تشير الدراسات إلى ان موضوعات الخلاف في وجهات النظر او حتى الخلاف حول مجموعة الاهداف المطلوب انجازها، هذه الموضوعات محل الخلاف تشكل حوالي ٢٥ بالمئة من موضوعات الحياة، اي ما يصل إلى ربع المواقف التي نعيشها نمر بها في عمليات اتصال حول موضوعات نختلف حولها،

اما اذا كانت كل العلاقات تتدار بلا خلافات في وجهات النظر او الاهداف او الطرق التي تؤدي لها، فمن المؤكد ان هناك سببا يجعل احد الاطراف مسيطرا، و الآخرين تابعين له لا يستطيعون التعبير، بغض النظر عن نوع السيطرة، عاطفية او علمية او سلطة رسمية، و حتى في هذه الحالات ينبغي ان تظهر الخلافات لتطور الأداء، حتى ان المؤسسات الكبرى تدير جلسات العصف الذهني لتوليد الافكار المختلفة من اجل التطوير و وضع سيناريوهات أفضل للمستقبل، 

و هذا قد يكون جيدا جدا لان مناقشة الموضوعات محل الخلاف يؤدي لتطور الاراء و الاهداف ايضا، 

و يستمر  الاتصال في أوقات الخلاف، سواء على المستوى الأسري او الدراسي او العملي، او حتى الاتفاق على اوقات الترفيه بين الأصدقاء،

لا ينقطِع الاتصال الا اذا وصل الطرفان او احدهما إلى فقدان الثقة في اتصال فعال يؤدي إلى نتائج في اتجاه التفاهم على حل الموضوع محل، فتبقى الموضوعات معلقة، او منتهية بتنازل احد أطراف عملية الاتصال عن الموضوع محل الخلاف، 

الخلاف يتطلب إدارة الاتصال المواجهي المباشر  وقت حدوثه ، 

و قد نجد خلاف التنوع الذي يسمح فيه الطرفان بالاستماع إلى وجهات نظر بعضهما، و هوا تظهر مسارات جديدة و تنفتح الأفكار و تنطلق الابداعات، مثلما يحدث في جلسات العصف الذهني حتى يخرج الاطراف برؤية اشمل تراعي مصالح الجميع و تستوعب وجهات النظر،. و قد يطور احد الاطراف اراءه او ينسفها تماما بعد نقاش بناء،

و هناك خلاف التصارع و التناقض و يبدأ حين يشعر الطرفان او احدهما ان رأي الطرف الآخر مناقض و مخالف لرأيه و لا مرونة فيه و لا نقاش، و قد لا يقبل احد الاطراف حتى النقاش حول الموضوع و يتخذ قرارات مؤثرة دون مرونة او رغبة في حل الموضوع او الوصول إلى مقترحات، فنجد مدير العمل يتخذ قرارت تعسفية دون اشراك العاملين في مناقشة الأمر او مراعاة قدرتهم على الأداء، و نجد على المستوى العاطفي او الاسري صراع السلطة على القرارات حتى يفرض الطرف الاقوى وجهة نظره، 

و هناك الخلاف الظاهر الواضح، و الخلاف الباطن  الذي يجعل اطرافه في حالة عدم راحة غير معلنة لاسباب قد تتعلق بقلة الوعي او عدم ادراك لموضوع الخلاف او لاسباب تتعلق بالمخاوف حسب نوع الموقف الذي ظهر الخلاف من خلاله،

اساليب الاتصال وقت الخلاف ؛ 

تتعدد اساليب الاتصال وقت الخلاف

بعضها يكون سلبيا فنجد من يفضل الهروب من التفكير في الموضوع و يمارس حياته بشكل يبدو طبيعيا، و الهروب من التعبير عن الموضوع محل الخلاف رغم انه يفكر فيه بل و قد يقع فريسة التفكير المفرط دون حلول،

و قد يتخذ أطراف الخلاف او احدهم قرار الانسحاب من موقف الخلاف خاصة اذا اشارت الخبرات السابقة إلى عدم جدوى النقاش، 

