مارشيدير ،،
ارجع بذاكرتك عدة اعوام ،، هل يمكنك ان تتذكر الان كم مرة أمسكت بملعقة او كنكة وانت تقف بجوار أمك في المطبخ ،الذي بالكاد تستطيع ان تصل الى متر من ارتفاعه ، ثم تبدأ في سرد الكلام لتذيع برنامجا أبدعته ،،، كم مرة وانت تسمع برنامجا تخيلت نفسك المذيع او الضيف او المخرج ،، كم مرة انتقدت حلقة في برنامج لان لديك تصورات افضل حول تقديمها ،، كم مرة اغلقت الراديو لان البرنامج لم يعجبك ،؟ كم مرة ضغطت على زر الصوت لترفعه لتسمع اكثر ؟
اذا حدث لك اي موقف من كل ما سبق ، و كان الوضع هكذا فانت على الأرجح داخلك هذا الاعلامي الذي يمكنه الان ان يظهر ،،
فكما هي الحواديت والأساطير التي تتطور فيها الأحداث تطورا عجيبا ومثيرا للدهشة كان هذا الجهاز العجيب ،، الذي كان في حد ذاته قصة حياة ،، حتى ان ثورة الاتصالات هذه الجملة التي تنتشر على ألسنتنا تحققت في أوضح صورها بظهور الراديو ،،
قبل الراديو :
كانت الاتصالات لم يكن هناك سوى وسيلتين للاتصال السريع بين المناطق البعيدة، هما: البرق والهاتف، وكلاهما يتطلب أسلاكًا لحمل الإشارات بين المناطق المختلفة.
مع الراديو:
ظهرت الإشارات التي تحملها موجات الراديو و تنتقل خلال الهواء، مما مكن المجتمعات البشرية من الاتصال بسرعة بين أي نقطتين على الأرض أو البحر أو الجو وحتى في الفضاء الخارجي.
بدايات اختراع الراديو
فرق عمل وعلماء يجرون أبحاثا و يدونون افكارا ، كم من النظريات العلمية والتجارب المعملية ، حتى وضع العالم الأمريكي جوزيف هنري والفيزيائي البريطاني مايكل فاراداي إحدى أهم النظريات في أوائل القرن التاسع عشر. وقد أجرى العالمان، كل على حدة، وكل في مكانه ، تجاربهما على المغانط الكهربائية وتوصلا إلى النظرية التي تنص على أن مرور تيار في سلك يمكن أن يؤدي إلى مرور تيار في سلك آخر، مع أن السلكين غير متصلين. وتسمى هذه النظرية نظرية الحث. وقد شرح الفيزيائي البريطاني جيمس كلارك ماكسويل هذه النظرية عام 1864م بافتراضه وجود موجات كهرومغنطيسية تنتقل بسرعة الضوء. وفي عام 1880م أثبت الفيزيائي الألماني هينريتش هرتز بتجاربه صحة نظرية ماكسويل.
هل هذا معقول ، هل يتواصل الناس عن بعد ، ودون أسلاك ؟ ! هل هذا حلم ؟ كان حلما و هكذا الحلم والفكرة يمكن ان يكونا حقيقة ، يمكن ان يتصل الناس دون أسلاك ، واكثر !!
ماركوني :
هذا الاسم الخالد الذي ارتبط ارتباطا كبيرا بالراديو ،، وهكذا وضع التاريخ تجارب العلماء في كفة ، ووضع تجارب ماركوني في كفة اخرى خلدتها الذاكرة عبر هذا الجهاز ،، ورغم دور الروسي "اليكسندر بابوفAlexandre Popov" الذي اهتدى في عام1895 إلى اختراع أول هوائي لهذه الوسيلة الجديدة الا ان الإيطالي جيجليلمو ماركوني Guglielmo Marconi الذي نجح في نفس السنة في تحقيق أول إرسال للإشارات اللاسلكية على مسافة400 لتصل لاحقا إلى حدود2000متر. حيث قام المخترع الإيطالي جوليلمو ماركوني بالجمع بين الأفكار والنظريات السابقة، وأفكاره الخاصة، وتمكن من إرسال أول إشارة اتصال بموجات الراديو عبر الهواء في هذا العام الشهير في صناعة الراديو عام 1895م، حيث استعمل الموجات الكهرومغنطيسية، لإرسال شفرات برقية لمسافة تزيد على 1.5كم. وفي عام 1901م حقق ماركوني أول إرسال للإشارات الشفرية عبر المحيط الأطلسي بين إنجلترا ونيوفاوندلاند.
