تشير الدراسات ان الأزمة مصطلح قديم ترجع أصوله التاريخية إلى الطب الإغريقي , وبعدها انتقل المصطلح الى الاقتصاد ثم الى الاجتماع والسياسة ,, تشير الازمة في بداية استخدامها الطبي الى انها نقطة تحول بمعنى أنها لحظة حاسمة في حياة المريض وهي تُطلق للدلالة على حدوث تغيير جوهري ومفاجئ في جسم الإنسان يتخذ بناء عليه قرارات حاسمة للبحث عن حلول ، في القرن السادس عشر شاع استخدام هذا المصطلح في المعاجم الطبية، وتم اقتباسه في القرن السابع عشر للدلالة السياسية حيث دل على زيادة التوتر في العلاقات بين الدولة والكنيسة، وبحلول القرن التاسع عشر تم استخدامها للدلالة على ظهور مشكلات خطيرة أو لحظات تحوّل فاصلة في تطور العلاقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.وفي العام 1937 عرّفت دائرة معارف العلوم الإجتماعية الأزمة بأنها: حدوث خلل خطير ومفاجئ في العلاقة بين العرض والطلب في السلع والخدمات ورؤوس الأموال.ثم استعمل المصطلح بعد ذلك في مختلف فروع العلوم الإنسانية واصبح يعني مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التي تشكل تهديدا للوضع الراهن المستقر بغض النظر عن رأينا في هذا الوضع الراهن في طبيعة الأشياء، وهي اللحظة الحاسمة التي تحدَّد مصير تطور الاحداث إما إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ لإيجاد حل لمشكلة ما أو انفجارها الى درجة عدم السيطرة حين لا يستطيع اطراف الازمة ايجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب .
الازمة تطور مفاجئ لموقف تتضارب فيه المصالح و التوقعات و تتغير الظروف بشكل سريع و يشعر من يمر بالأزمة بالقلق الشديد من الشئ المجهول الذي يعقب الازمة اما باتجاه الحل او التعقيد لانه لا يضمن النتائج ,,هذه الأزمة قد تكون مثلا في العلاقات الشخصية أو في العمل او مع الاصدقاء او في علاقات المؤسسات داخل الدولة الواحدة اوبين عدد من الدول ..
قد تحدث الازمات نتيجة لإساءة الفهم او المغالاة في الثقة في استقرار الامور وثباتها .واساءة توقع و تحديد قوة الطرف الأخر ,,تحدث الأزمات ايضا مع وجود الفقر والتخلف والجهل والأمراض والتعليم المحدود وندرة الموارد والكوارث الطبيعية والنمو السكاني والتطرف والجريمة المنظمة وكلها تشكل أرضاً خصبة لنشوء الأزمات،
تمر الازمة بعدة مراحل:
- مرحلة الانذار المبكر وهي مرحلة ميلاد الازمة. وتتوقف على هذه المرحلة المراحل التالية.
- مرحلة التبلور. حيث تتطورالازكة نتيجة تغذيتها من خلال المحفزات الذاتية والخارجية والتي استقطبتها الأزمة وتفاعلت معها,
- مرحلة الصعود والانتشار.حيث تزداد القوى المتفاعلة في المجتمع والتي تغذي الأزمة بقوى تدميرية بحيث يصعب السيطرة عليها ويكون الصدام محتوماً .
- مرحلة الانفجار .إذ تتطور الأزمة من حيث الحدة والجسامة نتيجة سوء التخطيط أو ما تتسم به خطط المواجهة من قصور أو إخفاق
- مرحلة التثبيت أو رسوخ الازمة.
- المرحلة الاخيرة وهي مرحلة ايجاد الحلول و ادارة الازمات والادارة الناجحة يجب ان تبدأ بوقت مبكر جداً,,
مع ملاحظة ان بعض الأزمات تتجدد لها قوة دفع جديدة عندما يفشل الصراع في تحقيق أهدافه , ولابد أن يكون لدى القيادة بعد النظر في مرحلة انحسار الأزمة وضرورة متابعة الموقف من كافة جوانبه خشيةتجددها واشعالها من جديد..
وكلنا نحاول الخروج من الأزمات و نتغلب عليها وهناك اساليب تقليدية لمواجهة وحل الازمات مثل الانكار او الكبت او الاخماد او التنفيس او تفريغ الازمة او عزل قوى الازمة .. وقد اعتدنا هذه الاساليب في مواجهة ازماتنا وهناك اساليب اخرى مبنية على المشاركة الديمقراطية لحل الازمة او احتواء وتحويل مسار الأزمة:
تستطيع أن تحقق الانتصار على الأزمة و مواجهتها حين نحدد الهدف النهائي الذي نسعى اليه ولنأخذ العلاقات الزوجية نموذجا وهي المثال الاشهر .. اسأل نفسك سؤالا واحدا ماذا اريد ؟؟؟؟الاستمرار ام الانهاء وبناء على الاجابة تتحدد درجة المرونة في ايجاد الحلول الملائمة للازمة..
تأكد انه ليست كل الازمات تحل بالحصول على كل المكاسب ...
لا نتمنى ان تشاركونا الازمة لكن شاركونا في البحث عن حلول ..شاركونا الحوار عن الازمات واثرها في ادارة الاداء نتحدث ش شباب 12 ظهرا على الهواء مع د. محمد ضياء الدين