القادة يقنعون شعباً أوجماعة.يسعون إلى هدف  حتى  تتحول المهمة التي يسعون إلى إنجازها في نهاية الأمر إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد مهمة

ومثلما  قال الخبير والقيادي جون ماكسويل ان القيادة تطورت خلال السنوات الثلاثين الماضية حيث سادت في ثمانينات القرن الماضي القيادة الفردية التي كانت سائدة، ثم تطورت في التسعينات للتحول الى البحث في كيفية القيادة، ومن ثم صار التحول من القيادة المحضة الى خلق الفرق القيادية والكفاءات التي لا تقوم على فرد واحد، مشيرا الى ان تحسنا في مستوى الإدارة في الشركة بنسبة %10 يعزز فرص نموها بنفس المقدار، واذا ما ساءت القيادة، فان اوضاع الشركة ستتدهور.

وكما قالت لي احدى السيدات على الهواء اثناء برنامج متخصص اقدمه  في السياسة  : السلم ..من اين نبدأ في كنسه ؟؟ من اعلى ام من اسفل ؟؟؟ 

نعم ان التغيير والتطهير والتطوير لابد ان يبدأ من قيادة ..

 فاذا كنت تسعى للقيادة عليك أن تتبنى توجهات ذهنية معينة . التوجه الذهني هو طريقة رؤيتك للأمور......بغض النظر عن منصبك الرسمي او موقعك الوظيفي فلابد  أن تتبنى التوجهات الذهنية للقادة ،. الأمر ينطبق على مفهوم قيادة 360 درجة فهي  عبارة عن نوع خاص من أنواع القيادة التي تهدف إلى قيادة – التأثير على – من هم أعلى منك ، وقيادة من هم في نفس مستواك ، وقيادة من هم أسفل منك .  قبل أن تبدأ في محاولة التفكير في القيادة ، يجب أن تنجح في قيادة ذاتك .  إذا كنت تقطع على نفسك عهودا ولا تستطيع انجازها  أو تؤجلها فإنك على الأرجح لا تقود نفسك بالجودة المطلوبة . إذا كنت تعاني مشكلة في تنظيم الوقت فأنت لا تقود نفسك  . لا شيء سيعطي انطباعا متميزا  عنك اكثر من قيادتك لنفسك .
القائد الحقيقي يُقدّر الآخرين كما تُقدّر الصحراء الغمام . إنه يراهم سبائك من الذهب ، حتى وان كان يعلوها شيء من الغبار .. ومهمتك كقائد  إزاحة الغبار . القائد لا يستسلم لمن يقول له : "لا تكترث لمنتقديك ، فهم لن يصلوا لمستواك" ، تلك  الفوقية في التعامل مع الآخرين أو ازدراء الآخرين هي من أبعد التوجهات الذهنية لدى القائد .  إذا كان توجهك الذهني  أنك تستصغر ولو بشيء بسيط أناس آخرين فأنت على الأرجح لا تملك أهم التوجهات الذهنية للقائد الحقيقي . إن القائد الحقيقي لديه إيمان قوي بالآخرين حتى وهم في أسوأ  حالاتهم ، بل وهم في أوج توجهاتهم السلبية ...انهم في تلك اللحظة احوج ما يكونون لقائد.....

فهل يأتينا قائد حقيقي؟؟؟

الموهبة وحدها لا تكفي بل عليك بالمفاتيح التاليه:

1. آمن بقدراتك : فعادة لا ينظر الكثيرون إلى قدراتهم الخاصة، ولا يستغلون سوى نسبة محدودة من قدراتهم لا تتعدى 10بالمائة.


2. آمن بنفسك : الذين يؤمنون بأنفسهم تتاح لهم فرصة الحصول على فرص عمل أفضل، ويصبح أداؤهم أفضل من الذين يفتقدون هذه الصفة.


3. آمن بمهمتك : الإيمان بالعمل الذي تؤديه؛ يدفعك إلى زيادته، وتنمية شخصيتك.
وبعد ذلك، تأتي أهمية العاطفة في إعطاء دفعة للموهبة، والوصول بالفرد إلى القمة؛ عن طريق تقديم الوقود لتحفيز القدرات الذاتية ..

وكذلك المبادرة فهي الحافز  لتنشيط مواهبك : فلا ينتظر الموهوبون تحقيق النتائج، وإنما يسبقون إلى أخذ زمام المبادرة . ويعتبر التركيز أداة مهمة لتوجيه الموهبة نحو تحقيق الهدف المنشود، للراغبين في الوصول إلى التميز 

كل  منّا قائد لكن يردد جون ماكسويل السؤال الذي طالما واجهه :

 "إن كنّا جميعاً قادة، فمن هم الأتباع؟"

 إنه أشبه بالقول: إن كنّا جميعاً نبيع فمن يشتري؟ وواقع الحال هو أننا جميعاً نبيع ونشتري في نفس الوقت. فنحن جميعاً نؤثر ونتأثر معاً.

. العنصر الأساسي الأول في القيادة الفاعلة هو إدراك وجود احتياج  وعلى القائد ان بسد ذلك الاحتياج.   فالقادة يدركون وجود احتياج ويمتلكون موهبة. والقائد يسأل نفسه : "ما هي الموهبة التي أملكها ويمكنني استخدامها للتصدّي لذلك الاحتياج؟   فكر في الاجابة اذا كنت تريد القيادة ....

القادة يظهرون رغبة قوية، أو يعززون رغبة موجودة. وقد استطاعوا عبر مسيرتهم أن يستخلصوا ما الذي أرادوا أن يوصلوه إلى الآخرين، . وخرج القادة في تلك الحالات، وأظهروا هذه الرغبة القوية، وضمّوا إلى جانبهم أشخاصاً يناضلون من أجل نفس القضية. .و إذا صارت القضية قضية الجميع. صارت هذه الرغبة القوية نسيجهم وتكوينهم. والهواء الذي يتنفّسونه.

هل نحلم بقائد لديه رغبة قوية تجاه الوطن ولديه القدرة على ضم كل الناس لتصير قضية الجميع ....

صدقوني لا اتحدث عن الكاريزما لكن عن مهارات وادوات وطباع .. ولدي كما كان  لمارتن لوثر كنج حين  وقف على درجات نصب لنكولن في عام 1963 وألقى خطبته الشهيرة:    "لديّ حلم."

المصدر: د.نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 357 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2012 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

592,277