تطورات كبيرة مع بدايات عام 1900 ( اي بدأ القرن العشرين ، ) ففي بدايات القرن العشرين طور المهندسون الكهربائيون أنواعًا مختلفة من الصمامات (الصمامات المفرغة) التي استعملت في كشف وتضخيم إشارات الراديو . و حصل الأمريكي لي دي فورست، عام 1907م، على براءة اختراع صمام أسماه الثلاثي، يستطيع تضخيم إشارات الراديو، وأصبح العنصر الأساسي في مستقبل المذياع.
وهناك الكثير من الكتابات حول أول بث إذاعي لصوت بشري عبر الهواء. ولكن أغلب المؤرخين يرجعون الفضل للفيزيائي الكندي المولد ريجينالد فسندن. ففي عام 1906م تحدث ريجينالد بوساطة موجات الراديو من برانت روك في ماساشوسيتس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى سفن مبحرة في المحيط الأطلسي. وقد ساهم المخترع الأمريكي إدوين أرمسترونج كثيرًا في تطوير مستقبلات الراديو. ففي عام 1918م طوّر الدائرة المغايرة الفوقية من أجل تحسين الاستقبال في المذياع. وهذه الدائرة التي ماتزال مستعملة حتى اليوم، ذات قدرة اختيارية عالية. وأخيرًا طور أرمسترونج عام 1933م البث الإذاعي بتضمين التردد.
الراديو منقذاً:
وهكذا ينبغي ان يكون الراديو دائماً بالنسبة للمستمع ، فقد ارتبط الاستخدام الاول لإشارات الراديو في إنقاذ الناس من الغرق ، نعم بدأ الراديو منقذا للبشر من الغرق في البحر ، فقد كان الاستخدام العملي الأول “للاسلكي” ـ وهو الاسم الذي أطلق على البرق الراديوي في بادئ الأمر ـ الاتصال بين سفينة وأخرى أو سفينة وشاطئ، مما أسهم في إنقاذ الآلاف من ضحايا كوارث البحر. وقد حدث أول إنقاذ بحري عن طريق استخدام موجات الراديو عام 1909م، عندما اصطدمت السفينة س. س. رببليك بسفينة أخرى في المحيط الأطلسي، حيث أرسلت س. س رببليك نداء استغاثة بالراديو للمساعدة في إنقاذ ركابها، وأسهم ذلك في نجاة معظمهم. واذا كنت تأثرت بالقصة الرومانسية في فيلم تيتانيك الشهير فينبغي ان تعرف الان دور الراديو أيضًا في إنقاذ بعض ركاب هذه الباخرة الشهيرة عام 1912م. ففي تاريخ 15 ابريل من عام1912 الذي يؤرخ لأكبر حادث مأساوي في تاريخ البحرية العالمية وهو غرق سفينة Titanic ، فإنه يؤرخ في الوقت ذاته لواقعة إنقاذ مهمة حيث تمكن مجموعة من الهواة و لأول مرة التقاط نداء نجدة SOS مرسل من قبل ربان السفينة الآخذة في الغرق في مياه المحيط الأطلسي, وكان ذلك فتحا جديدا في تاريخ اكتشاف مبادئ البث و الإرسال الإذاعي.ويبدو ان هذا القدر المصاحب للنشأة يمكن ان يكون الباعث للتفاؤل في غد افضل لاستخدامات الراديو في إنقاذ الناس من الواقع الاعلامي الان ،
وابتداء من ثلاثينيات القرن العشرين استخدمت موجات الراديو على نطاق واسع، في التطبيقات التي تستدعي الاتصال بشكل سريع مثل استعماله من قبل الطيارين وقوات الشرطة والجيش، عاش الراديو ، عاش
بداية البث الإذاعي:
بدأ البث الإذاعي التجريبي نحو عام 1910م، حيث قام لي دي فورست بنقل برنامج من مسرح غنائي في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان نجم البرنامج المغني الشهير إنريكوكاروسو.
