لا يخلو حديث يومي مع الشباب الذين التقيهم عن الإرادة ،، احاول ان انقل لهم المحفزات والتجارب والخبرات ،، وحين جلست مع عباس توفيق احد الشباب من ذوي الإرادة والبصائر ،، حدثني هو عن تجربته في العمل ( كاشير ) نعم مسئول استلام النقود وعدها ووضعها في الخزينة قبل انتهاء رمضان وفي قلب موسم مشتريات عيد الفطر ،، وكيف نجحت تجربته و استطاع ان يتعلم ملامس النقود ،، وعلمني كيف ان لكل فئة ملمسا خاصا ،،
انبهر بتجارب الإرادة في التعلم خصوصا ،، ويبدو انني أكاد اصدق ما أكده اليابانيون ان الانسان لا يستخدم الا ١٥٪ من قدراته ،،
حكى لي عباس عن تجربة ( عشاء في الظلام ) الفكرة التي نظمها مجموعة من شباب المكفوفين مع شباب من عشاق العمل التطوعي والخدمة العامة ،، لعلكم سمعتم عن هذه التجربة كانت تحت مسمى ,,, ( Dinner in the dark ) ..وكيف نجح شباب المكفوفين في تقديم العشاء ومشاركة باقة من الإعلاميين والفنانين العشاء في الظلام ،، وكيف ان المكفوف ساعد المبصر على الرؤية والتعامل في سواد دامس ،، وعن الجملة التي قالها عباس وهو يصطحب الفنانة يسرا خارج المطعم ،، بعد ان تناولت عشائها في الظلام ،، انا ساعدتك الان للخروج من الظلام الى النور ،، فمن يساعدنا للخروج غدا ،؟؟!!، مؤكدا ان المكفوف لديه الكثير ليقدمه لمجتمعه اذا آمن به وبقدراته هذا المجتمع ،، لم اقاوم فرحتي ودموعي وهو يحكي التجربة ،،لكنه حين حدثني عن طفل مكفوف أراد ان يتعلم القراءة بلغة برايل ،، كانت يداه الخشنتان من كثرة العمل تحولان دون ان يشعر بملامس الحروف ،، وحين اخبره بذلك ،، قام الطفل حزينا ،، ليغمس كفيه في ماء النار حتى يزيل الطبقة الخشنة التي تحول دون ان يتعلم ،، لم اجد وصفا لما مررت به من أحاسيس ،، الا انني لم أكن اعلم شيئا كافيا عن الإرادة من قبل ،،