وظيفة إعلانه ، نفكر نحن كصناع للمحتوى الاعلامي في عوامل الجذب التي تساعد الجمهور على التلقي ، بالاستماع والفهم ، من اعلان بسيط وحتى نشرة أخبار ،

في كل الكتابات علينا ان نتذكر القاعدة الاعلامية الشهيرة ، قاعدة 5ws + how تحكم كل شئ حتى في الأحاديث المتبادلة فلا يجب أن نترك جملة أو استفساراً مفتوحاً مثل جملة ( انفجار بمحطة مترو الأنفاق ) هذه الجملة تجيب على سؤال واحد فقط ، وجزء من السؤال الثاني ، فالمجلة تجيب على what ، وهو حدث الانفجار ، وجزء غير كافٍ للمكان الذي وقع فيه الانفجار ، (محطة مترو انفاق ، دون تحديد المحطة ) فلا أجاب عن متى وقع الحادث ، ولا كيف وقع ، ولا أين بالتحديد ، ولا من فعل ذلك ، ولا لمن المستهدف ، ، فهذا خبر له تصنيف سئ ، يمكن ان يحدث ارتباكا كبيرا في كل محطات المترو

العوامل التي تساعد على إتقان الكتابة:

رينيه ديكارت فيلسوف، ورياضي، وفيزيائي فرنسي، يلقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة" عاش من ،31 مارس 1596 –حتى 11 فبراير 1650 . له كلمة عبقرية يصف بها العقل البشرى يقول فيها "إن العقل كسلة التفاح ، مع مرور الوقت الكثير من هذا التفاح يفسد ولذا علينا بين الحين والآخر أن نخلى هذه السلة وننتقى منها التفاح السليم ونلقى بالفاسد"

ينطبق ذلك ايضا على مهاراتك في كتابة النص كما ينطبق على علاقاتك ،، صفاتك ،، فيمكنك ان تفكر بنفس النظرية ،، نظرية سلة التفاح ،، وقم دائماً بتفريغها من الفاسد والذي انتهت صلاحيته ،، وزودها بالنافع ،، حتى لا تفسد السلة كلها ،، فالإنسان كل لا يتجزأ ،، والجزء فيه تعبير عن الكل ،،

1- التزود بثروة لغوية مناسبة 2- إتقان قواعد النحو والصرف

3-إتقان الرسم الإملائي المميز 4- تكوين فكرة عامة حول الموضوع المراد الكتابة فيه 5- القراءة والاطلاع، فقبل ان تكتب . اقرأ ،، لكي تعاين تقنيات السرد واللّغة والاستفادة من تجارب الآخرين وليس فقط لمتابعة أحداث الرواية أو النص الّذي تحمله. والقاعدة الافضل دائماً ، هي ، القراءة ، تسبق الكتابة ، والاستماع يسبق الكلام  . 6- إتقان وضع الحركات الاعرابية

7-النص كائن حي ، تعامل معه بحيوية وجمل قصيرة دالة ، لا تقتل النص بإدراج أوصاف وتعابير وإضافات يمكن الاستغناء عنها، حاول التعبير عن الفكرة باختصار دون الوقوع في فخ الترهل ، والتطويل المخل ، ولا تغرك المدة الزمنية للبرنامج لو طالت ، بل احرص على وضع المعلومات والكلمات المفيدة ،

8- اتسم بالموضوعية ،، نعم لديك موقفك ،، لكنه لا يمثل كل الناس ،، ولا احد يحتكر الحقيقة ، كما ان موقفك ليس بالضرورة هو الحق المطلق ، فلا تتعصب له بانحيازات مطلقة ،، يمكنك الانحياز في جلسات خاصة ،، واعلم انه مع كثرة التدريب على الموضوعية ستصبح من صفاتك الأصيلة ،، لا تقع أسير موقفك ولا مواقف من تؤمن بأفكارهم ،،وتجنّب كثرة الانفعالات. غلِّب الكاتب الّذي فيك على الإنسان. ر هذا التحدي ضروري جدا لتصبح متحكّما في نصك الذي تكتبه ، للناس ، ولأنه ليس نصا أدبيا فينبغي ان تكون مالكه ، ولا تدعه يمتلكك .

9- اكسر رتابة الاسترسال الممل للنص عن طريق الفواصل والمواد الفنية ، و تغيير الاداء ، وفقا للجملة والمعنى .

10- دعم نفسك بالقدرة المحترفة على بناء علاقات بيبنية وشبكة علاقات مهنية متطورة ،، مع تفهم أسس العلاقات المحترفة ،، التي ينبغي ان تخضع لجدول لتنظيم علاقاتنا طوال السنة خصوصا مع مجموعات ،، وبناء العلاقات المحترفة افضل من العلاقة النفعية المباشرة التي تنتهي بانتهاء المصالح المؤقتة ،، 11- ،،مهارات التواصل تتضمن ايضا القدرة على نقل بيانات ومعلومات وأحاسيس بكل الطرق ،، فدرب نفسك على الاداء الصوتي والتلوين ، لتستطيع مخاطبة عدد اكبر من الحواس لتنجح رسالتك في تحقيق أهدافها الاتصالية ،

12-استخدم لغة عصرية سليمة ، صحيحة ، غير معقدة ، مع الحرص على وحدة الموضوع وتماسك الجمل والترابط بينها، فضلا عن . وينبغي أن يكون تقديم المعلومة للقارئ بأسلوب لا يؤثر على سلاسة المادة. ، و لا تطل في الجمل الاعتراضية.

الجمهور المستهدف ،

من اهم عوامل نجاح الانتاج الاعلامي عموما ، تحديد الجمهور المستهدف من الرسالة الاعلامية ، وطريقة الكتابة والمعالجة ، فحين أوجه البرنامج او الكلام عموما لمجتمع من الطلبة غير مجتمع من المزارعين ، وتحديد الجمهور المستهدف يحدد اللغة المستخدمة وأسلوبها ،

والجمهور الان يشارك في صناعة الرسالة الاعلامية ، فالمواطن أصبح مصدراً من مصادر وسائل الإعلام الكبرى ، والمحدودة ، والتليفون المحمول أصبح من أخطر ادوات الانتاج التي تغذي الوسائل الإعلامية ، فيمكن تصوير الحدث وكتابة التعليق ورفعه على الصفحة الشخصية أو اليوتيوب للمواطن الصحفي وإرساله للجريدة او للصحفي المتخصص ، او للبرنامج الاذاعي او التليفزيوني ، وأصبح الارتباط قوياً بين شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة . حين تكتب الان ، ونظراً لتداخل وسائل الاعلام مع التكنولوجيا والطرق الجديدة لتداول المعلومات ، فنحن نضع في اعتبارنا زوال الحدود الجغرافية مع بقاء فروق التوقيت ، فوجود خبر عن مصر موجه لجمهور في امريكا ينبغي ان نحدد وقت الذروة هنا وهناك ، ووزن الخبر وأهميته للمنطقة المستهدفة ، كما اننا في الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية نخاطب الاجهزة ومحركات البحث قبل مخاطبة الجمهور فيجب معرفة ( الكلمات المفتاحية ) التي تساعد في الوصول الى المحتوى الاعلامي الذي وضعناه ،