و قد يلجأ احد اطراف الخلاف إلى اسلوب الإكراه و ممارسة الضغوط على الطرف الأضعف، 

و هناك اساليب الاتصال الايجابية

مثل التهدئة أو التفاوض من اجل حل موضوع الخلاف او الاتفاق على تأجيله لاتخاذ خطوات أساسية تَهيدية  قبل اتخاذ إجراءات لحل الخلاف خاصة في الموضوعات الكبيرة ذات التأثيرات الممتدة، و في هذا الحل ينتصر اطراف الخلاف لانفسهم بإدارة الاتصال و تدريج الموضوع او تقسيمه لعدة موضوعات بأولويات متفق عليها،

مع الملاحظة الموضوعية الواقعية  المرونة للموضوع محل الخلاف و اثاره، و تحديد الأهداف و سبل الوصول إليها، 

مع فهم البدائل المتاحة، و الاستفادة من فرص التشارك و التكامل و تحقيق مصالح الجميع، 

فتجتمع  إرادة الأطراف لإنهاء موضوع الخلاف او الاتفاق على آليات الحل ، 

مع ابداء الاستعداد لقبول النتائج الربح و الخسارة بمسئوليات مشتركة دون تصيد الأخطاء او القاء اللوم على احد، 

هذا الأسلوب يضمن التفاهم بين الاطراف و يدعم الثقة بينهم و يلني خبرات تفيدهم في موضوعات مستقبلية، و يراعي  الأهداف مع احترام حقوق الآخرين، 

و تظهر أنماط الشخصيات المتعددة في عمليات الاتصال وقت الخلاف فنجد العدواني، الانهزامي، الإيجابي او  السلبي، المبادر او  المنتظر، الحاسم، المرتاب، المحير، 

إدارة عملية الاتصال؛

تهدف إدارة عملية الاتصال وقت الخلاف إلى تحقيق اتصال فعال  يقوم على  تبادل الرسائل  المعلومات او الافكار والتجارب و الأخبار بين الأشخاص ، و يشمل ايضا فهم مشاعر اطراف عملية الاتصال لذواتهم و الآخرين وفهم نواياهم الكامنة. و كلماتهم و اشاراتهم الظاهرة، 

و لابد ان يتسق فيها الاتصال اللفظي من جمل و عبارات او إحصاءات و بيانات يتم عرضها في المحادثات و المقابلات والاجتماعات، 

مع  الاتصال غير اللفظي الذي يقوم على نبرة الصوت ولغة الجسد والإيماءات و الحركات و دلالات الرموز و الالوان، 

و من الأفضل الاعتماد على الاتصال المباشر الاتصال المتزامن حيث يوجد اطراف الخلاف معا، في التوقيت ذاته، افضل من الاتصال اللامتزامن الذي يتم عن طريق الوسائط الإلكترونية، مثل البريد الإلكتروني او محادثات الواتس اب و غيرها،. التي لا يفضل اللجوء إليها الا في حالة الاتفاق على تبادل بيانات معينة من اجل تحقيق الدقة و الوضوح، 

تقوم عملية الاتصال الفعال على الحد من  التوتر وعدم التركيز و وضوح الرسائل، و وضوح الاهداف، 

و التنسيق بين الاطراف،. و مراعاة مصالح الجميع، و العوامل المؤثرة و التوازن و كذلك مراعاة الاداب العامة و اداب الحوار، بالمرونة و التفهم، و الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، 

اهم ما يميز الاتصال الفعال، الاستماع و التقدير ما يقوله الآخرون، في وقت الخلاف، مع تفهم للمشاعر المؤثرة على عملية الاتصال،

الاهتمام بإبداء و ارسال التغذية الراجعة الفورية بوضوح،  حتى يطمئن الآخرون لافكارك  و مشاعرك تجاههم،  عبر عن نواياك  لتقلل لجوء الآخرين إلى التفسيرات و التخمينات  التي قد تزيد الخلاف، 

اعترف بأخطائك، فذلك يسمح للاطراف الأخرى بتقبل المواقف الصعبة و الخلافات العميقة، 

مع اظهار الرغبة في مساعدة الآخرين حتى وقت الخلاف 

مما يعزز امان العلاقات و التأييد و قبول الحلول، 

لا تتغافل المدح وقت الخلاف و الثناء على الاراء الصائبة، 

لا تنقد الآخرين بل انتقد الاراء، و اذا كان لابد من الانتقاد فلابد من مراعاة دلالات الالفاظ، 

.حافظ على الخصوصية و احترم المعلومات السرية و لا تستخدمها للضغوط

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,876