أظهرت الأبحاث أن الثلاثين ثانية الأولى من المقابلات الشخصية او دخولنا الاماكن العامة او الخاصة   تحدد مسار اللقاء ..او  تحدد احساسنا  بالمكان وترسم ملامح ما سوف يكون لدينا  من ذكريات ... بل قد تتحكم في قرارات نتخذها ...ونحن لا ندرك غالباً السرعة التي نحكم بها على الآخرين، فيقيم عقلنا الباطني مَن نقابلهم في ثوانٍ، ثم يعمل عقلنا الواعي على البحث عن أدلة تؤكد الحكم الذي أصدره عقلنا الباطن ... حتى لو لم يكن دقيقا لكنه ما يحدث فعلا .. نعم من المؤكد ان  هناك كيميا بين البشر  تعمل على التجاذب او التنافر وهناك مهارات يمكن ان نكتسبها .. لابد من الانتباه للشراك الخداعية التي يمكن ان تنصب  اذا اتقن بعضهم مهارات  فتتكون انطباعات جيدة  عن نصاب نستلطفه .. بينما لا يستطيع الحرامي مثلا ان ينجح في نفس المهمة .. فلنحترس ...هي ثوان قليلة تبني انطباعات تاريخية ..


 وقد أظهرت دراسة حديثة بجامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية أن عملية بناء الانطباع عن الناس تستغرق عُشر الثانية، وان العلاقات الطويلة فقط هي التي يمكن ان تغير الانطباعات الأولى.

ووجد الاطباء – بحسب الدراسة - ان الناس يقومون ببناء احكام بشأن الجاذبية, الحب, الثقة, الكفاءة, و العنف على الاخرين بعد النظر الى وجوههم لمدة 200 ميلي من الثانية!.

وأن اطالة النظر في وجوه هؤلاء الذين بُنيت عليهم الاحكام لا يغير من هذا الحكم بل على العكس يزيد من التمسك بالانطباعات الاولى.

وقال اليكس تودروف بروفيسور مساعد في الطب النفسي : "نحن نقرر بسرعة شديدة ما اذا كان الشخص يمتلك العديد من السمات التي نعتبرها مهمة, مثل الحب و الكفاءة, بالرغم من اننا لم نتبادل معه كلمة واحدة. يبدو اننا مصرون على ان نبني هذه الانطباعات و الاستنتاجات بشكل سريع و لا يعكس الواقع".

الانطباع Impression تأثير ، شعور ، أو صورة يتم الاحتفاظ بها نتيجة للتجربة.

الانطباع الأول :First Impression هو الرأي الذي يكونه الأخر عنا، خلال لحظات اللقاء الأولى بناء على عوامل عدة منها المظهر والسلوكه والكلام و أسلوب الكلام ..

 

هناك قاعدة تؤكد ان  الصورة تساوي ألف كلمة، وبالتالي فلغة الجسد تمثل نسبة تأثيرها في الآخرين (70%)وللغة الجسد بعض المفاتيح يمكننا التحدث عنها لاحقا

الصوت: وتأثير الصوت بالمرتبة الثانية بنسبه (23%).
والتنوع في موجات الصوت مطلب مهم 

 الكلمات: وهي ذات التأثير الأقل بنسبه (7%).

وخلاصة القول ان عوامل خلق الانطباع ممكنة ولكن  لابد الا نستسلم فقط لفكرة الانطباع الذي يتكون في الثواني الاولى للقاء بل لخبرات التعامل التي يمكن ان تبني الثقة ..
 ولابد من التحلي بالهدوء والابتسامة .. رغم ما قد  يبدومن ان هذه النصيحة بديهية، لكننا سنكتشف  ان  الكثير من الناس ينسونها . . ومن المهم  الاستعداد المسبق  للقاءاتنا ولا يعني ذلك التصنع، . بل من الأفضل  أن نتصرف على طبيعتنا  دون تصنع أو تكلّف. لابد من التدرب على السيطرة على حركة مرور الرسائل  والتحكم في الإشارات التي نرسلها او نستقبلها  . أعاننا الله .. ليست سهلة .. لكنها بالتدريب ممكنة.

المصدر: د.نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 752 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

583,229