قالوا لي ،،لقد فتح لنا باسم يوسف الأمل في ان يكون لنا مكان في الاعلام ،، وبدأنا نعمل علو اليوتيوب بنشاط اكبر ،، ربما تتحول برامجنا الى برامج تذاع يوما ما على قناة تليفزيونية لنصبح نجوما أثرياء ،، فنحن الباسمون ،، الذين ألهمنا هذا الباسم أملا كبيرا وأيقظ حلما يوشك ان يتحقق ،، نحن نسجل ونرفع أعمالنا على اليوتيوب على نفقتنا الخاصة ،،
هم طلبة جامعة بعضهم يدرس الاعلام وبعضهم يهواه ،،
لكن هل تراها سهلة ،؟؟؟ عملية تكرار نجاح باسم ،، هل وراءه اسرار لا نعلمها ،، هل يملك هو او احد أعضاء فريق العمل علاقات خاصة مع مصاعد الوصول ،، هل الظرف التاريخي ساعده ،،ولن يتكرر ،،؟؟ كم من الأسئلة لا ينهيها الا ضرورة إتمام خطة اللقاء وهدفه ،،،
،،لكن ضمن خطة اللقاء دراسة الظواهر الإعلامية ،، وبما اننا اتفقنا انه ظاهرة ،، فتكرارها لا يخضع لمنهج علمي او شروط مدروسة وخطوات محددة ،،
والعلم والتدريب يقدمان لك الأدوات وآليات الممارسة القابلة للتنفيذ ،،لكن دراسة أسباب النجاح ضرورة ،،
،،،
ثم حين بدأوا في انتاج برامجهم وبدأت في تقييم برامج الطلبة الدارسين الرسميين او الدارسين الهواة ،، اكتشفت ان روح باسم تسيطر على البرامج كلها ،، هم يستحضرون أسلوبه ونظراته وطريقته ،، ربما تعلقا بأمل كبير في سرعة الوصول ،،،
،،،
لست من متابعي التليفزيون منذ فترة طويلة ،، وكذلك خرج برنامج باسم يوسف من متابعتي ،، لكنني بالطبع لا اختيار لي في متابعة ردود الأفعال التي يصنعها البرنامج ،،
حتى انني كتبت لأصدقائي ( لازم نغير الموضوع ) لأني لم أتعرض للبرنامج ولا استطيع الاشتراك في النقاش ،، فشرحوا لي ( كل على طريقته وهواه ) الحلقات ،، أدركت انه لا مفر ،، باسم يحاصرنا مهما حاولنا الفرار ،، وهذه واحدة من اخطر اثار الاعلام ،،انه يفرض علينا حوارات الاصدقاء ومشاجرات العمل و ضحكات الاسرة او أزماتها ،، وباعتباري واحدة من عمال مصنع الاعلام أحدثكم ،،
لا تستسلموا دائماً لخطط الاعلام بل دعونا نصنع لأنفسنا خططنا الخاصة وبرنامجنا وأهدافها واراءنا ،،
باسم يوسف ليس شيطان الاعلام ولا ملاكه ،،
الشيطان إما من شطَن (ابتعد عن الحق) وإما من شيَط (احترق غضبا). الشيطان ممثل الشر وكل ماينطوي تحته من أفعال وأفكار ضد الخير بأفكاره وأفعاله ،، فهل يفعل فيكم باسم يوسف ذلك ،، هل يبعدكم عن الحق و يحرقكم غضبا ،، هل يساعدكم باسم على فعل الخيرات و جلاء البصر والبصيرة ويخلق لكم واقعا جميلا تعيشون فيه ،،؟؟! ام انه يقدم نوعا من فنون الاعلام قد لا يناسبكم وقد يناسبكم ،، لكنه لن يٌسأل عن أفعالكم ،، هو يسير في خططه ويحقق أهدافه ،، فهل تسيرون في خططكم وتحققون أهدافكم ،،؟؟!!
،،،،،،،،،،
المهنة ،،، قواعد وأدوات ملزمة ،، وفي الاعلام تحديدا ينبغي ان تكون كذلك لشدة الأثر الواقع على المجتمع من الاعلام والإعلاميين ،، لكن فرض الاعلام الجديد قواعده المختلفة والجديدة لشروط المهنة ،، ولم يواكب هذه القواعد الجديدة نشر للثقافة الإعلامية التي تٌعرّف الجمهور بقواعد اللعبة ،، وتوضح له شروط التعرض الجديدة ،، لا ينبغي ان يٌترك الجمهور فريسة نظريات الحقنة الإعلامية والرصاصة الإعلامية ،، لكن ينبغي ان تؤهل كل المؤسسات الاجتماعية والتنموية والتربوية الجمهور لأساليب التلقي الجديدة ،، وإلا بقدر تنوع الإعلاميين واختلاف أهدافهم وأساليبهم سنتناحر ، وبقدر تنوع واختلاف توجهات القنوات الإعلامية سيفتك بعضنا ببعض ،،
الثقافة الإعلامية التي تٌعلّم الجمهور أساليب التعرض للاعلام والانتقاء،،هي الان مناهج تٌدّرس في المدارس ودورات تدريبية في المؤسسات التنموية للعديد من الدول ،،
فهل نكتفي بنقل ربع التجارب لدى الدول التي تحقق نجاحا ؟؟!