مع كل هذه التكنولوجيا و الاحداث و التوقعات، مع كل هذا البوح و فرط الكلام و الحياة التي اصبحت مشاعا، و مع كل هذا التواصل و التشابكات في علاقات سطحية او عميقة، تظل المشاعر و الافكار ملك صاحبها حتى الفراسة و تحليل الوجه و لغة الجسد لاتقدم ادلة واضحة و مؤكدة على ما تقدم من معلومات، لتظل حبيسة القلوب و العقول ما لم يفرج عنها صاحبها، هذه الراحة النفسية تجاه هذه  الحقائق لن تستمر طويلا ، 

 و اذا كانت تطبيقات التكنولوجيا تقدم لنا برامج للمشاعر و الأفكار و المرح ، بعض التطبيقات  تحدد لنا اكثر خمسة  اشخاص نحبهم او اكثر شخص وقع في غرامنا ،   فان السؤال المطروح هل سنسلم انفسنا؟  الآن يوجد باحثون يعملون على تطوير برامج جديدة بقدرات مضاعفة في مجال الذكاء الاصطناعي استطاعت بعض التطبيقات ان تقرأ مشاعر الوجوه من خلال الصور و الفيديوهات، فقد قام باحثون من جامعة كولورادو وجامعة ديوك بتطوير شبكة عصبية تُعرف بإسم EmoNet يمكنها تصنيف الصور بدقة في 11 فئة للمشاعر البشرية واستخدم الباحثون 2187 مقطع فيديو ، و 25000 صورة واستطاع الذكاء الصطناعي تصنيفها بوضوح تام. كان الذكاء الإصطناعي قادرا على اكتشاف ومعرفة العواطف الموجودة بكل دقة. و كنا قرأنا من قبل عن تطبيقات تشير إلى الاشخاص المتوافقين معنا عاطفيا و إلى اماكن وجودهم بجوارنا ، بل و ظهرت بعض الاعمال الدرامية التي تشير إلى احتمال ذلك و تداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي مخاوف بشأن مؤتمر علمي تكنولوجي حول تمكن العلماء من زراعة شريحة داخل الانسان تمكنه من التحكم في مشاعره ،   يبدو أن كلمات الاغاني ستفقد معانيها البلاغية لتنتقل الى المعاني المباشرة، قلبي و مفتاحه و يا قلبي سيبك، نعم يقولون اننا من خلال تلك الشرائح نستطيع ان نصدر الاوامر لقلوبنا و عقولنا بالتمسك او التخلي ماذا يحمل لنا العلم و تطبيقاته و ماذا ننتظر في الغد القريب ،

عموما قبل أن ننهي التفكير و طرح المخاوف سيأتي الغد مجيبا قريبا على كل ذلك،  بعد ما دخلنا في تجارب و خبرات و حصاد ايام من تلاحقها و زخمها  نتذكر بعضها، بما تفرضه علينا الترندات و تدفق الأخبار و صناعة الحدث النجم و الفرد النجم، 

و قد جربنا التباعد الجسدي و الإنساني ، و القرب الخادع،  و الوسيط التكنولوجي بشاشاته التي لا نستطيع الفرار منها ، 

الآن لابد أن ندرب انفسنا و ذوينا على الارتواء و ليس الغرق ، حفظكم الله 🦋🌍🇾🇪💞🚐#️⃣㊙️#️⃣📲

المصدر: د/ نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 437 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2020 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,491