بدأت خدمات البث الإذاعي في العديد من الدول في عشرينيات القرن العشرين. ومن المحطات التجارية الأولى محطة تجارية في مدينة ديترويت الأمريكية، التي بثت بشكل منتظم ابتداء من 20 أغسطس 1920م، ومحطة بث إذاعية تجريبية في مدينة بتسبيرج الأمريكية.
1922 قامت شركة الإذاعة البريطانية، والتي سُمِّيت فيما بعد هيئة الإذاعة البريطانية، بأول بث إذاعي لها.
1923 أرسل مذيعو سيدني في أستراليا أول برامجهم.
1926 بدأت شركة الإذاعة الهندية في بث برامجها.
1932 أول بث لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أنحاء العالم.
1952 تم إنتاج أول مذياع جيب ترانزستوري.
1961 تم أول اتصال مع الفضاء الخارجي بين رائد الفضاء السوفييتي يوري جاجارين والمحطات الأرضية.
في الستينيات بدأ الإرسال بالصوت المجسم (الستريو)
حتى وصلنا الى التسعينيات من القرن العشرين و بدأ البث باستخدام البث السمعي الرقمي، وهو نوع من البث ذو نوعية عالية النقاء.
الراديو الرقمي، تقنية جديدة ظلت قيد التطوير لفترة عشر سنوات، ولكن ليس تحت أنظار العامة من الناس. ومنذ أن قامت لجنة الاتصالات الاتحادية FCC في الولايات المتحدة بإقرار استخدامها في عام 2002 شرعت مثل هذه المحطات بالانتشار منذ عام 2003. ورغم البداية البطيئة لها حان الوقت للمستوى الجديد منها لكي يحتل المسرح، كما يقول المتحمسون لمثل هذه المحطات.
بدأ عدد من المحطات يتبنى نظام الراديو الرقمي ولكن ببطء وحذر. وقد يعزى ذلك إلى التكلفة العالية لإعادة تأهيل المحطات لبث الإشارات الرقمية، إذ إنه يتطلب استثمارات كبيرة في البنية – التحتية – الأساسية للنظام، كذلك قد يستغرق وقتا طويلا لجني الأرباح. هناك محطات AM وFM ( حيث
تنقسم ترددات الاذاعة إلى FM هو اختصار لـ frequency modulated وتعني تضمينا تردديا وكل محطات الـ FM تقع تردداتها في بين 88 MHz و 108 MHz هذا النطاق من ترددات أمواج الاذاعة مخصص فقط لاستخدام البث الإذاعي لمحطات FM المختلفة وقد بدأ البث باستخدام أمواج التضمين الترددي (FM) عام 1939 على يد أديسون أرمسترونج.
أما ترددات التضمين المطالي (AM) فيتراوح نطاقها من 535KHz – 1700KHz و AM هي اختصار لـ amplitude modulation وهي تعني تضمينا مطاليا (سعويا) وقد أستعملت لأول مرة في بدايات العام 1920 وهناك الترددات القصيرة ال SW يتراوح نطاقهامن 5.9 MHz – 26.1 MHz ) هذه المحطات تحولت من البث التناظري Analog إلى البث الرقمي Digital، كما هو الحال بالنسبة للهواتف والكاميرات والتلفزيونات التناظرية التي نُقِلت إلى النظام الرقمي. وهناك بعض التقارير التي تذكر أن عدد هذه المحطات في ازدياد كبير في أمريكا، خصوصاً بعد تحالف عدد من محطات الراديو الرقمي.
«وكانت هي التقنية الرقمية الوحيدة التي جرت الموافقة عليها من قبل لجنة الاتصالات الاتحادية، كتحسين اضافي لنطاق الموجات الحالية (أيه أم) و(أف أم)، و بدأت محطات ايه أم و أف أم تتحول من البث التناظري الى الرقمي. وكما انتقلنا من الهواتف التناظرية الى الرقمية، ومن الكاميرات العادية التي تستخدم الافلام الى الرقمية، انتقل الراديو ايضا الى الفضاء الرقمي، وسرعان ما سيصبح هناك في الولايات المتحدة 3000 محطة رقمية «ايه أم» و «أف أم» استنادا الى تحالف محطات الراديو الرقمي.،،
البث الرقمي يستخدم الترددات ذاتها المخصصة للمحطات التناظرية مع اضافة نطاق رقمي، الأمر الذي يعني ان بمقدور الاذاعات ايضا إرسال بيانات نصية تشمل حركة السير وآخر الاخبار الطارئة وعناوين الاغاني.
وبالنسبة الى محطات «أف أم» فان مجيء الراديو الرقمي يعني جودة أفضل للصوت، في حين انه يزيل من محطات «ايه أم» خلفية البث المشوش بالضجيج بسبب الشحنات الكهربائية المستقرة، مؤمنا وضوحا افضل في الصوت، أي ذلك الوضوح الذي طالما ظل مقترنا مع البث باسلوب أف أم. والمعلوم ان الاشارات الراديوية لا تخترق الاجسام التي تعترضها، لكنها ترتد عنها مما يسبب تشوهات وضجيجا وتداخلا في الصوت، بينما تؤمن مستقبلات الراديو الرقمي صوتا نقيا لكونها مصممة لمعالجة الاشارات المنعكسة وتخفيض الضجيج الكامن والهسيس والاصوات التي تعلو فجأة وتنخفض.
مما يتيح لمحطات «ايه أم» و«أف أم» القيام بأمور مختلفة كثيرة، منها اتاحة المجال أمام محطات «ايه أم» الظهور مثل محطات «أف أم»، وبالتالي زيادة قدراتها وامكانياتها؛ فالمحطات التي كانت تمتنع عن بث الموسيقى على الموجات المتوسطة «ايه أم» بمقدورها ان تفعل ذلك ثانية مع تقنيات الراديو الرقمي
كما يمكن تمكين محطات الراديو بث اذاعات مختلفة باسلوب يطلق عليه «التعدد الاذاعي» الذي يتيح للمحطة توجيه البث الاذاعي على ثماني محطات اضافية على الموجة (التردد) ذاتها. وعندما تستمع الى ذلك في الراديو الرقمي يمكنك الاستماع الى العديد من المحطات الاضافية التي تتيحها تلك المحطة، كل ذلك على موجة واحدة من دون الحاجة الى تغييرها او مغادرتها.
مر الراديو بمراحل تطور اساسية حددها الباحثون
المرحلة الأولى : من 1895 الى1945
المرحلة الثانية: من 1945 إلى 1995
المرحلة الثالثة بدأت منذ عام 1995، او قبله قليلا حتى الان ،
مر الراديو بأزمات كثيرة وتحديات بدأت مع ظهور التليفزيون ، لكنه استطاع الصمود ، مر بفترات ركود لكنه عاد للانتعاش ، حتى قبل منتصف التسعينات حين مكنت التقنيات الحديثة العديد من الهواة من امتلاك محطات الراديو في فضاء الكتروني جديد ،،
ومازال التطور في عالم الراديو قائما ، ومازال المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت ،، وربما تكون انت بنفسك او مع مجموعة من الاصدقاء الواقعيين او الافتراضيين ، من اصحاب اشهر محطات الراديو الجديدة ،،
تذكر ان فكرة الراديو ذاتها كانت مجرد حلم في عقل واحد في زمن ما في هذا العالم الكبير 🎤🎤